أكاديميون ومسؤولون يدعون لزيادة الاهتمام بالقطاع التمريضي وتطويره
نشر بتاريخ: 13/05/2009 ( آخر تحديث: 13/05/2009 الساعة: 19:29 )
غزة - معا- نظمت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية يوما احتفاليا إحياء ليوم التمريض العالمي الذي يصادف 12 مايو من كل عام ، وذلك بحضور كلا من الدكتور حسن خلف وكيل وزارة الصحة المساعد في الحكومة المقالة، والدكتور سالم سلامة عضو المجلس التشريعي والدكتور يحيى السراج عميد الكلية، الدكتور خضر الجمالي نائب العميد للشئون الأكاديمية، الأستاذ كمال أبو عون نائب العميد للشئون الإدارية، ، والأستاذ محمد أبو جبر رئيس قسم المهن الصحية بالكلية والعشرات من الأكاديميين والمهتمين بالقطاع الصحي ولفيف من الطلبة.
وفي بداية اليوم رحب الدكتور يحيى السراج عميد الكلية بالحضور، مشيدا بكل الجهود التي عملت على التنظيم لهذه الاحتفالية لإحياء يوم التمريض العالمي، ومثمنا اهتمام قسم المهن الصحية على اهتمامه لإحياء يوم التمريض العالمي عبر المهتمين والخبراء والباحثين.
وأشار الدكتور السراج إلى عظم مهنة التمريض والتي تقوم على مساعدة الآخرين ومساندتهم في وقت يكونون فيه عاجزين، مضيفا أن عظم هذه المهنة ورقيها هو ما حدا بالكلية إلى افتتاح هذا التخصص.
واستعرض الدكتور السراج تخصصات قسم المهن الصحية والتي تتنوع ما بين التمريض والقبالة وفني العمليات والتخدير والإنعاش، مضيفا أن هذه كلها تخصصات تم افتتاحها بعد دراسة مستفيضة للمجتمع المحلي وحاجته إلى خريجين في هذا المجال.
ودعا الدكتور السراج إلى مزيد من العناية والإخلاص بالمواطن الفلسطيني الذي يعاني من كافة الجوانب من أجل توفير رعاية صحية كفيلة بتخفيف جزء من تلك المعاناة، متمنيا النجاح والتقدم ومزيدا من العطاء لكل الممرضين والممرضات وكافة العاملين في ميدان الصحة.
من ناحيته أكد الأستاذ محمد أبو جبر رئيس قسم المهن الصحية أن إدارة الكلية وعندما عملت على افتتاح قسم المهن الصحية حرصت على تجهيز المختبرات بأحدث الأجهزة الطبية واللوازم التي ستجعل الطالب الخريج من القسم على درجة لمهارة تؤهله للخوض في سوق العمل المحلي والدولي، مضيفا أن القسم أيضا يضم كادرا بشريا لتدريب الطلبة وتدريسه من أفضل الخبرات الموجودة.
وأشار أبو جبر أن على طلبة قسم المهن الصحية أن يكونوا على درجة من المعلومات ولديهم الخبرة الكاملة عبر التدريب المستمر في مجال تخصصهم، مضيفا أن هذه المهن على درجة من الحساسية وتتطلب الإنتباه لأنها تعني حياة إنسان.
واختتم أبو جبر حديثه عن مهنة التمريض والتي على حسب قوله تستحق كل التحية والتقدير نظرا لدورها المميز والفاعل في إسعاف ورعاية المرضى وتقديم العلاج وتوفير المساعدات الصحية والإنسانية، مقدما شكره لطلبة القسم الذين ساعدوا خلال الحرب على غزة في غرف الطوارئ والإسعاف الأولي جنبا إلى الأطباء والمسعفين في كافة المستشفيات.
التمريض..العمود الفقري
ومن جهة ثانية أثنى الدكتور حسن خلف وكيل وزارة الصحة المساعد على دور الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في إحياء اليوم العالمي للتمريض، مؤكدا على أن الكلية تثبت يوما بعد يوم اهتمامها بالعديد من التفاصيل والتي تعمل على المساعدة في تأهيل جيل واع ومثقف وذو خبرة في مجاله.
