الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحالف السلام الفلسطيني يختتم دورة تدريبية في رام الله

نشر بتاريخ: 11/04/2009 ( آخر تحديث: 11/04/2009 الساعة: 17:25 )
رام الله- معا- اختتم تحالف السلام الفلسطيني، اليوم السبت، في محافظة رام الله، دورة تدريبية حول "ثقافة الحوار والتغيير"، والتي عقدت بالتعاون مع مكتب التعاون الإسباني "The Spanish Cooperation Office"، على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة.

وركزت الدورة التي جرت بمشاركة عشرات الشبان والفتيات من مختلف أنحاء الضفة الغربية، على مسائل تتعلق بمفهوم الآخر والحوار العام، وثقافة التغيير، علاوة على مفاهيم تتصل بثقافة التسامح واحترام الرأي إلى غير ذلك.

وذكر مدير البرامج في تحالف السلام ساهر موسى، أن الدورة التدريبية تندرج ضمن سلسلة مماثلة من النشاطات، سيعقدها التحالف خلال العام الجاري، وتأتي في إطار سعي التحالف لتكريس ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر في مواجهة ثقافة الإقصاء ونفي الآخر، فضلا عن تمكين الشباب، والذي يشكل عنصرا أساسيا في المجتمع، بغية لعب دور مؤثر في نشر قيم التسامح والحوار، والديمقراطية.

وقال موسى:"إن الساحة الفلسطينية ما زالت تفتقر إلى مفهوم ثقافة إدارة الاختلاف مع الرأي الآخر، وخاصة عندما يملك البعض مسبقاً قناعات مكتسبة ليسوقوا من خلال قناعاتهم بان الاختلاف في الرأي يكون بين الحق والباطل في الوقت الذي لم يصلوا بعد لمبدأ أن الحق والحق يختلفان أيضا".

كما أكد أن الحوار ليس بداية الحل بقدر ما هو الحل نفسه، فنظريا الاختلاف في الرأي حالة طبيعية، وعمليا الحوار هو طريقة إدارة هذه الحالة ضمن سياق يستوعب جميع الأطراف .

وأشار موسى إلى أن الثقة عنصر هام جدا لإنجاح الحوار، إذا ما تزعزعت لأي سبب من الأسباب يصعب اكتسابها وبناؤها من جديد، منوها أن التدريب ارتكز على قاعدة إيصال المشاركين لمفهوم معين مفاده أن الاعتذار الحقيقي الصادق لا يفقد الكرامة، بل انه في اغلب الأحيان يؤدي إلى تقوية الثقة وتعزيز الاحترام.

وذكرت المدربة سماح صالح، أن الدورة بحثت في مسائل بحاجة ماسة لتسليط الضوء عليها، وبحثها على أوسع نطاق في المجتمع، خاصة مع فئة الشباب، مبينة أن الخطوة الأهم في علاقتنا اليومية تكمن في المرحلة الراهنة في تعزيز قيم الحوار الإيجابي المسؤول، وغرس مفاهيمه وبنظرة بسيطة سنجد أن الأغلبية يختلفون في أطروحاتهم وآرائهم ولكن القليل منهم يتعاطون مع الاختلاف في الرأي بطريقة حضارية، لهذا نجد أن الحوار ينزع في أحسن الاحتمالات إلى محصلات استبدادية من قبيل "أفحمته" أو"أسكته" دون أن تفكر ولا بأضعف الإيمان في مفردات على نحو"أقنعته" أو "اتفقت معه".

أما السبب في ذلك لا يرجع لقلة الوعي بقدر ما يرتبط مباشرة بقيم اتصالية مفقودة لم تجد من يكرسها أسرياً أو تعليمياً أو حزبيا أو مؤسساتيا .

وأكدت سماح على أن الاختلاف في الآراء وفي المواقف ليست هي المشكلة بحد ذاتها ولا هي مكمن الخطر، بقدر ما تكمن المشكلة الحقيقية في منهج التعامل والتعاطي مع الرأي الآخر بسبب انقطاع التواصل والحوار بين الرأي والرأي الآخر.

ومن ناحية أخرى أشادت المشاركة سناء عطا بالدورة، مشيرة إلى أن من أبرز مزاياها بُعدها عن أسلوب التلقين، وإتاحتها الفرصة للتواصل بين الشباب من مناطق مختلفة، بالإضافة إلى اكتساب مهارات ومعارف جديدة.

وقالت "أفسحت الدورة المجال للمشاركين لتبادل الآراء والأفكار، وتناول قضايا لا تهم الشباب فقط، بل والمجتمع بشكل عام، سيما وأن تكريس ثقافة الحوار واحترام الآخر مسألة حيوية".

بدوره لخص المشارك علاء أبو جعصة ما يشعر به بقوله : أنا لست ما كنت بالأمس، وأنا الآن غير ما أريد،والشيء الذي اعرفه أني سأكون مختلفا في الغد.
أما المشاركة سلاف سكر فقد قالت:" ابتعدت من خلال مشاركتي بهذه الدورة عن التفكير بطريقة تقليدية نمطية، فيما يتعلق بمفهوم الآخر ، وأيقنت تماما معنى مقولة أن رأيي على صواب ويحتمل الخطأ ورأيك على خطأ ويحتمل الصواب ، المهم في النهاية انتصار الرأي الصواب"