الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابو مازن لـ معا: لست محبطا بل خائب الامل من الاسرائيليين والامريكيين والفلتان الامني سببه الجوع

نشر بتاريخ: 20/01/2006 ( آخر تحديث: 20/01/2006 الساعة: 21:52 )
رام الله- معا- قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقاء خاص مع شبكة "معا" مساء أمس الجمعة ان السلطة واجهت تحدي انقلاب الحكم في اسرائيل بمجيء الليكود الى سدة السلطة الامر الذي عرقل تنفيذ اتفاقية اوسلو مع شريك السلام حزب العمل.

واضاف الرئيس عباس قائلا :" ان التناقض قائم بين مفهومين مفهوم المفاوضات الذي نتبناه ومفهوم الاملاءات الذي يعتنقه الاسرائيليون.

و بشأن الوضع الداخلي لا سيما ما رفعه من شعارات في حملته الانتخابية قال انه وعد بالامن والامان في الساحة الفلسطينية مشيرا الى عراقيل اسرائيلية موضوعة في طريق تحقيق الشعارات الى واقع ملموس.

واضاف : " لقد اصبت بخيبة امل من تلكؤ الاسرائيليين في تنفيذ الاتفاقيات ولا سيما ما جرى من اتفاق في شرم الشيخ.

واشار الرئيس عباس الى جهوده لتوحيد الاجهزة الامنية منذ بداية عمله رئيسا للوزراء مشيرا الى ان هذه الجهود تضاعفت مع استلامه الرئاسة حيث تم تعيين نصر يوسف وزيرا للداخلية حيث جرى جهد كبير لتوحيد الاجهزة الامنية .

واشار الرئيس الفلسطيني الى مجموعات المطاردين حيث جرى العمل على استيعابهم ضمن اجهزة السلطة موضحا في الوقت نفسه الى ان السلطة لم تستطع استيعاب الجميع.

واعرب عن اعتقاده بامكانية السيطرة وضبط هذه المجموعات لولا استعدادات السلطة لاجراء الانتخابات مؤكدا اصدار تعليمات واضحة وحازمة للاجهزة الامنية لضبط الوضع الامني.

واعترف الزعيم الفلسطيني بوجود عناصر في الاجهزة الامنية تمارس الفلتان مشيرا الى جهود كبيرة تبذل من السلطة لضبط هذه العناصر حيث ان ذلك يحتاج الى بعض الوقت ليتحقق.

وعزا الاحداث التي جرت في غزة الى ما وصفه بالجوع, مؤكدا ان المشاريع المقترحة في غزة ستستوعب نسبة كبيرة من البطالة التي تتجاوز 60% قائلا" الامن سيتغير من الضنك الى الرفاه".

وتحدث ابو مازن عن عراقيل اسرائيلية موضوعة امام انتاج الغاز في حقل جرى افتتاحه في البحر قبل اكثر من 8 سنوات متوقعا ان هذه المسالة سيتم حلها خلال عام 2006 .

وبدا الرئيس هادئا في اجابته على سؤال حول الحملة الاعلامية التي تشنها الصحافة الاسرائيلية ضده خلال الايام الاخيرة معتبرا الحملة في سياق النهج الاسرائيلي لرفض التعامل معه كشريك للسلام وهو نهج اتبعته اسرائيل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات ولا تزال تتعامل به معه دون ان تقول صراحة بانني لست شريكا.

واعرب ابو مازن عن استغرابه من سياسة الخطوات احادية الجانب التي تنتهجها اسرائيل وحتى سياسة التلكؤ في تنفيذها عندما رفضوا الانسحاب من اريحا, ونابلس وطولكرم ويمارسون الاقتحامات الدائمة للمدن الفلسطينة.

وقال ردا على الحملة الاعلامية الاسرائيلية " انا لست محبطا وان كنت خائب الامل بصورة كبيرة من الاسرائيليين والامريكيين والاحباط هو فقط من بنات افكارهم".

