الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجلس التشريعي الفلسطيني..قصة البداية

نشر بتاريخ: 25/01/2006 ( آخر تحديث: 25/01/2006 الساعة: 22:01 )
معا - تاسس المجلس التشريعي الفلسطيني في كانون الثاني/ يناير عام ‪۱۹96‬ بناء على الاتفاقات التي وقعتها السلطه الفلسطينيه واسرائيل في العام ‪ ۱۹۹۳‬في اطار ما عرف ب"اتفاق اوسلو".

ففي العشرين من كانون الثاني/يناير من العام ‪ ،۱۹۹6‬توجه الناخبون الفلسطينيون في الضفه الغربيه وقطاع غزه والقدس المحتله، لاول مره في تاريخهم الحديث، الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في انتخابات عامة مباشرة لاختيار رئيسهم للسلطة الوطنية الفلسطينية، واختيار ممثليهم في المجلس التشريعي الفلسطيني.

واجريت هذه الانتخابات بناء على اتفاق "اعلان المبادي‌ء" بشان ترتيبات المرحلة الانتقالية الموء‌قتة في الضفة الغربية وقطاع غزة او ما عرف ب "اتفاق اوسلو ‪ ،"۱‬الذي تم توقيعه بالاحرف الاولى في اوسلو يوم ‪ ۱۹‬آب ‪،۱۹۹۳‬ ووقع رسميا في واشنطن يوم ‪ ۱۳‬ايلول ‪ ،۱۹۹۳‬وبموجب الاتفاقيه الانتقاليه الموء‌قته حول الضفه الغربيه وقطاع غزه "اوسلو ‪ ،"۲‬الموقعه في ‪ ۲۸‬ايلول ‪ ۱۹۹۵‬والتي تضمنت فصلا خاصا عن تفاصيل العملية الانتخابيهة وتركيبه المجلس ومهامه وولايته، واستنادا الي قانون الانتخابات الذي صدر بموجب المرسوم الرئاسي رقم (‪ (۱۳‬لسنه ‪ ۱۹۹۵‬في ‪.۱۹۹۵/۱۲/۷‬

وبناء علي القانون الاول للانتخابات الفلسطينيه تم تقسيم مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني الي 16‬محافظه، منها ‪ ۱۱‬محافظه شماليه (في الضفه) وهي:
القدس ، بيت لحم ، الخليل ، رام الله ، نابلس ، سلفيت ، قلقيليه ، طولكرم ، جنين ، اريحا ، و طوباس . و ‪ ۵‬محافظات جنوبيه (في قطاع غزه) وهي : رفح ، خانيونس ، الوسطي ، غزه ، و شمال غزه.

وقد تمت الانتخابات الفلسطينيه الاولي في ظل رعايه و اشراف و رقابه دوليه، حيث اشرف على هذه العمليه حوالي الفي مراقب جاء‌وا من اربعين دوله وعشر منظمات دوليه، وممثلون عن اكثر من اربعين منظمه غير حكوميه، اضافه الي مئات الصحفيين والمراقبين المحليين، قدموا جميعا شهادات ايجابيه لسير الانتخابات ونزاهتها.

وبالرغم من مقاطعه العديد من الفصائل الفلسطينيه الا ان عمليه التصويت الاولي حظيت باقبال شعبي واسع حيث بلغت نسبه المقترعين ممن يحق لهم الادلاء باصواتهم ‪ ۷۳,۵‬في المئه في الضفه الغربيه و‪ ۸4,۳۴‬في المئه في قطاع غزه، وبلغت المشاركه في الضفه الغربيه وقطاع غزه معا ‪ ۷۹،۹‬في المئه، وفقا لما اعلنته السلطه الفلسطينيه.

وترشح لانتخابات المجلس التشريعي الاول ‪ 472‬مرشحا، ثم انسحب منهم ‪۱۲۰‬ مرشحا قبل الموعد المحدد للعمليه الانتخابيه، وتبقي يوم الانتخابات ‪۵۵۲‬ مرشحا تنافسوا علي ‪ ۸۸‬مقعدا.

وجرت عمليه الاقتراع في ‪ ۱44۸‬مركزا، منها ‪ ۱۱۷۰‬مركزا في الضفه الغربيه و ‪ 398‬مركزا في قطاع غزه.

وعكس توزيع المقاعد علي المحافظات الفلسطينيه الست عشره الحجم السكاني لكل محافظه، بحيث احتلت محافظات الضفه الغربيه ‪ ۵۱‬مقعدا، في حين احتلت محافظات قطاع غزه ‪ ۳۷‬مقعدا، وقد احتل المسلمون ‪ ۸۱‬مقعدا (‪ ۹۰,۹‬في المئه من عدد المقاعد)، بينما احتل المسيحيون ‪ 4‬مقاعد ( ‪ ۸‬في المئه من عدد المقاعد)، في حين تمثلت الطائفه السامريه في نابلس بمقعد واحد ‪..(%۱,۱‬

وشارك في هذه الانتخابات سته عشر حزبا وحركه سياسيه، اضافه الي عدد من المستقلين، وحقق الفوز فيها ممثلون عن اربعه احزاب وحركات سياسيه، اضافه الي ممثلين عن المستقلين.

