الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وقفة مع الانحرافات القواميّة الشائعة.. بقلم: سليمان حافظ العمد

نشر بتاريخ: 24/04/2009 ( آخر تحديث: 24/04/2009 الساعة: 14:37 )
عمان - معا - القوام البشري يعتبر من الموضوعات الهامّة؛ باعتباره المظهر الّذي يدلّ على الحالة العامّة للأشخاص، وهو أحد مؤشّرات الحالة الصّحيّة. ومن خلال القوام يمكننا التّعرّف على درجة نمو وتطوّر الإنسان، كما ويعتبر القوام مؤشّراً يعكس إطار عمل الهيكل العظميّ والمجموعة العضلية بعلاقة متناغمة، وهذا بدوره له تأثير واضح على عمل الأجهزة الحيويّة في الجسم. إذا اختلّت هذه العلاقة يظهر الانحراف القوامي.

القوام الجيّد هو: الجسم المعتدل والّذي يكون في حالة توازن ثابتة بين القوّة العضليّة له والجاذبيّة الأرضيّة، ويكون ترتيب العضلات والعظام في وضع طبيعي بحيث تحفظ انحناءات الجسم الطبيعيّة دون أيّ زيادة أو نقصان حتّى يقوم الإنسان بعمله اليوميّ ويؤدّي جميع الحركات الّتي يحتاج إليها دون الشعور بالتعب.

أسباب الانحرافات القواميّة:
_الوراثة أو التّكوين:
يتم قبل الولادة بسبب عدم اعتناء الأم الحامل بصحّتها وقوامها أو تناولها للعقاقير الضّارة على التكّوين الطّبيعي للطّفل دون استشارة الطّبيب.
_الإصابة:
حينما تصاب عظمة أو عضلة أو رباط يختلّ الاتّزان، وإذا استمرّ الحال طويلاً فإنّ الجسم أو أجزاء منه يتّخذ شكلاً خاصّاً يرتاح إليه، فإذا أهمل الفرد علاجه يتأثّر وينحرف القوام.
_المرض:
إنّ الأمراض الّتي تصيب العظام والعضلات، أو الأمراض الّتي تفقد المفاصل مرونتها وسهولة حركتها تؤثّر على القوام.ومن أمثلتها الكساح وشلل الأطفال ومرض لين العظام لأنّها تضعف العضلات وتجعلها غير قادرة على القيام بوظائفها فتفقد قوّتها تدريجيّاً ويؤدّي ذلك إلى الانحراف.
_العادات الخاطئة:
تتكوّن عادات القوام بالتّكرار. ففي أغلب حالات انحراف القوام ينشأ العيب تدريجياً باتخاذ وضعاً خاطئاً في الجلوس أو الوقوف أو أثناء المشي بمالا يتفق و صالح الجسم و يتكرر هذا الوضع حتى يعتاد عليه الجسم و يرتاح إليه فتتحمل بعض الأجزاء ثقلاً مختلفاً عن باقي الأجزاء وبذلك فقد تطول و تضعف بعض العضلات وتقصر البعض الأخرى وبذا يصبح القوام الخاطئ أمراً اعتيادياً.
_نوع العمل المهني أو البيئة التي يعيش فيها الفرد:
مثل العامل الذي يعتاد على حمل أكياس ثقيلة على كتف واحد كل يوم فينخفض هذا الكتف قياساً بالأخر.
_الملابس:
تعوّق الملابس الضيّقة بعض أجهزة الجسم الحيويّة عن القيام بوظائفها على خير وجه.

أسباب الانحرافات القواميّة
_الضّعف العضلي العصبي:
الواجب أن تكون العضلات والأعصاب في حالة جيّدة حتّى تقوم بوظائفها على وجه مرضٍ. فلا يستطيع الفرد الاحتفاظ بقامة معتدلة إلا إذا بذل في أوّل الأمر جهداً عصبيا وعضليا، وذلك لأنّ التّدريب على اعتدال القامة يحتاج إلى قوّة وجلد حتّى تصبح عادة يرتاح لها الفرد دون الشعور بالتعب.
_التّعب:
يؤدّي التّعب سواءً كان بدنيا أو ذهنيا إلى بعض الانحرافات القواميّة، لأن العضلات المتعبة لا تعمل كما يجب، وهذا يؤثر في العظام ويمتدّ أثرها إلى المفاصل فتحدّ من حركتها.
_الحالة النّفسيّة:
إنّ الشّعور بالفرح والسّعادة والثّقة بالنفس والرّضا والقناعة تدفع المرء بطريق لا شعوريّ إلى نصب قامته برفع صدره ورأسه. وعلى النّقيض من ذلك نجد أنّ الحزن وضعف الشخصيّة والمذلّة تجعل المرء يأخذ صورة الضّعيف المتراخي فينحني الظّهر ويسقط الرأس للأمام وتصبح الخطوة ثقيلة.
_النّموّ السّريع:
إنّ بعض أجزاء الجسم قد تنمو في فترة المراهقة أسرع من غيرها مما يترتب عليه إخفاق الفرد في الاحتفاظ بالوضع المعتدل لقوامه.
_سوء التّغذية:
ينتج عن سوء التّغذية وخاصة النقص لبعض العناصر الهامة الكثير من الأمراض مثل الكساح ولين العظام وضعف العضلات، فتتأثّر عضلات الجسم حتّى أنّها تفقد القوّة التّي تمكّن الفرد من أن يقف معتدلاً.
كما ينتج عن زيادة كمية الغذاء المتناولة عن مقدارها اللازم السّمنة الزّائدة فتتأثّر العظام نتيجة لثقل الجسم الواقع عليها وتصاب بالانحراف لعدم قدرتها على حمل الجسم

