الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بسبب تقرير عن حرب غزة-إسرائيل تتهم صحيفة اسبانية بمعاداة السامية

نشر بتاريخ: 14/04/2009 ( آخر تحديث: 15/04/2009 الساعة: 08:09 )
بيت لحم- معا-قالت صحيفة إلباييس الإسبانية إنه لم يسبق أن تلقت رسالة قاسية شكلا ومضمونا كالرسالة التي بعثها السفير الإسرائيلي في مدريد رافائيل شولتز يتهم فيها الصحيفة بمعاداة السامية ونشر الكراهية وتأليب الرأي العام الإسباني على إسرائيل، وذلك على خلفية تقرير عن أوضاع غزة بعد الحرب الأخيرة.

وقد نشرت ميلاغروس بريث أوليفا وهي محامية القارئ في صحيفة إلباييس (منصب يدافع عن القراء) ردا لا يقل قسوة عن رسالة السفير وإن كانت موضوعية في تحليلها.

وقالت أوليفا إن السفير الإسرائيلي يصف تقريرا نشرته إلباييس لمراسلها في الشرق الأوسط خوان ميغيل مونيوث يوم 22 فبراير/شباط الماضي بعنوان "غزة بعد المجزرة" بأنه غير موضوعي ومنحاز للفلسطينيين وبه معلومات مشوهة حول تأسيس الدولة اليهودية والترويج للحقد على إسرائيل ومعاداة السامية.

ونقلت أوليفا عن السفير الإسرائيلي قوله إن صحيفة إلباييس التي تعد أكثر الصحف بيعا في إسبانيا، تمنعه من حق الرد ونشر رسالة توضيحية.

محامية القارئ تماشيا مع مهمتها، طلبت تفسيرات من مدير الصحيفة خافيير مورينو الذي جاء رده المنشور في المقال ومفاده أن إلباييس لم تنشر رسالة السفير لأنها لم تتضمن أي تعليق أو تصحيح لمعطيات نشرتها الصحيفة يفترض أنها مجانبة للصواب وخاطئة بل تتضمن دعاية (بروباغاندا).

ويضيف مورينو أنه لا يمكن نهائيا قبول توظيف السفير للمحرقة اليهودية (الهولوكست) بشكل أو آخر لتوجيه اتهام معاداة السامية لصحفية إلباييس عندما يتم انتقاد الحكومة الإسرائيلية على الأفعال التي ترتكبها.

مراسل إلباييس بدوره قدم روايته المتضمنة في مقال محامية القارئ ومفادها أن الحرب على غزة أرعبت العالم، وأن تهديم مئات القرى قبل وبعد تأسيس الدولة اليهودية وترحيل نصف الشعب الفلسطيني و41 سنة من الاحتلال تشكل معطيات جديرة بالحديث عنها.

وكان التقرير الذي أنجزه مراسل إلباييس قد جمع بين وصف دقيق للواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون ومعطيات تاريخية حتى يفهم القارئ خلفية الصراع.

وجاء في مطلع المقال الذي أثار احتجاج إسرائيل أنه "طيلة 23 يوما، حولت إسرائيل قطاع غزة إلى مصيدة قاتلة لمليون ونصف مليون فلسطيني. وأخضع الجيش الإسرائيلي السكان لعقاب جماعي قاس راح ضحيته قرابة 1400 شخص. وبعد أيام قليلة من نهاية الحصار الذي منع الصحفيون من تغطيته، تمكن صحفيان من رصد الدمار والألم وكذلك كبرياء الشعب الفلسطيني".