الأربعاء: 29/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

خضوري تخرج كوكبة جديدة من طلبتها ود.فياض يعد بدعم الجامعات

نشر بتاريخ: 21/06/2009 ( آخر تحديث: 22/06/2009 الساعة: 13:57 )
طولكرم - معا - احتفلت جامعة فلسطين التقنية خضوري اليوم بتخريج الفوج الثاني من طلبتها " فوج القدس 2009 " برعاية وحضور رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، ووزيرةالتربية والتعليم العالي الأستاذة لميس العلمي، ومحافظ طولكرم العميد طلال دويكات، وقائد منطقة طولكرم العميد مصباح البابا، والأستاذ الدكتور داوود الزعتري رئيس الجامعة، وكادر الجامعة، ومدراء الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والتعليمية، وممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية، وحشد من ذوي الطلبة .

وفي كلمته، جدد رئيس الوزراء التزام الحكومة الكامل بتلبية الاحتياجات التي تم اعتمادها لدعم الجامعات الفلسطينية ومسيرة التعليم العالي، قائلاً : " آمل أن نتمكن قريبا من التغلب على الأزمة المالية التي نمر بها لتنفيذ هذه الالتزامات، مؤكدا أن الاستثمار في التعليم، وفي بناء الإنسان الفلسطيني وتسليحه بالعلم والمعرفة، يشكل أولوية لعمل السلطة الوطنية ".

وأشار إلى أن انجازات الجامعة تمثل امتدادا لاثنين وسبعين فوجاً تخرجوا من هذا الصرح العلمي الذي خرّج العديد من الشخصيات التي احتلت مواقع هامة ومرموقة في المجتمع الفلسطيني والمنطقة.

واوضح فياض "أن الشعب الفلسطيني أبدى على مدار سنوات ما بعد النكبة اهتماما كبيرا بالتعليم، كرد على محاولات طمس وتبديد هويته الوطنية، وقد بذل أهلنا على مر السنين الغالي والنفيس كي يوفروا لأبنائهم فرص التحصيل الأكاديمي المميز".

وشدد د.فياض على أن الجامعات الفلسطينية شكلت مركز جذب للكفاءات الأكاديمية الفلسطينية، ونهوض الحركة الطلابية بل والحركة الوطنية، ودورهما في الدفاع عن المشروع الوطني واستنهاض الحركة الجماهيرية في مناهضة الاحتلال، ورفدت المجتمع بآلاف القادة والكفاءات العلمية والإدارية، وهم يساهمون اليوم في بناء مؤسسات السلطة الوطنية والمجتمع الفلسطيني برمته، مبيناً أن الجامعات ساهمت في تعزيز روح التضامن والتكافل في المجتمع من خلال تشجيع العمل التطوعي ودعم المزارعين وأصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة.

وجدد د.فياض دعم السلطة الوطنية للمقاومة الشعبية السلمية في مواجهة الجدار والاستيطان، من أجل حماية الأرض، مؤكدا الاستمرار في تقديم كل ما يلزم لدعم صمود المواطنين وخاصة في الريف الفلسطيني، ومختلف المناطق المهمشة والمهددة والمتضررة من الاستيطان والجدار، داعيا كافة الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني إلى إعادة الروح للعمل التطوعي، والوقوف مع المزارعين وأصحاب الأراضي المهددة، ومساندتهم في حماية أرضهم ومزارعهم.

وأضاف "أن السلطة الوطنية والمؤسسات التعليمية تمكنوا من مواجهة آثار هذه السياسة والنهوض بالعملية التربوية، مبينا أن النموذج الذي تقدمه خضوري، والذي سبق وتعرض لإجراءات الخنق والتضييق الاحتلالية، ليس إلا مثالا يؤكد القدرة على النهوض، فها هي جامعة فلسطين 'خضوري' كأول جامعة حكومية تقنية تخرّج اليوم فوجها الثاني، ما يدلل على قدرة شعبنا ومؤسساته على البناء رغم الاحتلال، من خلال تعزيز عناصر القوة التي تمكن شعبنا من الخلاص منه".

وأوضح :"أن الأمر يؤكد لنا حتمية قدرة شعبنا على الوصول إلى أهدافه، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وبناء دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، دولة عصرية تقدمية، دولة العلم والمعرفة، دولة المؤسسات وحكم القانون، دولة يفاخر بها كل أبنائها، ويشعرون بالانتماء والولاء لها.

