الإثنين: 13/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المالكي: بديل الدولتين دولة ثنائية القومية

نشر بتاريخ: 11/06/2009 ( آخر تحديث: 11/06/2009 الساعة: 22:10 )
رام الله- معا- استقبل د. رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية بمقر الوزارة في رام الله وفداً برلمانياً من دول الإتحاد الأوروبي، يرأسه "هون ميلوسلاف فلسيك" رئيس البرلمان التشيكي، رئيسة الإتحاد الأوروبي لهذه الفترة، بحضور د. أحمد صبح وكيل الوزارة وعبد الله عبد الله رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي، وعدد آخر من المسؤولين من كلا الجانبين.

وقد وضع د. المالكي الوفد بمجريات الأحداث على الساحة الفلسطينية، حيث شكرهم لزيارة قطاع غزة وإطلاعهم على معاناة الشعب الفلسطيني هناك، ومشاهدة حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.

كما شكرهم على زيارة القدس مطالباً الوفد بزيارة حي البستان الذي تهدد إسرائيل بهدم 88 منزلاً فيه لصالح بناء حديقة وطنية، ضاربةً بعرض الحائط كل النداءات لوقف إجراءاتها المخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية ومطالبة الرئيس الأمريكي الأخيرة بوقف الإستيطان، مشيراً الى أن حجم المعاناة الفلسطينية هي معاناة متراكمة منذ عقود من الزمن وما زالت، متطرقاً للحكومة الإسرائيلية ووضوحها في عدم قبول حل الدولتين والإستمرار في الإستيطان، مذكراً الجميع أن الإحتلال الاسرائيلي هو الإحتلال الأطول والأخير في العالم، ومن مسؤولية المجتمع الدولي إنهائه.

وقال المالكي "لا يمكن لإسرائيل أن تدعي الديمقراطية، بينما تواصل الإحتلال في آن واحد" مذكراً الإسرائيليين بأنه " من حق الآخرين المطالبة بحريتهم كما ترغبون أنتم، لا أن تريدونه لأنفسكم وتنكرونه على غيركم"، وبين المالكي أن مؤتمر أنابوليس جاء إنعكاساً للإرادة الدولية المتمثلة بأن الوقت قد حان لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومعاناة هذا الشعب عبر عقود من الزمن لا لذنبٍ إقترفه، وإنما لظلم وقع عليه بالقوة.

وأشار الى أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل الأفضل لأمن إسرائيل، بشرط أن تكون على كامل الأرض المحتلة عام 1967 مع بعض التعديلات المتفق عليها، والقدس الشرقية عاصمتها.

وقال: "طالبنا شعبنا بأن يثق بأنابوليس، كونه جاء طبقاً لإرادة المجتمع الدولي، ومع هذا فقد خيبت إسرائيل المجتمع الدولي قبل شعبنا"، وأضاف " نحن ملتزمون بالحل القائم على أساس دولتين كاملتي السيادة، فإن لم تستجب إسرائيل لذلك فلن يكون أمامنا الا خيار الدولة ثنائية القومية، وأعدكم بأننا في غضون 20 عاماً سنكون الأغلبية فيها".

وذكر المالكي الحضور بزيارتهم لقطاع غزة ومشاهدتهم لما حدث هناك من جرائم وفظائع بحق الأرض والإنسان، وقد عقد مؤتمر شرم الشخ لإعادة إعمار غزة، وهناك من الإلتزامات المالية الدولية للقيام بذلك، وقال "نحن نريد أن إعادة بناء قطاع غزة، ونريد بناء الإنسان والمباني والبنى التحتية هناك، فالإحتلال مس بكل شيء، فإذا العالم اليوم يتحدث عن غوانتانامو فعلينا الحديث عن قطاع غزة المحاصر، والشبيه بغوانتانامو لأنه سجن حقيقي لمليون ونصف المليون إنسان"، وتساءل لماذا تخشى إسرائيل من اللجنة الدولية للتحقيق في جرائم حربها ضد أبناء شعبنا في غزة.

وقال: "الإسرائيليون إرتكبوا جرائم حرب في غزة وقد تحققت اللجنة من ذلك، وتدعي إسرائيل أن الفلسطينيين إرتكبوا جرائم ضدهم في جنوب إسرائيل"، داعياً إسرائيل للسماح لهذه اللجنة بالذهاب الى هناك والتحقيق في الجرائم المزعومة.

وأشار الى أن إهانة الإنسان الفلسطيني في الأرض الفلسطينية وفي كل مكان من الأرض الفلسطينية، على الحواجز وجدار الفصل أصبحت تقليداً متبعاً، مستشهداً بمقالٍ كتب في صحيفة الإندبندنت والتي قالت إن الجيش الإسرائيلي عذب أطفالا فلسطينيين في قرية حارس، حيث دخلوا البلدة وأخذوا الأطفال من هم دون 14 عاماً وبدؤوا بالتنكيل بهم من الساعة 3:00 فجراً الى 3:00 عصراً وكان ذلك بتاريخ 26-03-2009. ونتيجةً لهذه التصرفات طالب المالكي الحضور بمتابعة الإعلام الإسرائيلي ومشاهدة مدى العنف الأسري هناك، وذلك بسبب تعود هؤلاء الجنود على العنف ضد الشعب الفلسطيني في كل الأرض الفلسطينية.

وتطرق المالكي الى ممارسات إسرائيل في القدس ومحاولاتها الحثيثة لطمس المعالم العربية والإسلامية والمسيحية بكل الوسائل من أجل خلق واقع مغاير لطبيعة المكان وتاريخه وحضارته.

كما تطرق لزيارة ميتشيل وتأكيده لما جاء في خطاب أوباما، وإصرار الإدارة الأمريكية على إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من جهة والعربي الإسرائيلي من جهةٍ أخرى، وأوضح السيناتور ميتشيل أن إدارة بلاده مصرة على الحل القائم على الدولتين، إنطلاقاً من أن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً هو مصلحة أمنية أمريكية عليا.

وأشار الى أن ميشتيل قال إن على إسرائيل أن تقبل بحل الدولتين، وأن الإدارة الأمريكية غير مستعدة للإنتظار لسنوات أو شهور لموافقة إسرائيل على ذلك بل خلال أسابيع يجب أن يكون هذا الإعلان قد تحقق، مبيناً أن القيادة الفلسطينية مصرة على تنفيذ الأقوال وتحويلها الى أفعال.

ويذكر أن الوفد يتكون من 26 عضواً برلمانياً منهم رؤساء برلمانات ونواب لهم وسفراء وممثلين من الإتحاد الأوروبي حيث بلغ العدد الإجمالي 41 زائراً.

وفي نهاية اللقاء شكرت هون المالكي على ما قدمه من معلومات وافية حول كافة القضايا، وتأكيدهم على حق الشعب الفلسطيني في الإستقلال والحرية وإقامة دولتهم على أرضهم.

يشار أيضاً الى أن الوفد كان قد زار قطاع غزة وإلتقى أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني هناك، وسيلتقي أعضاء من المجلس التشريعي هنا في رام الله، وزار الوفد القدس ثم سيقوم الوفد بلقاء برلمانيين إسرائيليين وممثلين عن المجتمع المدني في القدس ومن ثم سيزور عمان ومنها الى براغ.