الجمعة: 10/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

"سري جدا": شبكة طرق وانفاق وحدائق لتطويق القدس القديمة

نشر بتاريخ: 10/05/2009 ( آخر تحديث: 11/05/2009 الساعة: 10:11 )
بيت لحم - معا - تخطط الحكومة الإسرائيلية ومنظمات المستوطنين اليهود إلى إحاطة البلدة القديمة في القدس بشبكة طرق وحدائق قومية يهودية من أجل إحداث تغيير جذري في الوضع القائم حول المدينة في إطار مخطط سري كلفت به ما يسمى بـ"سلطة تطوير القدس"، حسبما كشف تقرير أورده الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وتبدأ الخطة بحديقة بن هيونم جنوبي المدينة لتتقدم باتجاه الشمال الشرقي عبر جبل صهيون ومدينة داوود / سليمان وجبل الزيتون حول السوار القدس العتيقة ومن ثم الى " عيمق هاميلخ " ومغارة تسديقياهو وحديقة القيامة وعيمق تسوريم وجبل هتسوفيم لتلتقي في نهايتها بالمطقة E1 بالقرب من مستوطنة معالية ادوميم .

ويتضح من تحليل قدمته جمعية عير هاعاميم " مدينة الشعوب " التي كشفت النقاب عن الخطة بان الهدف منها ايجاد تواصل جغرافي بين العديد من المواقع التاريخية والاثرية اليهودية وربطها بالمستوطنات الاستراتيجية المحيطة بمدينة القدس مثل منطقة E1 وهي بهذا تتماهى وتندمج مع الخطة رقم 11555 التي اقرتها بلدية القدس في نوفمبر من عام 2007 والتي يقف في جوهرها عمليات تطوير مكثفه في قلب احد المواقع الاثرية الهامة في اسرائيل " لم يتم نشر اسم الموقع المقصود " .

وقال مدير عام مؤسس الجمعية الاستيطانية العاد ، دافيد باري في رسالة وجهها خريف عام 2006 للجهات المسؤولة ذات العلاقة بالمشروع مثل سلطة حماية البيئة ، ودائرة الاثار " ان جميع المشاريع التي لا استطيع الان التصريح بتفاصيلها وذلك لامر حظر النشر سنرى نتائجها في القريب بعون الله على شكل ارتفاع وتيرة الحركة السياحية التي سيقف في قلبها موقع " القدس القديمة " الذي سيوحد ثلاث مواقع تاريخية هي مدينة داوود وجبل الزيتون وقصر المندوب السامي " ارمون هانتسيف ".

وقال محامي جميعة " عير هالعاميم " دانيال زايدمان بان المشروع سيحد من اماكنية ايجاد تسوية اقليمية لاجزاء المدينة الشمالية والجنوبية فقط فيما ذهبت المناطق المحيطة بالبلدة القديمة للجمعيات الاستيطانية .

ويرى محامي منظمة "عير عميم" أنه إذا أحيل الصحن التاريخي المحيط بالبلدة القديمة إلى سيطرة منظمات المستوطنين، فستكون المنطقة عرضة لمشاريع المستوطنين والتي تهدف إلى الحيلولة دون أي حل سياسي جذري للصراع الفلسطيني."

واتهم المحام الحكومة باشعال وتأجيج الصراع حول المدينة وتحويله من صراع قومي قابل للحل الى صراع ديني غير مسبوق .

ويشرف على هذا المخطط السري مكتب رئيس الوزراء بالإضافة إلى رئيس بلدية القدس الإسرائيلي، وقد ظل المخطط طي الكتمان ولم يطرح أمام الرأي العام مطلقا.

وحسب تقرير "عير هعاميم" ان المخطط الحكومي يرمي إلى فرض سيطرة إسرائيلية مطلقة على البلدة القديمة من منطلق يميني محض.

وتضيف "عير عميم" في تقريرها: " أن شبكة الأنفاق، والمركبات الكهربائية، والسلالم الكهربائية التي تقع ضمن المخطط تدل دلالة صارخة على النية لإقامة ساحة دينية يهودية تديرها المنظمات الاستيطانية والتي تقول إن ذلك لا يمكن تنفيذه إلاّ بعد طرد السكان الفلسطينيين."