الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

قميص مروان والغيلان في ليلة القبض على فتح

نشر بتاريخ: 19/12/2005 ( آخر تحديث: 19/12/2005 الساعة: 21:17 )
بقلم: محمد عبد النبي اللحام

جلبة كبرى واكبت الخطوة التي حسبت على الاسير المناضل مروان البرغوثي حيث أضحت حديث الشارع الفلسطيني وقد تكون تعدته.

ففي مساء حزين وقاتم لابناء فتح كانت فدوى البرغوثي زوجة مروان وبصحبة محمد دحلان وصديق مروان قدوره فارس وسفيان ابو زايده يتقدمان بنصف التفاحة الفتحاوية للجنة المركزية للانتخابات ليتبعهم ناصر القدوة بصحبة ابو هشام سباتين واخرين ليتقدمون بباقي التفاحة الفتحاوية لنفس اللجنة في اعلان رسمي للشروع بذبح هذه الحركة.

وفي اعتقادي ان اللجنة المركزية والمجلس الثوري وما ينبثق عنهم من لجان ارتكبوا اخطاء قاتلة بحق هذه الحركة فحين تم اقرار الانتخابات التمهيدية او ما عرف بالبرايمرز واطلاق قاربه بدون شراع تملؤه الثقوب كانت تدرك هذه الهيئات حتمية الغرق وان لم تدرك فهذه مصيبة اكبر فالبرايمرز لم يوفر له الحد الادنى من مقومات النجاح فالاعداد هزيل جداً ولا تدريب او حتى تهيئة للكادر المشرف على الموضوع وحتى الصناديق كانت (كرتون راس العبد) في بعض المواقع عدا عن عدم حصر العضوية وتشريع الاقتراع لمارق الطريق وعدم وضع لجان محايدة للاشراف وفرز الاصوات وعدم توفير حماية للصناديق وغيرها من العوامل الاساسية للفشل التي لا اود الخوض اكثر في تفاصيلها.

والنتيجة غرق القارب ودخوله في توهان ليطلب الجميع من سفينة المركزية الانقاذ لتعود هي القبلة التي يحج لها كافة المرشحين والطامحين والطامعين وعايشنا كيف عجت ليالي رام الله وفنادقها بالمرشحين وكيف عجزت شبكة جوال عن استيعاب حجم مكالمات التملق والاستجداء والتوسط في سبيل مكان مضمون!!!

فهذا الازدحام الذي وصل حد الاختناق لكادر فتح ناتج بشكل اساسي عن غياب الحراك الديمقراطي حتى اصبحت الفرصة وكانها لن تاتي ثانية فمنذ عقود لا انتخابات للمركزية ولا للثوري ولا للمؤتمر ولا للاقاليم ولا للبلديات ولا للتشريعي فكل هذا وغيره ادى الى التشبث بالفرصة وباي ثمن فكثيرة هي العلاقات التاريخية بين اصدقاء العمر قد ذهبت وتحولت الى عداء نتيجة التزاحم.

وهنا شرعت المركزية لنفسها وشرع لها البعض بان تكون هي الحكم وتقرر من هم مرشحو فتح في التشريعي لتقع في اخفاقات عديدة حين اعتمدت نتائج البرايمرز للبعض وحجبته عن البعض الاخر وقالت سنستنير بالبرايمرز واستطلاعات الراى التي لا يعرف احد حقيقتها.

فهل كنا نحلم بعروس بحر من البرايمرز فصدمنا بأن المولودة قردة.

وهكذا كان حال النصف الاول من التفاحة فهل النصف الثاني باحسن حال؟! فقبل اشهر عديدة طلبت زوجة مروان مقابلة الرئيس عباس على اعتبار قرب الانتخابات التشريعية التي تأجلت في حينه وحضراللقاء عدد من الاشخاص وطلبت ام قسام في حينه ان يتم مراعاة وضع مروان فقال لها الرئيس وعلى ذمة احد الحضور ان مروان سيكون على راس قائمة فتح ليس لان اسمه مروان بل لان استطلاعات الراى وكافة المؤشرات تفيد بتفوق فتح اذا كان على رأس قائمتها مروان و عندما زار ابو هشام سباتين مستشار الرئيس عباس مروان في سجنه قبل أيام فوجئ بعدم علم مروان بوجود اسمه وباقي الاسماء او اي ترتيب لفتح بما يتعلق بقوائم فتح والية عملها ودوائرها فما كان من ابو هشام سوى القول ان هذه الامور كان الرئيس يرسلها لك اولا باول مع فلان وعلان واللذان اعتادا على زيارتك! وعاد ابو هشام ليبلغ الرئيس بما جرى وتم ترتيب مكالمة هاتفية بواسطة الارتباط ما بين الرئيس ومروان وبحضور صديق مروان زياد ابو عين وابو هشام وصخر حبش والذين تناوبوا على الحديث معه في محاوله لاقناعه بحقيقة الامر وفي نفس الوقت كانت هناك محاولات لاستدعاء ام قسام وصديقه قدوره لحضور المكالمة الا ان هذه المحاولات قد فشلت.