وأشار الدكتور خلف إلى أهمية مهنة التمريض باعتبارها العمود الفقري للقطاع الصحي لما لهذه المهنة من دور كبير ومهم في خدمة مجتمعنا الفلسطيني، منوها الى أن مهنة التمريض هي من المكونات الرئيسية في وزارة الصحة، مشيرا في ذات الوقت إلى اهتمام الوزارة المقالة بهذه الفئة المهمة جدا، مثمنا جهود موظفي الصحة خلال الحرب على قطاع غزة من أجل إسعاف وإنقاذ المصابين خلال الحرب.
من ناحيته أشار الدكتور سالم سلامة عضو المجلس التشريعي أن العاملين في الأقسام الصحية يحتاجون الاهتمام والرعاية من قبل المؤسسات الأخرى فهم يستحقون أكثر من الشكر والعرفان والتقدير، مضيفا أن المجلس التشريعي يعد خطة لإقرار القوانين التي تدعم هذه المهنة العزيزة والشريفة.
ودعا الدكتور سلامة المسئولين إلى ضرورة العمل على إعداد البرامج التي ترعى وتهتم بالعاملين في القطاع الصحي وتوظيف إمكاناتهم وقدراتهم لمصلحة المجتمع الفلسطيني، مضيفا :"أننا في المجتمع الفلسطيني بحاجة إلى تطوير القطاع الصحي والعمل معا من أجل هذا التطوير.
من جهته وجه الأستاذ علي الخطيب رئيس اللجنة التحضيرية شكره لكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل بدءا بإدارة الكلية التي لم تؤل جهدا في دعم وتنظيم هذا الحفل ومرورا بكل الحضور من وزارة الصحة والمجلس التشريعي الفلسطيني وكل الباحثين الذين شاركوا بأوراق العمل والمهتمين في مجال الصحة من أجل إنجاح هذا اليوم.
وأشار الخطيب الى أن على من يعمل في مهنة التمريض أن تكون لديه القدرة على المثابرة والتحمل والعطاء والتفاني، مضيفا أن مهنة التمريض ارتبط اسمها بالرحمة والإنسانية.
جودة وعطاء
ومن ناحيتها عبرت الأستاذة فايزة الشريف مدير التمريض في وكالة الغوث عن فخرها واعتزازها بالممرضين والممرضات لإثابتهم للعالم أجمع أن التمريض في قطاع غزة أصبح على درجة من الرقي والتفاني، مضيفة أن خدمات التمريض في قطاع غزة تصدرت تقارير منظمة الصحة العالمية من حيث جودة خدمات الرعاية الأولية سنة 2008 برغم الحصار والظروف الصعبة.
وطالبت الشريف كل القائمين على قطاع التمريض بضرورة العمل على وضع الخطط والبرامج الصحية لتطوير التمريض في قطاع غزة, إضافة إلى ضرورة إيجاد برامج التعليم المستمر لتطوير وتقدم التعليم الأكاديمي في قطاع التمريض, مضيفة أنه يجب العمل على إيجاد وصف وظيفي جديد يتناسب مع الدرجة العلمية والخبرة العملية بزيادة الحوافز المالية للعاملين في قطاع التمريض بما يتفق مع المؤهلات العلمية والمهام الإدارية والفنية.
في خدمة الانسان
ومن جهته أكد الأستاذ خليل شقفة مدير وحدة التمريض بوزارة الصحة المقالة أن ما يميز مهنة التمريض عن غيرها أنها تتعامل مع الإنسان وحالته الصحية بكافة جوانبها النفسية والجسمية والنفسية والروحية، مضيفا أن دور التمريض لا يقتصر على تقديم الخدمات الصحية وإدارتها بل يشمل تثقيف المنتفعين وتعليمهم والعمل ضمن الفريق الصحي بفعالية وإجراء الأبحاث العلمية.
واستعرض شقفة بعض المشكلات والتي تواجه قطاع التمريض في قطاع غزة، مشيرا أن من أبرزها النقص في الموارد البشرية العاملة في قطاع التمريض وتوزيعها بشكل غير مناسب، مضيفا أن هناك نقص في الممرضين المختصين في بعض المجالات كتمريض الأطفـال والصحة العامة والتثقيف الصحي والأورام وأمـراض الـدم وكذلك الحـروق وجراحـة القلـب وجـراحة المـخ والأعصاب.
