الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فدائيان في الميدان .. وقصار النظر إلى زوال!! بقلم: أبو جهاد حجه/ح1

نشر بتاريخ: 16/05/2009 ( آخر تحديث: 16/05/2009 الساعة: 20:05 )
رام الله - معا - سيلتقي منتخبنا الوطني بكرة القدم للرجال يوم السبت في السادس من شهر حزيران القادم منتخب الشيشان الروسي على ستاد الشهيد فيصل الحسيني بمدينة القدس في مباراته الدولية الثانية على ارض فلسطين المقدسة، والشيشان عضوا في الاتحاد الروسي لكرة القدم، وقد سبق أن تم الاتفاق على إقامة اللقاء خلال زيارة الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" إلى جمهورية الشيشان ولقائه الرئيس الشيشاني "رمضان قديروف" في آذار الماضي، وإتمام الأخ اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية الاتصالات والترتيبات مؤخرا مع وزارة الشباب والرياضة الروسية ومع وزير الرياضة الشيشاني "حيدر الخانوف" ووضع اللمسات الأخيرة لإقامة اللقاء الدولي بين منتخبنا الفلسطيني والمنتخب الشيشاني "الروسي" في السادس من حزيران القادم، مما يؤكد الأهمية الكبرى لهذا التوجه والفعل.
وحيث أن المنتخب الشيشاني يضم ثلاثة من المحترفين الدوليين في الدوري الألماني وبقيمة عشرين مليون يورو، إضافة إلى أن الأندية الشيشانية تلعب ضمن الدوري الروسي، وقد سبق لفريق العاصمة غروزني "تيريك" أن فجر مفاجأة كبرى عام 2004 بفوزه بكأس روسيا مما منحه المشاركة في كأس الاتحاد الأوروبي، فان ذلك يؤكد أن المنتخب الشيشاني ذو النزعة الفنية الروسية لن يكون صيده سهلا من قبل فرسان المنتخب الوطني"الفدائي"، وخاصة إذا ما أدركنا أيضا أن طباع وثقافة وعادات الشيشاني متماثلة إلى حد كبير مع طباع وثقافة وعادات الفلسطيني متجسدة في" الصبر والتضحية والكرم والنبل والفروسية والشهامة والشجاعة وإرادة التحدي ومواجهة الصعاب، وهى صفات لا يتعلمها المرء بقدر ما يرضعها من ثدي أمه، وثقتنا عالية بأن فرسان منتخبنا وجماهيرنا الرياضية التي ستحتشد مواكبها من خلفهم هما الأجدر بتجسيد تلك القيم الحضارية الراسخة عمليا، ورسمها في أجمل لوحات فنية وثقافية وتراثية تؤكد على نموذجية وعملقة الإنسان الفلسطيني المناضل، وعلى عظمة وقداسة الرسالة الشاملة التي يحرص كل فلسطيني حر وشريف على بثها إلى العالم في كل زمان ومكان كشهادة على حيوية الوجود وإرادة الحياة وصناعة المستقبل، ولن يكون اللاعب والمشجع الفلسطيني في هذا اللقاء الا ندا أصيلا للشيشاني الذي يواجه خصومه وأعداءه بكبرياء وأنفه، وفيه من قيم وسلوك التواضع والاحترام للغير وخصوصا الغرباء ما يعتد به ويضرب المثل، والتحية الشيشانية "دمتم أحرارا" (Come at liberty) حتما ستستقبل بتحية فلسطينية بمستواها وأقدس منها، تعبر عن حميمية اللقاء وحلو المعاشرة، وحفظ الأمانة وعشق السلام والحرية، ولن تكون سمات الانضباط والالتزام والفروسية الفلسطينية بأقل مما يتميزون به من الدقة والانضباط والروح الجماعية.

ولعل من أهم الفعاليات التي يتعاطى معها الشعب الشيشاني بحماس واهتمام، هي الرياضة وخصوصا موسم رياضة كرة القدم ومتابعة المباريات بكاملها، وهذه الحقيقة بحد ذاتها تلعب دورا كبيراً في مزاج وعقلية مواطني الجمهورية وشعورهم بالأمل وإرادة الحياة، ويؤكد هذا المستوى العالي من الاهتمام الذي يبديه الجانب الشيشاني وخاصة الرسمي منه وعلى أعلى المستويات بهذا اللقاء، وإلحاحه على الفريق بوجوب الفوز على الفدائي الفلسطيني.
وأمام هذه اللقاء الدولي لمنتخبنا الوطني، ومن بعد اللقاء الدولي العظيم بكل معانيه في بروكسل، وترافقا مع ذكرى النكبة الفلسطينية في عددها الواحد والستين، تراودنا أسئلة وتساؤلات عديدة نقتصرها في هذه الحلقة على ذات الأولوية وأهمها:
1) هل سيظهر المعنيون كافة أنهم على قدر أهمية الحدث وطنيا وصناعة آثاره المستقبلية؟!
2) أما آن للبعض أن يحدقوا ببصر وبصيرة ثاقبتين وطنيا ليهدوا الينا ما يخدم الرقي بواقعنا الرياضي نقدا أو مدحا، وبعيدا عن أسلوب العور والنعيق وعمى الألوان ؟!
3) هل سنرى التشكيلة النموذجية لمنتخبنا الوطني بعد كل الاختبارات الحاصلة وفي الميدان ،أم سيهدي الينا ذو الاختصاص غصة جديدة تكرز الأسنان وتهز الأبدان؟!؟!

سنعمل ونأمل وننتظر... وان غد لناظره قريب