الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المركز الفلسطيني يتخوف من عدم قدرة السلطة الوطنية على إجراءات انتخابات حرة ونزيهة

نشر بتاريخ: 28/12/2005 ( آخر تحديث: 28/12/2005 الساعة: 15:28 )
رام الله - معا - دان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة الاعتداء على مقار لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة، واستهجن قيام أطراف فلسطينية بزج اللجنة في إطار المشاكل الداخلية للأحزاب، علماً بأنها لجنة فلسطينية محايدة ومستقلة مهمتها تنظيم العملية الانتخابية، دون أن تتدخل في المشاكل الداخلية للأحزاب.

وطالب المركز في بيان له اليوم السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بالنائب العام، بضرورة توفير حماية أفضل لمكاتب اللجنة المركزية للانتخابات في كافة محافظات الوطن، من أجل توفير مناخ ملائم لعقد انتخابات حرة ونزيهة. بالتحقيق الفوري والجاد في الاعتداء وملاحقة المعتدين وتقديمهم للعدالة.

واكد المركز أن مرحلة ما قبل الاقتراع جزءاً أساسياً من العملية الانتخابية وسلامتها ونزاهتها، ويقع على عاتق السلطة الوطنية توفير الأمن خلال هذه الفترة والحفاظ على أن تسير كافة العمليات الانتخابية بانتظام. لذا، يخشى المركز من أن تؤدي هذه الأعمال إلى تعطيل العملية الانتخابية المزمع عقدها في 25 يناير القادم.
وكرر المركز مطالبته جميع القوى السياسية وأجهزتها العسكرية باحترام حرمة مقار لجنة الانتخابات المركزية والنأي بها عن أية خلافات حزبية داخلية لا شأن لها بها


وقال المركز ان هذه الاعتداءات تلقي بظلال من الشك على إمكانية إجراء انتخابات حرة ونزيهة. ومن الواضح أن السلطة الوطنية فشلت حتى الآن في توفير الحماية للجنة الانتخابات المركزية، خاصة وأن المتورطين في جميع تلك الاعتداءات هم من أجنحة عسكرية مسلحة تابعة لحركة فتح، الحزب الحاكم في السلطة الوطنية الفلسطينية.
ووفقاً لتحقيقات المركز، في حوالي الساعة 8:00 صباح اليوم الموافق الأربعاء 28 ديسمبر 2005، اقتحمت مجموعة مسلحة مكونة من 30 شخصاً تابعة لـ "كتائب شهداء الأقصى" مقر لجنة الانتخابات المركزية، دائرة رفح، وأمروا العامين في المكتب بضرورة المغادرة تحت تهديد السلاح. وقد امتثل الموظفون للأمر حرصاً على حياتهم، وقاموا بإغلاق المكتب.
وفي توقيت متزامن من صباح اليوم أيضاً، اقتحمت مجموعة مسلحة أخرى تابعة لـ "كتائب شهداء الأقصى" مقر لجنة الانتخابات المركزية، دائرة خان يونس، وأمروا العامين في المكتب بضرورة المغادرة تحت تهديد السلاح، مما اضطر العامين إلى الامتثال للأمر.
وفي دير البلح، قامت مجموعة مسلحة أخرى مكونة من 12 شخص تابعين لكتائب شهداء الأقصى، صباح اليوم باقتحام مكتب لجنة الانتخابات المركزية في دائرة دير البلح وأمروا منسق الدائرة،بضرورة إغلاق المكتب. وقد قام منسق المكتب والموظفين بإغلاقه ومغادرته فوراً. الجدير بالذكر أن الشرطة الفلسطينية المكلفة بحماية مقرات اللجنة كانت متواجدة ولم تتدخل.

وفي حوالي الساعة 10:20 صباح اليوم أيضاً، حاول عشرات المسلحون التابعين لكتائب شهداء الأقصى، اقتحام المكتب الإقليمي للجنة الانتخابات المركزية في غزة، وسط إطلاق النار، مما اضطر العاملين إلى إغلاق أبواب المكتب. وقام المهاجمون بمحاصرة المكتب وأمروا العاملين فيه بضرورة إغلاقه، وعدم تلقي أية طلبات ترشيح، ومن ثم انسحبوا بهدوء. وعلى إثر ذلك، توجهت نفس المجموعة المسلحة إلى مكتب لجنة الانتخابات المركزية، دائرة غزة، وحاصروا المبنى، وطالبوا الموظفين بإغلاق المكتب ومغادرته. وقد امتثل الموظفون لأمر المجموعة المسلحة، ولا يزال المكتب مغلقاًً حتى الآن، حيث يفرض المسلحون حصاراً عليه. وأثناء إعداد هذا البيان، عاد هؤلاء المسلحون إلى مقر المكتب الإقليمي للجنة الانتخابات المركزية في محاولة لاقتحامه، حيث يفرضون حوله حصاراً محكماً.

الجدير بالذكر أن اعتداءات مماثلة على مقرات اللجنة المركزية للانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة وقعت على مدى العام، وخصوصاً الأيام القليلة التي سبقت موعد إغلاق باب الترشيح للانتخابات التشريعية في 15 ديسمبر، جميعها تمت من قبل مجموعات مسلحة تابعة لحركة فتح. وفيما يبدو، عكست المشاكل الداخلية التي تشهدها حركة فتح نفسها على العملية الانتخابية برمتها. وقد أتاح قرار محكمة استئناف قضايا الانتخابات الذي صدر بتاريخ 26 ديسمبر، ويقضى بفتح باب الترشيح للانتخابات التشريعية لمدة ست ساعات، الفرصة من جديد أما حركة فتح لتوحيد صفوفها والتقدم بقائمة واحدة للانتخابات التشريعية. غير أن هذه الخطوة، -على ما يبدو- لم تمكن الأطراف داخل صفوف حركة فتح من حل مشاكلها الداخلية، وعادت الصراعات تفرض نفسها على الأجواء الانتخابية من جديد.