الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد عام من عمر اتحاد الكرة *بقلم :ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 09/05/2009 ( آخر تحديث: 09/05/2009 الساعة: 15:17 )
القدس - معا - قد أكون من بين الكثيرين الذين سعدوا بنتائج انتخابات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم التي جرت قبل عام بالتمام والكمال ، ولكنني من بين الأوائل الذين حمدوا الله على هذه الانتخابات ، خلال العام الماضي ومن خلال ما كتبته من مقالات في هذه الصحيفة ، وما كتبه غيري من الزملاء في الصحف والمواقع الالكترونية ،عمد البعض على تصنيف الإعلاميين الرياضيين إلى فئتين ، الفئة الأولى المؤيدة للاتحاد ورؤيته ورسالته قلباً وقالباً ، أما الفئة الثانية فكانت تلك المتحفظة على بعض الأساليب والآليات المتبعة في معالجة بعض القضايا الجوهرية وأحيانا الثانوية ، رغم تقديرها واعترافها بالجهد الكبير الذي بذل الاتحاد في وضع الكرة الفلسطينية على السكة الصحيحة .
شخصياً لا أصنف نفسي مع هذه الفئة أو مع تلك، وإن كنت الأقرب إلى الفئة الثانية من الأولى ، واحتفظ لنفسي بمواقفي وأرائي الخاصة والمستقلة ، ولم اقبل يوماً أن أكون مع هذا أو ضد ذاك ،ولم أكن يوماً انطق إلا بلساني ، فلقد قلت وجهات نظري في العديد من الأمور والمواقف فلم أتردد بالإشادة بانجازات الاتحاد على صعيد البنية التحتية والدوري العام، وفي الوقت نفسه كان لي رأي واضح وصريح في الآليات التي اتبعها الاتحاد في الدوري العام وخاصة آلية دوري الدرجة الأولى والدرجات الدنيا ، تأسيساً على المقولة الشهيرة ( الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ) .
إن ما أنجزه الاتحاد برئاسة اللواء جبريل الرجوب خلال عام مضى ، يعتبر بحق انجاز بحكم الأعجاز ،لأننا ولأول مرة نفرض أنفسنا على الأجندة الدولية ونحصل على جائزة أفضل اتحاد وطني عام 2008، ولو تكللت جهود الاتحاد بتحقيق النتائج المأمولة للمنتخب الوطني وخاصة في بطولة التحدي، لربما رشحنا الاتحاد الدولي مرة أخرى لنيل الجائزة، لكننا أخفقنا في تخطي الدور الأول بعكس ما حققناه في البطولة السابقة على أيدي الاتحاد السابق الذي عمل بإمكانيات متواضعة وظروف قاسية، بعكس الاتحاد الحالي الذي عمل بإمكانيات هائلة وظروف مريحة نوعاً ما ، وبالتالي فانه من الظلم عقد مقارنة بين الاتحاد السابق والاتحاد الحالي .
في الوقت الذي كان فيه الاتحاد يراكم الانجاز وينتقل بنجاح من دوري إلى أخر ، عرفت الأخطاء طريقها إلى عمل لجان الاتحاد ، وتجلت في قضية تسجيل اللاعبين وتضارب القرارات وكثرة الاجتهادات في بعض القضايا المتشابهة ، وربما يعود السبب إلى ضغط العمل وكثرة عدد الأندية واللاعبين، رغم العدد الكبير من الموظفين العاملين في أروقة الاتحاد ، كنا ننتقد الاتحاد السابق ونقيم الدنيا ولا نقعدها إذا ما تم تسجيل لاعب بالخطأ ،لكننا اليوم نلتمس العذر له لأنه كان يعمل بطاقات بشرية قليلة وإمكانيات مالية متواضعة ، واعتقد انه كان من الأجدر بالاتحاد الحالي تأجيل إطلاق دوري الدرجات الثانية والثالثة والمناطق لفترة وجيزة يتم فيها الانتهاء من تسجيل اللاعبين في الفرق بدل العمل تحت الضغط سيما وان كان هنالك متسع كبير من الوقت لتنظيم الدوريات الخاصة بهذه الدرجات .
اخلص بحديثي إلى القول ، إننا عشنا عاماً مليئاً بالبطولات والانجازات ، حرقت فيه المراحل وتغيرت فيه الوجوه والشخوص ، ووضعنا إقدامنا على بداية طريق جديد وصحيح نحو إعادة الهيبة والسمعة المشرفة للكرة الفلسطينية ، قطعنا منه شوطاً لا بأس به، وأمامنا الكثير لعمله وتحقيقه والوصول إليه ، وقد يكون من المفيد أن تقوم أسرة الاتحاد بعملية تقييم حقيقية وموضوعيه وشاملة للفترة السابقة قبل الولوج في المرحلة القادمة ،وذلك كله بهدف تعزيز الايجابيات وزيادتها ووضع اليد على مكامن السلبيات وإزالتها لتسهيل عملية مواصلة السير للوصول إلى نهاية الطريق بأمان وسلام وبدون مطبات أو معوقات ، أقول ذلك بعد أن أصبحنا تحت المجهر العربي والدولي ، وبعد أن حقق الاتحاد العديد من الانجازات غير المسبوقة وفي زمن قياسي .