الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس تتألق في الخليل في لوحة إبداعية تراثية تربوية وبقيادة نسائية

نشر بتاريخ: 04/05/2009 ( آخر تحديث: 04/05/2009 الساعة: 21:52 )
الخليل –معا- كان من الممكن أن يمر المهرجان السنوي المركزي لمديرية التربية والتعليم في الخليل كأي حدث عادي للتربية والتعليم، باعتباره إجراء تقليديا سنويا، وتكفي الإشارة إليه بصورة مختصرة كفقرات ولوحات إبداعية.

هذا المهرجان لم يكن مجرد تقليد سنوي، ولم يكن حدثا عاديا، فقد جاء هذا الاحتفال بشكل خاص ليؤكد حقيقتين مهمتين هما قدرة القيادة النسائية، وتميز العمل المهني العالي الجودة. وهذا تحقق بصورة واضحة جلية في فعاليات المهرجان الكبير .

الكلمات التي تحدث في احتفال المهرجان كانت ثلاثة كلمات نسائية خالصة، افتتحتها مديرة التربية والتعليم السيدة نسرين عمرو، وتلتها مدير عام النشاطات الطلابية إلهام عبد القادر واهتمام خاص بالمشاركة من قبل عضو المجلس التشريعي سحر القوا سمي .

تميز المهرجان أيضا بالمهنية العالية، وتجلت الأهداف التربوية بأفضل صورها، وحضورها، فكل من شارك وحضر هذا المهرجان أكد هذه الحقيقة.

الجولة في المهرجان لم تكن مجرد عبور عادي، حيث امتلأت ساحات ومرافق مجمع إسعاد الطفولة بأنشطة مدرسية مميزة، كما احتضن مسرحها حفلا ثقافيا فنيا رائعا بصورة أثارت إعجاب الحاضرين، حيث لم يخفي الحضور من مدراء ومعلمين وأولياء أمور ذلك.

العرض الكشفي كان لبساطته لوحة وطنية، رفت الأعلام، ودقت الطبول، وسار الموكب، يضم بين جنباته وفد الوزارة ممثلا بمدير عام الأنشطة الطلابية السيدة إلهام عبد القادر ومديرة التربية السيدة نسرين عمرو، الموسيقى الكشفية شنفت آذان الحضور، هذه الموسيقى التي جددت الأحاسيس رغم كل إجراءات المحتل في خنق شعبنا الفلسطيني.

الزاوية الصحية التي أشرف عليها قسم الصحة المدرسية وبمشاركة فاعلة من المؤسسات المجتمعية المتخصصة، كانت مميزة حيث تم عمل فحوصات طبية للمشاركين وتوزيع النشرات الصحية التربوية.

زاوية التراث الفلسطيني التي نفذتها طالبات ومعلمات مدرسة تفوح الثانوية أعادت للأذهان الاستحقاق الأبدي بحق هذا الشعب وقيمة تراثه الراسخة في الوجدان، فكانت القهوة العربية، وكان خبز الشراك الساخن، وكانت الجلسة العربية الفلسطينية الأصيلة، وكان الترحاب، وكان الزي الشعبي الفلسطيني الأصيل.

زاوية الأكلات الشعبية ذكرت الحضور بالمدينة الخالدة خليل الرحمن المدينة المضيافة التي لم يجع فيها زائر، والتي كانت عبر تاريخا تقدم الطعام لزائريها عبر تكية سيدنا إبراهيم، فأبرزت طالبات ومعلمات مدرسة بركات الأساسية للبنات هذه الصورة، حيث تذوق الجمهور الطعام الخليل الشعبي مثل الططماجة، المجدرة، الكسكسون، المفركة، وغيرها.

وللمشاريع الطلابية كان دور بارز، حيث عرضت طالبات مدرسة وداد الثانوية للبنات مشروعهن في عمل شركة طلابية، وتعرف الحاضرون من خلال الطالبات على المهنية العالية للطالبات اللواتي نفذن هذا المشروع. وللخزف قصة في الخليل لا تنتهي، حيث تعتبر هذه المهنة من المهن القديمة المتجددة، ومديرية الخليل تنفرد بوجود مركز للخزف يخدم المدارس ويقدم الفرصة والخبرة لممارسة هذا النشاط، وتم العمل تطوير هذا المركز بصورة إنتاجية.

وللقراءة كان حضورها، فقد عرضت طالبات مدرسة عبد القادر القوا سمي الأساسية للبنات إنجازات مشروع أنشطة المكتبة المدرسية، وأظهرت أهمية مثل هذه المشاريع من خلال تفعيل القراءة وتشجيع الإنتاج الأدبي للطالبات وكذلك إيصال هذا التأثير للمنزل ومشاركة الأهل في هذا النشاط.

وكان للتقنيات دورها من خلال المشروع التقني التي قدمته إحدى الطالبات الفائزات في مسابقة الحاسوب، حيث عرضت برنامج من إعدادها بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009.

وبعد جولة استمتع بها الحضور توجه الجميع لقاعة المسرح، لمشاهدة اللوحات الفنية الثقافية، حيث قدمت مجموعات من الطالبات والطلاب فقرات مميزة، ومناسبة لموضوع القدس عاصمة للثقافية العربية.

