السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الضميري: الاستخبارات كشفت تفاصيل جريمة السطو على البنك العربي

نشر بتاريخ: 29/03/2009 ( آخر تحديث: 29/03/2009 الساعة: 20:55 )
رام الله- تقرير معا- كشف الناطق باسم الاجهزة الامنية عدنان الضميري ملابسات عملية السطو المسلح على البنك العربي فرع البيرة يوم الثلاثاء الماضي، مؤكدا أن تكامل المؤسسة الأمنية، وتعاون المواطنين كان العامل الأساسي في كشف ملابسات جريمة السطو.

وأشار الضميري في مؤتمر صحفي عقد اليوم الاحد في وزارة الإعلام برام الله بحضور كمال حمايل مدير الاستخبارات في رام الله ، تابعته مراسلتنا في رام الله، للكشف عن ملابسات هذه العملية، إنه في الساعات الثلاث الأولى بعد عملية السطو كان لدى الشرطة خيوط عن المشتبه بهم بهذه الجريمة.

سيناريو العملية: 6 أشخاص نفذوا عملية السرقة

منذ أكثر من شهر ونصف، قام 6 أشخاص بالتخطيط لجريمة سرقة في مدينة رام الله، الأول اسرائيلي كان العقل المدبر والمدرب بصورة عالية جدا وكان موجودا أثناء تنفيذ العملية، وثلاثة آخرين من عرب الـ 48، و 2 من الأراضي الفلسطينية، وهناك صلة قرابة بين شخصين من المنفذين، وكان التخطيط خلال الشهر والنصف مراقبة أربعة بنوك واستطلاع أي منها ستنفذ به جريمة السرقة، ومن تلك البنوك: البنك العربي المركزي في المصيون، والبنك العربي فرع البيرة، والبنك العقاري المصري، وبنك القدس.

3 مليون شيكل المبلغ المستهدف وبمدة لا تزيد عن 1:35 دقيقة


وبعد مراقبة شديدة للبنوك قررت المجموعة ان تسطو على البنك العربي في مدينة البيرة، وكان من المقرر حسب اعترافات المنفذين، ان يتم الوصول الى الخزنة المركزية وسرقتها، حيث كانوا يعتقدون بوجود 3 مليون على الأقل في تلك الخزنة، بحيث لا يزيد تنفيذ العملية عن 1:35 دقيقة.

سيارة GMC تحمل لوحة سيارة "رينو"

استطلع المجرمون عدة سيارات في المنطقة وبمواصفات مختلفة قبل العملية، وقبل يومين من تنفيذ العملية اجتمعت المجموعة في مدينة رام الله وقاموا بشراء سيارة من نوع GMC مسروقة وغير قانونية، وللتمويه قاموا بتركيب لوحة تسجيل للسيارة من نوع "رينو" تم الحصول عليها من إسرائيل.

الساعة 8:30 أم الساعة 3:00

عند اجتماعهم قبل يومين كان أفراد العصابة مترددين بالدخول إلى البنك عند الساعة 3:00 العصر، قبل إغلاق البنك بدقائق حيث يكون البنك مليء بالنقود، أم عند الساعة 8:30 صباحا بحيث تكون حركة الناس أقل وبوجود عدد قليل من الموظفين والناس.

شرائح اورانج بدل الجوال

استخدم أفراد العصابة في جريمتهم المنظمة شرائحا للاتصال من نوع "الأورانج" لإجراء اتصالاتهم، كوننا لا نملك سلطة على هذه الشركة ولانستطيع جمع المعلومات منها، كما قال الضميري.

لحظة الحسم

صباح يوم الثلاثاء الماطر والعاصف، تحرك أفراد العصابة بسيارة GMC، وعند الساعة 8:30 وصلوا إلى مقر البنك في مدينة البيرة، وكانوا يتكلمون اللغة العبرية واقتحموا البنك وتوزعوا بشكل منظم جدا ومدروس وكانوا يحملون أسلحة منها مسدس من نوع 14 بلجيكي الصنع، وآخر مسدس من نوع CZ وكاتم للصوت، وسلاح طويل من نوع M16، وسيطروا على الحارس، وكان عامل الوقت مهم جدا لهم، فلم يستطعوا الوصول إلى الخزنة كما كان مخططا، فقاموا بسرقة "التيلرز" من أمام الموظفين وكانت المبلغ يساوي 21 ألف دينار اردني وبعملات مختلفة، بمدة لا تزيد عن 2:15 دقيقة.

