الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

موسيقيون من فلسطين ومصر والنرويج يعزفون ويغنون معا

نشر بتاريخ: 09/04/2009 ( آخر تحديث: 09/04/2009 الساعة: 18:49 )
القدس -معا- كانت القاهرة قبل أيام المحطة الثانية للحوار الموسيقي بين الشرق والغرب ؛ فقد التقى عدد من الفنانين من فلسطين ومصر والنرويج، في لقاء فني أثمر عن عروض موسيقية مشتركة بينهم، قدمت على مسرح دار الأوبرا.

وأوضحت مؤسسة صابرين للتطوير الفني أن هذا اللقاء هو اللقاء الثاني للمجموعة، والتي انضمت إليها وجوه فنية جديدة، تابعت الرحلة الموسيقية الفريدة التي كانت النرويج مسرحها الأول، حيث كانت البذرة الأولى هناك في الغرب والتي نمت في الشرق في مصر، والتي ينتظر أن يشاهدها الجمهور الفلسطيني، حيث سيكون لها موعد للتفتح والإزهار في القدس أيضا ضمن المرحلة الثالثة.

ليست المرة الأولى التي تبادر فيها مؤسسة صابرين للتطوير الفني إلى عقد حوارات موسيقية وغنائية، تجمع فيها بين الشرق والغرب، في وعاء فني وإنساني واحد، فقد مثّل فنانون من فلسطين ومصر الموسيقى الشرقية، فيما مثل فنانون من النرويج الموسيقى الغربية، ضمن مهرجان "فورديه" الأخير للموسيقى الفلكلورية الذي أقيم في النرويج.

تسعة موسيقيين تجمعوا من النرويج ومصر وفلسطين في دار الأوبرا في القاهرة، ليحركوا كل الجسور المكانية والجغرافية والثقافية بينهم، ويصهروها باتجاه حوار موسيقي؛ فبعد لم الشمل معا، تمكن الفريق الموسيقي بقيادة من استكمال مشوارهم الموسيقي، باتجاه توظيف الخبرات السابقة، والمراكمة عليها، نحو تعميق الحوار الموسيقي باتجاهات فنية وإنسانية رحبة.

الفنانة ميرا عازر المشاركة من فلسطين في العرض قالت أن الفنانين القادمين من ثقافتين مختلفتين لم يجدوا صعوبة خلال العزف معا آلاتهم، والغناء بأصواتهم، مضيفة أنه بالرغم من كون المسافات بعيدة بين الشعوب والأمم والحضارات، إلا أن ذلك لا ينطبق على الموسيقى، بل على العكس فإن ذلك البعد والاختلاف أغرى من خلال الموسيقي بالاقتراب ، كما اكتشف المشاركون أن هناك نوتات موسيقية متشابهة بين الثقافات الموسيقية، استطاعوا تطويعها ليكونوا بها مزيحا موسيقيا خاصا جدا.

وأضافت عازر:" أن اللقاء الأول في النرويج كان مفاجئا للفنانين النرويجيين بسبب الأسماء العربية، وطبيعة الآلات الشرقية، وكان مفاجئا لنا نحن أيضا لأسباب متشابهة، وكان ذلك أمرا طبيعيا لموسيقيين غير منفتحين على ثقافات موسيقية جديدة وافدة، لكن لقاء القاهرة كان مختلفا، حيث كان الفنانون قد تهيأوا للقاء، مستفيدين من تجربتهم السابقة، حيث شهدنا اندماجا أكثر في الغناء والعزف على الآلات".

وبالرغم أن ميرا عازر لم تنجح في الغناء بالنرويجي، كونها انضمت حديثا لهذا اللقاء، إلا أنها نجحت في العزف، أما هند علي فغنت بالنرويجي لأن لها تجربة سابقة.

وتروي عازر عن زميلتها انجرد الفتاة النرويجية ابنة 19 عاما ذات الصوت الجميل التي حين بدأت تدندن بأغنية " آه يا زين" في حين أخذت هي وهند المصرية تغنيان بالنرويجي. وتضيف أن متعة التجريب لم تكن تضاهيها متعة أخرى، فليس الأمر صناعة مادة معينة، بل محاكاة فنا قوميا وافدا.

وتضيف: غنى المصريون لأم كلثوم، ونحن غنينا من الفولكلور الفلسطيني، أما من تراث فرقة صابرين فقد غنت أغنية "عن إنسان"، والتي تتحدث عن المعاناة الفلسطينية تحت الاحتلال بما فيها من أسر واعتقال.

وحول تذوقها للفن الغربي، ذكرت ميرا عازر أنها أحبت الفولكلور النرويجي، من خلال الأغنية النرويجية التي ترجمت لنا، والتي تدور حول قصة عاطفية مؤثرة، مكانها الطبيعة النرويجية الساحرة. وتضيف: تأثرنا بالقصة التي أخذتنا إلى ذلك المكان الجميل، والذي صرنا نحب الذهاب إليه ورؤيته.

ورأت ميرا عازر أن هذا الحوار الفني كان مدخلا لحوار حضاري دفعنا للتعرف أكثر على جوانب مختلفة من حضارتهم وثقافتهم.

أما من ناحية فنية وجدت عازر في اللقاء الموسيقي لونا جديدا من خلال خلط اللونين معا، وهي تشجع الآخرين على المشاركة في مثل هذه التجارب الفنية.

وذكر الفنان "بورد" احد المشرفين المرافقين للمجموعة أنه رأى تطورا لدى المشاركين بعد نجاحهم الأول في النرويج، حيث صاروا أكثر قوة وثقة في النفس.

وذكرت الفنانة المصرية الشابة هند علي أنها أصبحت تغني مع زميلتيها من النرويج انجرد والفلسطينية ميرا عاصي بسهولة، حيث استطاع المشاركون النرويجيون والفلسطينيون والمصريون النجاح في تنفيذ الوصلات الغنائية المكونة من عدة أغان عربية ونرويجية، بالإضافة الى موسيقى نرويجية فلكلورية راقصة، الى جانب عدد من الأغاني الفلكلورية لكل دولة يؤديها الموسيقيين من كل دولة على حده.

ورأت الفنانة المصرية هند علي أن عزف الشرقي للموسيقى الغربية، والغربي للموسيقى الشرقية يضفي على العازفين معا أجواء سعيدة تكون قادرة على منح العازفين خيالا خصبا، يدفعهم للتجريب والتجديد والإبداع، كما هو حاصل في الآداب والفنون الأخرى حين يتم التعرف عليها وتوظيفها إبداعيا، مضيفا أن الأهم في النهاية هو التعرف على الفنون الأخرى والتعارف وتكوين الصداقات.

بقي أن نذكر أن مؤسسة صابرين للتطوير الفني هي التي نسقت هذا النشاط من فلسطين بالتعاون مع معهد ريكونسنترنه النرويجي.

وشارك في هذا اللقاء الفني من فلسطين إضافة إلى ميرا عازر (غناء وعزف على الكمان)، كل من مجد شاهين (إيقاع)، وسهيل ناصر (قانون). ومن مصر هند علي (غناء)، وأحمد عامر (عزف على التشيلو)، ومحمود المصري (عزف على الكمان). ومن النرويج: انجرد، يوليا (كمان) انجيبورج: (غناء) ستاينر...وراسل.