الانحراف القوامي:
_انحرافات الطرف العلوي:
سقوط الرأس أماما:
هو انحراف يصيب فقرات العمود الفقري العنقيّة، حيث يميل الرأس أماما مع ميل الرقبة إلى أحد الجانبين للتمكن من الرؤية، ويشير الذقن إلى أعلى وذلك نتيجة طول العضلات وضعفها على أحد الجانبين وقصرها وقوتها على الجانب الأخر.
استدارة الكتفين:
في هذا الخلل تتقدم النهايتان الخارجيتان للترقوتين للأمام مما يحدث بعض الضغط على النهايتين الداخليتين لهما مما يؤدي إلى تباعد اللوحين عن بعضهما وهذا بدوره يؤدي إلى إطالة عضلات الظهر العليا وقوة وقصر عضلات الصدر.
الانحناء الجانبي:
هو انحراف جانبي للعمود الفقري كلّه أو بعض فقراته عن الخطّ المتوسّط للجسم(خطّ الجاذبيّة الأرضيّة).
التحدب الظهري:
زيادة غير عاديّة في تحدّب المنطقة الظّهريّة مما يتسبّب عنها دوران الظّهر، كما تنسحب الرّأس للأمام.
الانحناء الجانبي مع استدارة الظّهر
التّجويف القطني:
زيادة غير عاديّة في تجويف المنطقة القطنية المقعّرة بطبيعتها، فتبرز البطن للأمام وتطول عضلاتها وتضعف.
_انحرافات الطرف السفلي:
اصطكاك الرّكبتين
تلاصق الرّكبتين مع تباعد المسافة بين القدمين عند الوقوف العادي.

تقوّس الرّجلين
هو تقوّس في الرّجلين، ويظهر الطّرف السّفلي عند ضمّ القدمين مع بعضهما على شكل دائرة التّحدّب فيها للخارج، وتبتعد الرّكبتان بمسافة تحدّد درجة الانحراف.

:فلطحة القدمين
وهي عبارة عن خلل يحدث نتيجة لهبوط أقواس القدم مصحوبا باتجاه القدم للخارج. وهذا يعني أن الجانب الأنسي يلاصق الأرض بكامله عند الوقوف.

_مظاهر القوام الجيّد

اعتدال في وضع الرّأس بحيث تكون الذّقن للداخل والنّظر للأمام.
الكتفان في الوضع الطّبيعي والذراعان بجانب الجسم والكفّان مواجهان للداخل مواجهان للفخذين
الصّدر مفتوحاً مع حريّة التّنفّس.
أن تكون زاوية الحوض صحيحة من (55ºــ60º) مع قبض عضلات البطن للدّاخل.
يرتكز الجسم على القدمين بالتساوي ويكون مشط القدم متّجهاً للأمام والأصابع مضمومة والرضفتان للأمام.

_وللحافظ على اعتدال القوام

الغذاء الكامل الّذي يحتوي على جميع العناصر الّتي يحتاجها الجسم الصّحيح.
الحالة النّفسيّة؛ محاولة الفرد أن يشعر بالسّعادة والثّقة بالنّفس.
تمرينات رياضيّة لجميع أجزاء الجسم وأعضاءه الحيوية.
زيادة التمرينات الخاصة بتنمية التّوافق العضلي العصبي حتّى يتّخذ الجسم الوضع الصّحيح.
تخصيص أوقات كافية لراحة الجسم.
اختيار الملابس الصّحية المناسبة وخصوصاً أثناء مراحل النّموّ.
معالجة العادات السّيّئة.