المهم ان ليلة القبض على فتح في 14/12/2005 تمت تحت جنح الظلام وبنهم من الغيلان ليذهب ابناء فتح الشرفاء ضحية فعل وردود فعل تعبر عن شخصنة واضحة وفاضحة وساطعة ومن حمل لواء الدفاع عن تغيب مروان وتوشح بقميصه ذهب ابعد من نصفه في الاخطاء فقائمة المستقبل التي تم اعدادها على عجل لم تخضع حتى للبرايمرز المثقوب ولم تحمل اشخاص اسقطوا في البرايمرز بل حملت اشخاص لم يدخلوه ولم يكونوا يوماً ذوي علاقة بحركة فتح وهم الذين يأخذوا على المركزية تغيبها للديمقراطية وليس دفاعا عن المركزية المثقلة بالسلبيات ولكن هل نسي قدورة والرجوب والدحلان وغيرهم العديد في قائمة المستقبل انهم اعضاء في المجلس الثوري منذ حوالي عشرة اعوام وشرعوا كل الاخطاء والجرائم التي حدثت بحق الحركة؟!ام ن شركاء المغنم ليسوا شركاء في المغرم .

هل نسي هؤلاء حقائبهم الوزارية التي كانت وبعضها لازال !في ظل الاسقاطات وبعيدا عن الديمقراطية .

اسئلة كثيرة وعلامات استفهام كبيرة تستوقف حتى عدائي المسافات الطويلة والقصيرة وتستوقف قصيري النظر وحتى فاقديه.

ومن ينظر الى استطلاع قد يبدو بسيطا على صفحة وكالة معاً يعرف ان الشارع والجماهير لم تعد غبية او ساذجه فالاستطلاع يطرح السؤال التالي . هل كان تشكيل كتلة ثانية لفتح برئاسة الاسير مروان البرغوثي "1"انشقاق عن فتح 20%"2"حق مشروع للجيل الفتحاوي الشاب 19%"3" تكتيك دفين لمنع حماس من الفوز 18% "4"رد فعل مبني على مصالح شخصية بحته 43% وقد شارك بالاستطلاع وخلال اقل من 60 ساعة على اعلانه حوالي 1800 مشارك. وهذا مؤشر واضح لمدى قناعة الناس بما يحدث.

وفي تحليل متأن للصراع يتضح بأنه على مقعد مضمون في المجلس التشريعي ولا يحتمل اي تفسير اخر ، فلا يوجد خلاف على تحرير فلسطين ولا على البرنامج السياسي ولا الاقتصادي ولا حتى التنظيمي والطفل الذي يحبو سياسياً يدرك ان الازمة في مجموعة اسماء مستميته على ان تكون في موقع مضمون على القائمة الرسمية ومجموعة تقابلها تضحي بالحركة ومقدراتها وتابى ان تتنازل وتقتنع انها غير مقنعة للشارع وان الاوان ان تترجل باحترام وليس هجوماً على احد ولكن يجب ان يكون لتجربة السيد صخر حبش عبرة للاخرين وفي الوقت نفسه لا يجوز ان يستعمل البعض قميص مروان واسمه كسلم لصعوده مع استغرابي الشديد من العجالة لدى بعض القيادات التي كان لسان الشارع يقول انها حتما قادمه للرئاسة ولكنها اليوم وفي اعتقادي تخسر وحصل معها مثل الثعلب في كتاب القراءة والذي كان يحمل قطعة لحم في فمه وشاهد ظلها الكبير في النهر ووقف والقى بها على الارض وقفز للنهر .......!! فببساطة شديدة ورثة فتح قادمة ولا نريدها فقط بحكم ان اعضاء المركزية في سن الشيخوخة بل نريدها عبر صندوق اقتراع.

والصندوق المحترم الذي يراعي المعايير التنظيمية والحركية هو فقط الكفيل بانقاذ هذه الحركة فلا القارب المثقوب بفعل فاعل ولا قميص مروان المسروق بفعل فاعل هما الحل.

فقميص مروان اطهر من ان يلوث ويعبث به العابثون.

ولا حل سحريا للعلاج ولكن قد يكون لتاجيل الانتخابات فائدة لفتح اذا اعتبرنا ان وحدة فتح مصلحة وطنية فلسطينية قد تتفهم بعض القوى والتيارات ذلك وتعطي هذه المساحة لفتح لرأب الصدع عبر ديمقراطية حقيقية، وقد يرفض بشدة البعض الاخر ذلك و يعتبرها فرصة للانقضاض على فتح واجهاضها.


ولا يعقل في ليلة الثلج ان نصلح الدلف بهدم السقف فبعد الثلج والعواصف يمكن هدم السقف واعادة اصلاحه والمكان الطبيعي للأصلاح مؤسسات الحركة و مؤتمرها الذي يجب ان يعقد لانه عبوة الاوكسجين الاخيرة لهذه الحركة التي يرفض ابناؤها الشرفاء ان يكونوا اسرى لمصالح الغيلان