وانتقد الرئيس الخطاب الاعلامي الرسمي وغير الرسمي الفلسطيني مشيرا الى اغفاله لانجازاته قائلا" ان وسائل الاعلام تعامت عنها ولا تريد ان تراها بل تركز على اعمال العنف واضاف " من راى خطأ فليضع اصبعه في اعيننا".

واعرب ابو مازن عن امله بان فجرا جديدا سيطل على فلسطين مع اجراء الانتخابات التشريعية القادمة.

وردا على سؤال لماذا تجرى انتخابات السلطة دائما في فصل الشتاء قال مداعبا مقدم اللقاء ناصر اللحام" كنا ناملها صيفية ولكن شاءت الاقدار ان تكون شتوية".

وفي رده على سؤال كيف يرى حماس في البرلمان ؟ قال " الكل جاء الى هذا الخط على اختلاف الرؤى والاراء والعقائد بيد انه في النهاية لدينا هذه المؤسسة التشريعية المنبثقة عن اوسلو".

وتابع " كان المعارضون بالامس خارج البرلمان وسيكونون غدا داخل البرلمان ملتزمين بما التزمنا به وهذا ينطبق على حماس مثلما ينطبق على غيرها".

ثم اردف : ان الطروحات السياسية عالية السقف هبطت واصبحت عقلانية لان الناس تنظر الى المستقبل لانهم اصبحوا واقعيين ", معتبرا الخيال سيؤدي الى السراب .

وحول اليوم التالي للانتخابات قال الرئيس الفلسطيني ان الكتلة الاكبر ستكلف بتشكيل الحكومة القادمة غير مستبعد ان يتم تشكيل حكومة ائتلاف وطني موصيا بمشاركة الجميع في الحكومة القادمة.

وتحدث الرئيس عباس عن تطورات هامة على الساحة اللبنانية تتعلق باوضاع الفلسطينيين في المخيمات قائلا "انه سيمسح لهم بممارسة المهن وجوازات السفر وفتح ممثلية لمنظمة التحرير في لبنان مؤكدا عدم التدخل في الشؤون اللبنانية".

وتحدث ابو مازن عن تغيير كبير اجرته السلطة في السلك الدبلوماسي وفق قانون لا يتجاوز السفير فيه لاكثر من اربع سنوات وان المواطنين والطلبة ورجال الاعمال والتجار يستطيعون الان طلب المساعدة من السفارات في شؤونهم الحياتية المدنية .

واشار الى منحه جواز السفر للصحفي اللبناني زاهي وهبة باعتباره مناضلا ومناصرا للقضية الفلسطينية ونوّه الى ان عراقيا يتمثل في شخص الرفيق قيس ابو ليلى يتصدر احدى القوائم الانتخابية ( بديل) .

وحول اوضاع المطاردين اجاب الرئيس مبديا غضبه من السياسات الاسرائيلية حيالهم واعدا باعادتهم الى اسرهم ليمارسوا حياتهم بحرية وان هؤلاء الان في حماية السلطة ولن تسمح السلطة المس بهم بل ستعمل على اعادتهم لوظائفهم واطفالهم .

اما عن مستقبل ظروف العمال الصعبة قال ابو مازن ان الهدوء هو المصباح السحري لاستيعاب العمالة وحل مشاكلها حيث رفض الرئيس فكرة نقل العمال للعمل في خارج فلسطين .

وفي سؤال قبل الاخير وعدم مرافقة الصحافيين لجولات الرئيس العربية والدولية واثناء اللقاءات مع قادة الاحتلال برر عباس ذلك بأنه يعود لضيق الطائرة التي بالكاد تتسع للوفد المرافق معبرا عن امله باصطحاب الصحافة المحلية واقتصاديين ورجال اعمال على متن طائرته في المستقبل.

واخيرا وجه الزعيم الفلسطيني دعوته للمواطنين للمشاركة الفاعلة في الانتخابات التشريعية القادمة.