وزارة التربية تنظم ملتقى تربوي تحت عنوان "إعداد المعلمين: تحديات ورؤى"
نشر بتاريخ: 23/04/2009 ( آخر تحديث: 23/04/2009 الساعة: 16:17 )
رام الله- معا- نظمت وزارة التربية والتعليم العالي اليوم الخميس في المعهد الوطني للتدريب التربوي وتحت رعاية الوزيرة أ.لميس العلمي وفي إطار اطلاقها لأسبوع الوطني للتعليم للجميع ملتقى تربوياً حول "إعداد المعلمين: تحديات" في إطار معايير اعتماد برامج إعداد وتأهيل المعلمين، واقع ومنطلقات والذي تم التركيز فيه من خلال المداخلات على استراتيجية إعداد المعلمين الواقع والتحديات، وأهميتها، وكيفية تنفيذها في فلسطين والجهود المبذولة في هذا المجال من قبل الوزارة والقائمين عليها بالإضافة إلى محور ثان بعنوان "نحو برامج نوعية في إعداد وتأهيل المعلمين ومعايير اعتمادها، بالإضافة إلى استعراض أهمية التربية العلمية في إعداد المعلمين.
وشارك في الملتقى الذي تولى كل من وكيل الوزارة محمد أبو زيد والقائم بأعمال مدير عام المعهد شهناز الفار رئاسة جلستيه وتولت صوفيا الريماوي عرافته، بحضور ومشاركة ممثلين عن الإدارات ذات العلاقة بالوزارة، وممثلين عن مديريات التربية ووكالة الغوث الدولية والمؤسسات غير الحكومية والمؤسسات الدولية والجامعات الفلسطينية.
وفي كلمة الافتتاح بينت العلمي أن هذا الملتقي يثري الحوار البناء الهادف لتوحيد الرؤى حيال القضايا التربوية الملحة مؤكدين والتزام الوزارة بما يترتب عليها من مسؤوليات، واستعدادها للعمل المشترك مع الأطراف ذات العلاقة على اعتبار أن المسؤولية التعليمية أكبر من أي محاصصة و فوق كل اعتبار، معتبرة هذا الملتقى فرصة لإثارة نقاشات تحفل بأخذ وجهات نظر من يمتلكون الخبرة والدراية، وتفضي إلى منهجيات تحدد طبيعة الأدوار، وتستلهم المستجدات التربوية، وتقدم حلولا ناجعة للمشكلات التي تعترض طريق النهضة التربوية المأمولة.
واعتبرت العلمي أن الأسبوع الوطني للتعليم للجميع فرصة مواتية لتجسيد هذه المنطلقات والتعبير عنها على المستوى الوطني بعد أن عبرت فلسطين عن التزامها بالحركة الدولية على هذا الصعيد، وسعيا منها لتنفيذ أهداف منتدى دكار المنشودة حتى عام 2015 التي تفرض على الجميع تكثيف الجهود لبلوغها.
واوضحت أن الوزارة أولت موضوع التواصل مع الشركاء والمهتمين عناية خاصة، والتي استثمرت كل مناسبة لحشد الرأي العام ونيل مساندته للقضايا المتبناة، وتبنت منهجيات تعزز فرص التكامل بين الوحدات الإدارية، وجعلت التكامل مع المجتمع المحلي خيارا غير قابل للتراجع.
وبينت العلمي ان المطلعين على إنجاز استراتيجية إعداد المعلمين يدركون حجم الجهد الذي بذل في ببلورة الاستراتيجية بشكل يتوافق وما نعلقه عليها من آمال في مأسسة إعداد المعلمين وتأهيلهم، وأضافت ان اختيار هذا الموضوع محورا لباكورة اللقاءات التربوية المخطط لها للعام الجاري تاكيدا من الوزارة على اهمية تدريب المعلمين.
وفي هذا السياق اوضح ابو زيد ان توقيت عقد الملتقى مقترن بالأسبوع الوطني للتعليم للجميع، وموضوعه استراتيجية مرتبطة بالمعلمين وإعدادهم، بمشاركة نخب تربوية قادرة على أن تشكل بخبراتها ورؤاها رافعة لإنجاح المساعي التربوية.