واضاف الضميري، خرج المجرمون بسرعة كبيرة من البنك وركبوا سيارة GMC وتوجهوا إلى منطقة كفر عقب حيث قاموا بإحراق السيارة واستعمال سيارة أخرى من نوع باسات، وكانت مهمة أحدهم إيصال العقل المدبر وهو الاسرائيلي إلى داخل إسرائيل وبسلاحه، وفعلا تمت العملية وبنجاح.

دور الشرطة والاستخبارات

قال الضميري :" شرعت قوات الأمن وعلى الفور بحصد كل السيارات من نوع GMC القانونية وغير القانونية في البلد، وقامت بجمع كم هائل من المعلومات في الثلاث ساعات الأولى من وقوع الجريمة، وتابعوا كافة التفاصيل بدون أي كلل وتعب فواصلوا الليل والنهار لكي يتوصلوا إلى معلومات، وكانت لديهم الخيوط عن المشتبه بهم".

واضاف الضمري، تبع المحققون سيارة ال GMC وقاموا باستدعاء شخصين للتحقيق كاجراء عادي وقاموا بالتحقيق معهم، وقاموا بإخلاء سبيلهم برغم معرفة الشرطة الأكيدة بتورطهم في العملية ولكن كان ذلك كي تستطيع الشرطة معرفة اتصالاتهم وتحركاتهم وجمع المعلومات عن باقي الخلية عن طريقهم، فالتحقيق كان احترافي ومهني والعمل كان دؤوبا للوصول إلى نتائج بهذه السرعة الممكنة، ومستوى التنسيق داخل الأمن كان عاليا جدا وكانت المجموعة العاملة تعمل على طاولة واحدة وبتوزيع ادوار.

لم يكن هناك اختراق داخلي في البنك العربي

قامت الشرطة باستدعاء موظفين من البنك العربي للتحقيق معهم كاجراء احترازي قانوني، وأكد العميد الضميري انه لم يكن هناك اختراق داخلي بين موظفين البنك العربي.

بعد أربع أيام

وأخيرا وبعد أربعة أيام من التحقيق وجمع المعلومات تمكنت الشرطة من كشف العصابة، وقال الضميري :" لو لم يكن لدى أجهزة الاستخبارات القدرة العالية ولو لم تكن هذه العلاقة التكاملية بين أجهزة الشرطة ما كانت الشرطة قد توصلت إلى نتيجة وسط هذا التضليل"، فقامت الشرطة باعتقال المتورطين وضبطت الأسلحة والنقود.

قيمة السرقات

28 ألف و40 شيكل، 4792 دينار و 6070 دولار.

المضبوطات

مسدس 14 بلجيكي الصنع يحمل 14 رصاصة، ومسدس CZ وكاتم للصوت، وسلاح طويل M16، وشرائح الأورانج، وأقنعة ولباس، وسيارة "الباسات" التي نقلت فيها المضبوطات بعد حرق سيارة الGMC.

وشكر الضميري تعاون البنك العربي مع اجهزة الشرطة وتقديم المعلومات وكاميرات التصوير.

عملية فرض النظام في الامعري منفصلة عن سرقة البنك

وأكد العميد عدنان الضميري ان عملية فرض النظام في الامعري منفصلة وانه ليس هناك أي ارتباط لا من قريب أو بعيد بين ما جرى من عملية المنظمة في الامعري ومحيطه ليس له علاقة بالسطو على البنك العربي وإنما مجموعة من الامعري قامت بإغلاق شارع القدس - رام الله، وإطلاق النار على الأمن، مما أدى إلى تدخل قوات الأمن والشرطة لملاحقة هؤلاء الاشخصا، وجرح في العملية مدير الشرطة واثنين من الجنود، وقامت قوات الأمن باعتقال 40 شخصا من الخارجين عن القانون، وصادرت 52 مركبة غير قانونية، ولاحقت كل من أطلق النار.

ومن جانبه شكر ماجد مازن المدير الإقليمي للبنك العربي، أجهزة الشرطة التي أظهرت المهنية العالية في كشف ملابسات الجريمة، وشكر الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء د.سلام فياض، ومحافظ النقد د.جهاد الوزير على اهتمامه الخاص، والوزير عبد الرازق اليحي الذي كان باتصال دائم مع البنك.