وفي ختام حديثه دعا شقفة إلى ضرورة تفعيل دور النقابات والمؤسـسـات المعنية للعمل على دعم مهنة التمريض والعامليـن فيها وإلى إجراء الأبحاث العلمية ذات العلاقة، مضيفا أن وزارة الصحة والتي هي بحاجة إلى المزيد من المختصين في مجال التمريض والعاملين به وضعت مهنة التمريض على سلم أولويات الوزارة للعام 2009 .
من جهته قدم الدكتور أشرف الجدي عميد كلية التمريض بالجامعة الإسلامية نبذة عن كلية التمريض في الجامعة الإسلامية والتي تم انشاؤها قديما وتم تحديثها في العام 1994، مضيفا ان الجامعة الإسلامية تعمل على تزويد الكلية بأحدث الأجهزة والمختبرات من أجل تخريج كوادر بشرية ذات خبرة في مجال التمريض.
التمريض الفلسطيني..تاريخ
وبدوره استعرض الأستاذ خليل شعيب عميد كلية فلسطين للتمريض نشأة التعليم الأكاديمي في مجال التمريض في قطاع غزة،مشيرا أن بدايته كانت في المدرسة المعمدانية التابعة للمستشفى المعمداني بقطاع غزة، وتوسع ليصبح معتمدا في المدرسة العسكرية للتمريض ووكالة الغوث ومدرسة الشفاء، مضيفا أن أول تخصص تمريض أكاديمي كان في الجامعة الاسلامية في العام 1985 .
وأكد شعيب على ضرورة الاهتمام بتخصص التمريض بشكل اوسع في قطاع غزة مشيرا أنه يتم العمل على تطوير وإنشاء برامج تجسير لتخصص االتمريض ويصبحا لخريج قادرا على الحصول على شهادة البكالوريوس في تخصص التمريض، مضيفا أنه تم اعتماد برنامج بالمشاركة بين وزارة الصحة وجامعة القدس ابو ديس مؤخرا في هذا الإطار.
ومن جهة ثانية تحدث الأستاذ عاطف اسماعيل المحاضر بكلية التمريض بالجامعة الإسلامية عن أهمية البحث في التمريض موضحا أن هناك ضرورة لمساعدة العاملين في القطاع الصحي وخاصة العاملين في مجال التمريض على تطوير هذه الأبحاث من أجل بناء قاعدة صحيحة للعمل من خلالها.
وأكد اسماعيل على ضرورة أن يشعر العامل في قطاع التمريض بهذه المسئولية تجاه مجال عمله عبر المشاركة اولتفاعل في هذه البحوث العلمية والتي تعمل على تطوير مهنة التمريض.
من ناحية أخرى تحدث الأستاذ محمد المقادمة نقيب الممرضين عن دور النقابة البارز في خدمة الممرضين وذلك من خلال زيادة الكادر البشري للعاملين في قطاع التمريض في الأعوام السابقة وذلك للعمل على سد النقص في المجال الصحي في تخصص التمريض، مضيفا أن النقابة تعمل وبشكل جاد على التوسع في هذا الإطار عبر السعي لتوظيف عدد اكبر وفي تخصصات مختلفة من أقسام التمريض.
وأكد المقادمة أن النقابة تعمل وبشكل مستمر على تطوير الكادر البشري العامل في قطاع التمريض عبر الندوات التدريبية المتخصصة المستمرة والللقاءات البناءة، مضيفا أن رفع المستوى الثقافي والعلمي والمعلوماتي لدى الممرض هي من أولويات النقابة التي تعمل عليها خلال الوقت الراهن.
وفي ختام حديثه أوصى المقادمة بضرورة تبني هيكلية منصفة لقطاع التمريض، إضافة إلى ضرورة العمل على إيجاد نظام تعليم مستمر في كل المستشفيات و المؤسسات الصحية، وكذلك رفد كليات التمريض بالكوادر الاختصاصية المؤهلة، مضيفا أن المتابعة المستمرة من قبل وزارة التربية والتعليم على المناهج الدراسية ومدى ملاءمتها للواقع الفلسطيني والتطور المعلوماتي المستمر في العالم هي ضرورة ملحة يجب العمل عليها.