من جانبها بينت الفار أن أهمية هذا الملتقى تكمن في كونه يشكل الحلقة الأولى في سلسلة الحلقات المنوي عقدها، وبالتالي فإن نجاحه يعني تبني مثل هذا النوع نهجا دائما من منهجيات العمل لرفد صناع القرار في الوزارة بما يعينهم على تقييم السياسات المتبناة، وبما يمكننا من تجسيد منهجية العمل بروح الفريق بين الإدارات العامة في الوزارة لتنطلق الوزارة بعدها في جهود التكامل مع الشركاء من الجامعات والمؤسسات التربوية.
توجهات ورؤى الوزارة:
وفي ورقة العمل التي قدمها الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير بصري صالح حول توجهات ورؤى الوزارة في "تنفيذ استراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين" بين أن استراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين تعتبر من أهم من كونها من مكونات خطة الوزارة الخمسية الثانية وخصوصاً في برنامجها الخاص بتطوير نوعية التعليم خاصة ما أثبتته دراسات التحصيل على المستويين الوطني والدولي ولانه من الضروري أن تكون نوعية المعلمين من نوعية النظام التربوي.
وبين صالح ان الأستراتيجية تقدم نظرة جديدة للمعلم، تتعدى صورته التقليدية في فلسطين من حيث إعداده وتطوره المهني، واعتباره صاحب مهنة كباقي أصحاب المهن في هذا المجتمع، وخصوصاً من حيث الشروط والمعايير. وهذه النظرة ستشكل إطارا ومرجعاً مهماً لعملية تنفيذ هذه الاستراتيجية.
واوضح ان توجه الوزارة هو تحقيق الهدف التالي" معلمين ذو نوعية جيدة لنظام تربوي نوعي" وهو ما أصبح شعاراً لعدد من المشاريع والبرامج التي ستدعم تنفيذ الاستراتيجية من حيث المتابعة والتنفيذ والتقيم على مستوى الوزارة والجامعات ما يجعل إعداد وتأهيل المعلمين وفق الاستراتيجية معيار من معايير الحكم على أداء الوزارة والمؤسسات الشريكة معها، بما في ذلك تقييم أثر الدعم الدولي المقدم لها.
ودعا صالح الى ضرورة اقران اعداد وتأهيل المعلمين بنظام جيد للحوافز، وسلم ملائم للرواتب ونظام معدّل للخدمة المدنية، وتطوير آليات ملائمة لتعيين المعلمين، بما يتلائم مع ما تقدمه الاستراتيجية من توجهات، وانعكاس تطبيق بنودها كافة على شكل نظام التطور المهني والوظيفي للمعلم، وكذلك على وضعه الاقتصادي والاجتماعي لتطبيقه.
الاستراتيجية وأهميتها :
من جانبه قدم مدير عام التدريب والتأهيل التربوي في وزارة التربية ثروت زيد ورقة عمل بعنوان "لماذا استراتيجية اعداد وتأهيل المعلمين" ركز فيها على مسوغات الفكر التربوي الذي نبعت منه هذه الاستراتيجية والتحديات التي جاءت بها والتي من بينها تدني مستوى التحصيل والحاجة الى تطوير نوعية التعليم من اجل مواكبة التطور المعرفي ومهارات القرن الواحد والعشرين.
كما شدد ثروت زيد على اهمية وضع سياسات واضحة وموحدة لتأهيل المعلمين على مستوى التطور المهني للمعلين (اثناء الخدمة) والعمل على زيادة عدد البحوث والدراسات المتخصصة التي تهتم بجدوى التدريب واثره بالاضافة الى تطوير بيئة المدرسة الحاضنة والمناهج المدرسية، مبينا ان تطوير مهنة التعليم تعاني من غياب الرؤية الواضحة بخصوص المعلم المؤهل الذي تريده الوزارة ومحددات الانتقال من مستو لآخر.
بينما قدم د. ماهر حشوة عميد كلية الاداب في جامعة بيرزيت ملخصاً حول استراتيجية اعداد وتأهيل المعلمين في فلسطين من حيث الحاجة اليها فلسطينياً والخطوات العملية التي اتبعت لتنفيذ الاستراتيجية وعناصرها الاساسية من حيث رؤية المعلمين وبرامج إعدادهم والمؤسسات التي تقدم هذه البرامج، وبرنامج التطور المهني المستمر، وتحسين ظروف العمل ودراسة امكانية رفع الرواتب وتطوير السلم الوظيفي.