وقد احتل الفائزون من الذكور ‪ ۸۳‬مقعدا (‪۹3,۳‬ في المئه) في حين نجحت في الانتخابات خمس نساء (‪ (%۵,۷‬من اصل ‪ ۲۵‬امراه خضن العمليه الانتخابيه للحصول علي عضويه المجلس التشريعي الفلسطيني.

ومثلت عمليه الانتخابات والاقبال علي الترشيح والاقتراع فيها حدثا هاما في الحياه الفلسطينيه كاول انتخابات برلمانيه حره ومباشره، لانتخاب برلمان فلسطيني لحكم فلسطيني، اعتبرته القياده الفلسطينيه بمثابه استفتاء شعبي لقرارها السياسي في اختيارها طريق التسويه مع الكيان الصهيوني، بالاضافه الي كون هذه الانتخابات تشكل تعبيرا عن الرغبه للمشاركه الشعبيه في القرار وفي بناء الموء‌سسات الوطنيه، وانشاء الدوله الفلسطينيه، وتدعيم اسس المجتمع المدني الفلسطيني القائم علي سياده القانون وحمايه الحريات العامه وحقوق الانسان، واحترام مبادي تنظيم الحياه الاجتماعيه استنادا الي مبدا الفصل بين السلطات، ووضع آليات التعاون والتنسيق والتكامل بينها، علي قاعده الاحترام لحدود وصلاحيات ودور كل منها علي طريق انجاز الاستقلال الوطني الفلسطيني واقامه الدوله الفلسطينيه المستقله وعاصمتها القدس.

وتم تنصيب المجلس التشريعي الفلسطيني الاول في آذار ‪ ، ۱۹۹6‬عندما افتتح الزعيم الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" بصفته رئيسا للسلطه الوطنيه الفلسطينيه الجلسه الاولي بمشاركه جميع الاعضاء ال ‪ ،۸۸‬وحضور شخصيات من اكثر من ‪ 40‬دوله.

والقي الرئيس الفلسطيني الراحل خطابا امام المجلس التشريعي اكد فيه تصميمه علي حمايه وتعزيز خيار السلام كخيار استراتيجي.

وتم تقسيم المجلس التشريعي الي عشر لجان برلمانيه متخصصه من اجل القيام بمهامه علي اكمل وجه، ولكل لجنه رئيسا ومقررا للاشراف علي عملها وتقديم تقاريرها للمجلس التشريعي خلال انعقاد جلساته، واللجان هي: ‪ ۱‬لجنه القدس ، ‪ ۲‬لجنه الاراضي ومقاومه الاستيطان ، ‪ ۳‬لجنه اللاجئين، ‪ ۴‬اللجنه السياسيه، ‪ ۵‬اللجنه القانونيه، ‪ ۶‬لجنه الموازنه العامه والشوء‌ون الماليه، ‪ ۷‬اللجنه الاقتصاديه، ‪ ۸‬لجنه الداخليه والامن والحكم المحلي، ‪ ۹‬لجنه الرقابه وحقوق الانسان، ‪ ۱۰‬لجنه التربيه والقضايا الاجتماعيه.

وتتفرع عن هذه اللجان اربع لجان فرعيه هي: ‪ ۱‬لجنه التربيه والتعليم والشوء‌ون الدينيه، ‪ ۲‬اللجنه الصحيه، ‪ ۳‬لجنه الشوء‌ون الاجتماعيه والاسري والعمل والعمال والقاتلين القدامي، ‪ ۴‬لجنه الاعلام والثقافه والشباب والرياضه والمراه والطفوله.

وفي حزيران/يونيو من العام الماضي اقر المجلس التشريعي الفلسطيني ادخال تعديلات الي قانون الانتخابات رفع بموجبها عدد اعضائه من ‪ ۸۸‬الي ‪۱۳۲‬ عضوا، يتم انتخاب نصفهم عبر نظام القوائم الحزبيه النسبيه، والنصف الاخر عبر نظام الدوائر (مرشحون منفردون).

واستنادا الي قانون الانتخابات الجديد فيتوجب على كل مرشح (منفرد) دفع مبلغ الف دولار اميركي كتامين، والحصول علي توقيع ‪ ۵۰۰‬موء‌يد ممن لهم حق الاقتراع ضمن دائره المرشح الانتخابيه، اما فيما يتعلق بالمرشحين ضمن القوائم الانتخابيه فيرتفع مبلغ التامين الي ‪ ۶‬آلاف دولار عن كل قائمه بالاضافه الي الحصول علي توقيع ‪ ۳‬آلاف موء‌يد من الناخبين.

واشترطت اللجنه وجود امراه واحده على الاقل من بين الاسماء الثلاثه الاولى في القائمه وامراه واحده على الاقل من بين الاسماء الاربعه التي تلي ذلك وامراه واحده على الاقل في كل خمسه اسماء تلي ذلك.