وقال إن السلطة الوطنية تمكنت من وقف التراجع في العملية التربوية والتعليمية، وهي مصممة على أن يكون العام الدراسي القادم عام النهوض بالعملية التربوية والتعليمية، والانطلاق بها نحو آفاق رحبة من خلال متابعة تنفيذ الخطة الخمسية لتطوير قطاع التعليم، والخطط الفرعية المنبثقة عنها، وخطط التدريب والتأهيل، والاهتمام بجودة ونوعية التعليم ودعم مسيرة التعليم العالي".

وتابع فياض إن الهدف المباشر من الخطة الخمسية التطويرية يتمثل في الانتقال من مرحلة إعادة بناء ما دمره الاحتلال، ووقف التدهور في العملية التعليمية إلى مرحلة التخطيط الشامل للنهوض بنوعية التعليم وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتهيئة الإنسان الفلسطيني وتمكينه من الانخراط في مجال المعرفة والإبداع، والتفاعل بايجابية مع التطور العلمي والتكنولوجي، والقدرة على المنافسة في المجالات العلمية والعملية.

وأوضح" أن إستراتيجية السلطة الوطنية، وبرنامج عمل الحكومة، يستهدفان بشكل رئيسي بناء المؤسسات القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين في مختلف المجالات، وذلك بالتكامل مع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني بما في ذلك الجامعات، مشيرا إلى أن ذلك بهدف توفير أسس التنمية الكفيلة بتعزيز صمود شعبنا، وقدرته على مواجهة أعباء وتحديات التطور والتنمية وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة، كركائز أساسية لمواصلة كفاح شعبنا لإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال".

وفي كلمته امام الحضور، تحدث الزعتري عن فكرة إنشاء الجامعة، بإعتبارها أول جامعة حكومية في المجال التقني، تأتي من خلال رؤية وتخطيط استراتيجي من قبل الوزارة والحكومة والسلطة الوطنية الفلسطينية، لإدراكهم أهمية تطوير قطاع التعليم العالي وخاصة التعليم التقني، والذي يعتبر أحد الركائز الأساسية لبناء اقتصاد وطني.

واضاف، ان رؤية ورسالة وفكرة انشاء جامعة خضوري تأتي من واقع التعليم المهني والتقني في فلسطين، حيث لا تزيد نسبة هذا النوع من التعليم في فلسطين عن 5%، وهي من أدنى النسب في العالم.

وقال الدكتور الزعتري، انه تم تحديد رؤية الجامعة ورسالتها وهيكليتها التي تنسجم مع السياسة العامة للحكومة والجامعة، وتلبي احتياجات المجتمع المحلي بكافة قطاعاته، وتم وضع أنظمة وتعليمات أكاديمية وإدارية (خطة تطويرية للسنوات العشر القادمة(2008-2018)) تساعد في تحقيق أهداف الجامعة ورسالتها، ويجري العمل على استقطاب كوادر أكاديمية متميزة تمتع بخبرات علمية وعملية، وقد تم تعيين عدد من الأساتذة بدرجة الدكتوراه في مجالات وتخصصات متميزة.

واوضح الزعتري ان الجامعة تعمل مع الحكومة على تطوير البنية التحتية للجامعة، وإقامة المباني اللازمة لها، وتحسين رواتب العاملين من أجل استقطاب الكوادر الملائمة لتحقيق التميز وتوفير الجودة والنوعية في التعليم، والقدرة على المنافسة مع الجامعات الأخرى سواء أكانت على المستوى المحلي أو الخارجي، والقدرة على فتح برامج أكاديمية جديدة وتجهيز مختبرات ومشاغل ووحدات للأبحاث العلمية والتطبيقية لخدمة المجتمع المحلي في الوطن.

وطالب الزعتري وزارة التربية والتعليم والحكومة الفلسطينية، شد أزر هذه الجامعة وحلحلة مشكلاتها بما فيها العمل على دفع مستحقات التعليم الإضافي للموظفين، إذ أن ذلك يساعد الإدارة على التعاقد مع الكفاءات، وحتى نستطيع أن نجعل هذه الجامعة تأخذ مكانة وصدارة على مستوى جامعات الوطن.

واعلن رئيس جامعة خضوري، أن الجامعة ستقدم برامج جديدة مع مطلع العام الأكاديمي الجديد الذي سيبدأ يوم 6/9/2009، والبرامج هي: " برنامج البكالوريوس في هندسة التكييف والتبريد، برنامج البكالوريوس في هندسة نظم الحاسوب، برنامج البكالوريوس في هندسة الميكاترونيكس، برنامج البكالوريوس في هندسة تكنولوجيا الاتصالات، برنامج البكالوريوس في الإدارة الصناعية، وبرنامج البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية ".

