الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وقفة مع التدريب العقلي*بقلم: سليمان العمد

نشر بتاريخ: 20/04/2009 ( آخر تحديث: 20/04/2009 الساعة: 17:38 )
عمان - معا - ازداد الاهتمام بالإعداد العقلي للرياضيين نظرا لأهميته في الارتقاء بسرعة تعلم المهارات، فمهما كانت لياقة اللاعب كاملة وبنيته الجسدية ذات بناء جيد فلابد من وجود موجه وقائد لهذه الإمكانات الجسمانية واللياقة البدنية، والذي يقوم بهذا الدور هو العقل الذي يستخدمها بالاتجاه السليم لتحقيق الانجاز المطلوب الذي يتوقف على مدى إفادة اللاعبين من قدراتهم العقلية على نحو لا يقل أهمية عن قدراتهم البدنية، لكونها تساعدهم على تعبئة قدراتهم وطاقاتهم لتحقيق أفضل أداء رياضي.
وتعتبر القدرة على التصور العقلي في المجال الرياضي من المتغيرات المهمة التي تعكس تأثير التدريب العقلي على الأداء، حيث يستخدم التصور العقلي لغرض تجسيد الأداء عن طريق مراجعة المهارة عقليا ويتضمن ذلك التخلص من الأخطاء بتصور الأسلوب الصحيح للأداء الفني ولهذا نجد إن اغلب الذين لديهم فكرة واضحة عن الجوانب الرئيسة لتنفيذ المهارة يستطيعون بواسطة التصور العقلي مقارنة استجاباتهم بالأداء الأمثل ومن ثم تصحيح الاستجابات غير الصحيحة.
إن للتصور العقلي أهمية في مساعدة الرياضي على أداء الاستجابات الصحيحة من خلال استحضار الصورة العقلية للمهارات المتوقع ممارستها ومنع تشتت فكره وبذلك سيركز بصورة أفضل على أدائها، هذا بالإضافة إلى زيادة الثقة بالنفس والدافعية في بناء أنماط جديدة تحقق الأهداف المطلوبة.
إن استخدام التصور العقلي في ممارسة النشاطات الرياضية سوف يساعد اللاعب على الأداء الصحيح نتيجة تصور نقاط الضعف والقوة وبالتالي تطوير طريقة اللعب واكتساب المهارات الحركية وتركيز الانتباه عليها.

و يمثل التدريب العقلي الجزء الأساسي من إعداد اللاعب للدخول في المنافسات ، فهو يتضمن تصور الحركة وتسلسل المهارات والمواقف والأهداف وجميع أبعاد المنافسة من حكام وملعب وأدوات وأجهزة، ويجب أن يمتلك اللاعب القدرة على تطبيق الخطة الموضوعة وتحليل أداء المنافس حيث ان الانجازات الرياضية تتطلب قدرا من الاستخدامات العقلية وإصدار القرارات وحتى يكون اللاعب قادرا على القيام بذلك فالواجب تطوير إمكانياته العقلية ولهذا فان التدريب العقلي يعد جزءا مهما من التدريب الرياضي.
ويساهم التدريب العقلي في تطوير مستوى المهارة حيث انه عندما يتم التصور العقلي بطريقة صحيحة يعمل ذلك على تدعيم المسار العصبي الذي يساعد على الأداء الصحيح في المرة التالية للأداء.
ومن العوامل المؤثرة في التدريب العقلي طول فترة التدريب: يجب أن تكون قصيرة مناسبة لأنها إذا طالت ستؤدي إلى تعب الجهاز العصبي و توالي التدريب العقلي يجب أن تكون هناك فترات متباعدة نسبيا ومناسبة لنوع الفعالية بين عمليات التدريب العقلي وذلك لعدم فقدان الدافعية لدى الفرد ومراعاة عدم تناسب المهارة ونوع التدريب العقلي المستخدم وكذلك المرحلة والمستوى العمري والتدريبي للاعب فمثلا لا يجوز إعطاء لاعب كرة الطائرة الناشئ تدريبا عقليا عن طريق كتابة نص يحتوي على تفاصيل أداء مهارة معقدة. فمن الأفضل أن يكون التدريب على شكل توضيح شفوي.
ومن الوسائل المستخدمة في التدريب السمعية والبصرية أثبتت بعض الدراسات إن التدريب العقلي المباشر أفضل من التدريب العقلي باستخدام القراءة لتعليمات المهارة حيث قد تتداخل القراءة مع التصور وفي دراسات أخرى ظهر أن مشاهدة النموذج أكثر فاعلية من قراءة مجموعة من التعليمات ويعتبر النشاط السينمائي والصور المتحركة أكثر فاعلية لما لها دور في زيادة الفاعلية والانتباه.
ويكون الإعداد الجيد للتدريب العقلي وفق: التأكد من الاسترخاء التام و التعريف الكامل بالمهارة و توجيه الانتباه لنوعية التدريب و تقديم استشارات سمعية إن أمكن. وإعطاء تعليمات للتركيز على الإحساس الحركي للأداء الناجح.
وتعود اهميتة في المساعدة في سرعة تعلم المهارات الحركية وإتقانها. وتحسين التركيز وبناء الثقة بالنفس والتفكير الايجابي والتحكم في الاستجابات الانفعالية و تطوير إستراتيجية اللعب والمساعدة في تحمل الألم وسرعة استعادة الشفاء بعد الإصابة يم,كن استخدام التصور العقلي لمواجهة الألم ومحاولة تصور الاستعادة للشفاء في حالة الإصابة وذلك بالتركيز على التصور العقلي لمواجهة الألم مكان الإصابة. كما أن اللاعب المصاب الذي لا يستطيع الأداء الحركي العضلي يمكنه استخدام التصور العقلي للأداء الحركي باستخدام جميع التمرينات الحركية التي يمارسها الزملاء ولكن بصورة عقلية وهو الأمر الذي يساعد على استعداده العقلي للأداء الحركي بعد اكتمال الشفاء مباشرة ويجعله في اندماج نفسي مع بقية الزملاء بدلا من انعزاله وشعوره بضعفه ومرضه وإصابته.و إمكانية مساهمته في تعلم مهارات التحكم في الضغط العصبي وتقدير الذات والاتجاه الايجابي نحو الحياة والتي لها التأثير الابقى من الأداء البدني حيث أن اللياقة البدنية تقل بعد اعتزال المجال الرياضي بينما التدريب العقلي يمكن أن يؤدي إلى لياقة عقلية تستمر لفترة أطول.