فكانت اللوحة التراثية الفنية للدبكة قدمتها طالبات مدرسة القوا سمي الثانوية للبنات، ثم لوحة المسرح باللغة الإنجليزية قدمها طلاب مدرسة النخبة الخاصة، وبعد ذلك تلتها فقرة العزف الموسيقى والتي قدمتها طالبات النادي الموسيقي في التربية من مدرسة إبراهيم أبو الضبعات الثانوية للبنات، وأيضا فقرة النشيد الجماعي (كورال). أما فقرة المسرح المدرسي باللغة العربية فقد أبدعت طالبات مدرسة ترقوميا الأساسية للبنات والتي موضوعها كل الطرق تؤدي إلى القدس. وفي فقرة شعبية تراثية اهتزت القاعة على وقع أقدام طلبة مدرستي ترقوميا الثانوية والأساسية للبنين، حيث قدموا لوحة تراثية.

مديرة التربية والتعليم في كلمتها، وضعت النقاط على الحروف، وأضاءت بكلماتها طريق التربية والتعليم، عنوانها، المهنية والعطاء، كلماتها أكدت انه من السهولة إطلاق الشعارات، ولكن الإنجاز يحتاج إلى عمل حقيقي يتجاوز الكلام، وأكدت إن الإنجازات في مديرية التربية والتعليم تتحدث عن نفسها، وما كان لهذا كله أن يكون لولا تضافر الجهود لكل العاملين في التربية والتعليم.

السيدة إلهام عبد القادر بدورها أكدت على دور وزارة التربية والتعليم، وعلى حرص كل العاملين وإصرارهم على تحسين التعليم في فلسطين لأنه الخيار الوحيد، مشيدة بجهود مديرية التربية ومديرتها وكل العاملين.

الدكتورة سحر القوا سمي التي حرصت على المشاركة بالحضور وإلقاء كلمة، أبدت سعادتها الواضحة وتقديرها الخاص بوجود قيادة نسوية لأول مرة في مدينة الخليل هي السيدة نسرين عمرو، وتمنت أن يتواصل هذا الجهد في كل المجالات التربوية وغيرها.
مدراء المدارس ابدوا إعجابهم بالمهرجان الذي جاء متميزا بكل جوانبه، زوايا النشاطات، فقرات الاحتفال، الأداء، والإعداد، والرسائل المتفقة من المهرجان.

رئيس قسم النشاطات الطلابية دياب الهيموني تحدث عن المهرجان فقال: المهرجان ليس مجرد حالة ترف او إشغال وقت، المهرجان كان رسالة تربوية بكل معنى الكلمة، المهرجان الذي استمر أقل من ثلاث ساعات، جرى التحضير له على مدى أسابيع وشهور، تم التخطيط له والإعداد له بمهنية وتوظيف جيد، وكل ذلك لم يكن ليتم لولا الدعم المطلق لمديرة التربية والتعليم، المهرجان كان حقيبة رسائل تربوية، حيث وفر المهرجان الأجواء التربوية لالتقاء الحضور مع بعضهم عبر الزوايا المنتشرة، فكانت اللقاءات المتعددة بين الحضور مدراء ومعلمين وأولياء وطلبة، ومؤسسات. وتجلت المهنية في هذا النشاط من خلال تشكيل عدة لجان قامت بدورها على أكمل وجه، وخاصة من المعلمين والمعلمات.

وكان الاتصال والتواصل رسالة متحققة من خلال استماع المدراء والمعلمين لشرح الطلبة عن مشاريعهم ومشاركتهم أعمالهم، الحضور لم يكن محاصرا بين دفتي كرس، فكانت أرجاء مجمع إسعاد الطفولة ساحة للاستفادة والاستمتاع.

الحفل الثقافي الفني كان لوحة مميزة، لم يكن تقليديا على الإطلاق، تم توظيف كل عناصر الإبداع بصورة متكاملة تميز بمشاركة مديرية التربية والتعليم بهذه اللوحة من خلال تقديمها هي شخصيا المتحدثين على المنصة، حيث تم منح مدير عام الأنشطة درع القدس قمته لها مديرة التربية والتعليم نسرين عمرو.

الفقرات الفنية كانت متدفقة متتالية بعيدة عن الروتين وصدح الكلمات الجوفاء، كانت متواصلة بصورة أدهشت الحاضرين فكان العرض المستمر للأعمال الإبداعية للطلبة.

الفقرة الختامية كانت لوحة خاصة، شارك بها كل الحضور، من خلال الاندماج بين المشاركين والحضور، والتعرف عليهم والتقاط الصور .

باختصار المهرجان نجح بإيصال الرسائل التربوية والتي أهمها أن النشاطات ليس منة أو ترفا بل هي ضرورة تربوية يجب توظيفها بصورة صحيحة ومناسبة والقدس كان العنوان، تجلى ذلك في اللوحة الإعلانية للحفل، وفي الفقرات والكلمات، يذكر أن عنوان المهرجان كان (القدس طريقنا وملاذنا).