واوضح ان الجامعة بدأت في تأسيس وحدة للأبحاث التطبيقية (التكنولوجيا الحيوية) وسيتم التركيز فيها على الأبحاث الزراعية التطبيقية في المرحلة الأولى والتي سيكون الهدف منها دعم المزارع ومساعدته في تحسين نوعية منتوجه الزراعي وحل مشكلات التربة والمبيدات، ومكافحة الأمراض التي تصيب المزروعات وغير ذلك، كما يتم أيضاً العمل على تجهيز مركز للتدريب لهذا الغرض، كما ونعمل بشكل متواصل على توفير مركز للمواصفات والفحص من شأنه مساعدة المجتمع الفلسطيني، وخاصة أصحاب المصانع والشركات في أعمالهم وحل مشاكلهم، وتحسين جودة منتجاتهم، والجامعة تعمل حاليا على تجهيز كوادر تكون قادرة على القيام بتلك المهمات إذ أننا بصدد توقيع اتفاقيات على المستوى المحلي ( مثل نقابة أصحاب المهن الهندسية والمعدنية وغيرها)، ويجري حالياً العمل على إجراء شراكات مع القطاع الخاص والعام لهذه الغاية".

وعلى مستوى العلاقات الخارجية، قال الزعتري ان الجامعة تقدمت بطلب العضوية لدى اتحاد الجامعات العربية، وتم الاتفاق مع الأستاذ الدكتور صالح هاشم رئيس الاتحاد لإرسال لجنة من رؤساء بعض الجامعات المحلية لزيارة الجامعة ورفع تقرير للاتحاد، وستتم الزيارة خلال الأيام القادمة، كما ونعمل على توقيع اتفاقيات تعاون وتفاهم مشترك بين الجامعة وجامعات أخرى، وقال :"نسعى لتوفير منح للعاملين فيها وتأهيل كوادر للمتميزين منهم، ومن اجل تحقيق رسالة وأهداف الجامعة، ففي 9/7/2009 سيكون لنا لقاء مع شركة السيارات في فرنسا (Renault) وذلك من أجل الإعداد للسنوات القادمة لتشغيل برنامج في مجال هندسة " الاوتوترونيكس " وكذلك مع شركات أخرى في هذا المجال".

وتحدثت العلمي عن دور وزارة التربية والتعليم في اشراك كافة المؤسسات الرسمية والأهلية لتطوير قطاع التعليم، مشيرة انه نتج عن ذلك صياغ استراتيجة وطنية للتعليم والتدريب المهني بما يساهم في تحقيق المصلحة الوطنية العليا للجميع.

وقالت العلمي ان هناك منحة من الصندوق النقد العربي لبناء المكتبة المركزية للجامعة، ومنحة عمانية لبناء احد المباني الجديدة للجامعة، عوضا عن القروض الميسرة للطلاب، مشيرة ان الوزارة تولي اهتماما بالغا بالتعاون مع الجامعة لاستقطاب الكفاءات والكوادر المؤهلين.

ونقل محافظ طولكرم دويكات تحيات وتهاني الرئيس محمود عباس للطلبة الخريجين، داعيا الطلبة الى محاربة ثقافة الحقد والكراهية التي يزرعها البعض في نفوس ابناء شعبنا والمساهمة في بناء اسس وثوابت الدولة الفلسطينية المستقلة، مطالبا الحكومة الفلسطينية الى بذل كل جهودها الممكنة لمساندة الجامعة وتطويرها، كما دعا المؤسسات الوطنية والحكومية الى وضع خطة لاستيعاب الطلبة الخريجين من جامعة خضوري.

والقت الطالبة آيات إكبارية الأولى على الجامعة بمعدل 92.2 نيابة عن زملائها وزميلاتها الطلبة والطالبات قالت فيها " كان قرارنا موقفا صائبا حين اخترنا جامعة فلسطين التقنية – خضوري العريقة والمتميزة لتكون الشاطئ الذي رست عليه سفن طموحاتنا وأحلامنا "، مضيفة ان تميز هذه الجامعة وتبوءها المراتب العليا لا يعتريه شك ولا تساوره ظنون فهي غنية بادارتها وكادرها التعليمي المميز ونخبة من أساتذتها الاكارم الذين لم يبخلوا علينا بعطائهم وارشادهم وعلمهم، فطالما عززوا فينا الارادة، وشدوا العزم، وغذوا الهمة والعزيمة.

وفي نهاية الاحتفال قام الدكتور فياض والمحافظ والبابا والزعتري بتوزيع شهادات التخرج على الطلبة الخريجين، كما تم تسليم الدكتور فياض شهادة تخرج والده من الجامعه، بالإضافة الى تسلم المحافظ درع تقديري للرئيس عباس، ودرع آخر لامين سر فتح مصطفى طقاطقة.