معايير اعتماد برامج إعداد وتأهيل المعلمين:
وفي الاطار ذاته قدم مدير عام هيئة الاعتماد والجودة د.محمد السبوع عرضا حول معايير اعتماد برامج اعداد وتأهيل المعلمين: الواقع والمنطلقات أوضح خلاله أن وزارة التربية والتعليم ترى في المعلم المؤهل العنصر الأهم في العملية التعلمية-التعليمية الناجحة في المدرسة. وتعتبر عدم وصول العملية التعليمية في مدارسها إلى المستوى المطلوب إلى قلة توافر المعلم المؤهل تأهيلاً تربوياً سليماً.
وأعتبر السبوع أن عدم توفر برامج تعليمية مناسبة لإعداد وتأهيل المعلمين وافتقار البرامج التعليمية المتوفرة إلى المخرجات التعليمية المرجوة ونوعية الطلبة الملتحقين بالبرامج التعليمية وتدني معدلاتهم في الثانوية العامة أحياناً، وعدم وجود نظام ترخيص مزاولة مهنة التعليم، بالإضافة إلى عدم وجود حوافز كافية لهم وعزوف الموهوبين منهم عن الالتحاق بسلك التدريس تعتبر من اكبر التحديات التي تواجه تطبيق استراتيجية تأهيل واعداد المعلمين.
ودعا المؤسسات التربوية المختلفة الى إيجاد نظام ترخيص لمزاولة المهنة ووضع معايير مناسبة لبرامج تعليمية تعنى بتأهيل وإعداد المعلمين وزيادة الحوافز المادية والمعنوية وربطها بأداء المعلم ومكتسباته خلال الخدمة من أجل تحسين جودة ونوعية المعلمين والتعرف على المبدعين منهم.
وقال السبوع ان البرنامج الناجح لإعداد وتأهيل المعلمين لا بد أن يؤكد على أن المعلم لديه الالتزام تجاه طلبته والرغبة في تعليمهم وأن تمكن من الموضوع الذي يدرسه ومطلع على أساليب التدريس الحديثة والمجدية وقادر على إدارة ومراقبة العملية التعلمية التعليمية ولديه القدرة على متابعة الطلبة وتحصيلهم داخل الصف ولديه الإيمان بضرورة التواصل مع أولياء أمور الطلبة وضرورة ان يكون المعلم حاصلاً على درجة بكالوريوس من برنامج معتمد حتى ينظر في طلبه للانخراط في سلك التعليم المدرسي.
تجربة كلية العلوم في إعداد المعلمين:
من جانبه قدم نائب عميد كلية العلوم التربوية في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين برام الله د. ناصر السعافين عرضا حول محتوى برنامج إعداد المعلمين في كلية العلوم التربوية من خلال تقديم نبذة تاريخية لبرنامج إعداد المعلمين في كليات إعداد المعلمين التابعة للأونروا وأهداف برنامج إعداد المعلمين في كلية العلوم التربوية ومحاور برنامج إعداد المعلمين النظرية والعملية والتربية العملية من حيث فلسفتها وآلية تنفيذها.
كما قدم عرضاً حول جوانب قوة البرنامج ونقاط ضعفه خاصة في عدم توفر مساحات واسعة في المدارس التدريبية وعدم توفر مختبرات تربوية مجهزة خاصة بالتربية العملية في المدارس التدريبية وعدم تفريغ منسق متفرغ يدير عملية التدريب العملي حيث لا تزال مهمة إدارة التدريب هي من مهام نواب العمداء.
وبين ان الكلية وعلى مدار السنوات الماضية تمكنت من اخراج معلمين ذوي خبرة وكفاءة جيدة كنتاج لمخرجات برنامج التدريب العملي على مدار السنين الماضية وبسبب دعم إدارة الأونروا المتواصل واستقرار الرواتب ومناسبته بالمقارنة مع رواتب المؤسسات الأخرى.