الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
قوات الاحتلال تطلق النار على فتاة بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن في البلدة القديمة بالقدس

انطلاق فعاليات مؤتمر القدس الدولي في رام الله

نشر بتاريخ: 27/06/2009 ( آخر تحديث: 27/06/2009 الساعة: 17:33 )
رام الله - معا- انطلقت في قصر رام الله الثقافي، اليوم السبت، فعاليات مؤتمر لقدس الدولي بعنوان " هوية القدس الثقافية بين الاصالة والتهويد"وسط مشاركة رسمية وشعبية فلسطينية عربية واسلامية .

وقد بدأت فعاليات المؤتمر بكلمة للرئيس الاعلى للجنة المؤتمر وزير الاوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش ، حيث أكد ان انعقاد هذا المؤتمر يأتي للتأكيد على عروبة القدس واسلاميتها وتمسكا بهويتها الفلسطينية، مشيراً الى ان مدينة القدس في العقيدة الاسلامية والتراث العربي ليست مجرد مدينة وحسب وانما هي عقيدة تسكن القلوب وهي عقيدة تُستمد من آيات خالدة.

كما قال الهباش:"انه ورغم الجدار والحصار وتهويد المدينة الا ان القدس ستبقى عربية اسلامية والعاصمة الابدية للدولة الفلسطينية المستقلة"، مؤكدا في الوقت ذاته انه لايوجد فلسطيني واحد يمكن ان يفرط بحبة تراب من تراب القدس وان الرئاسة الفلسطينية متمسكة بها الى الابد .

من جانبه اكد ممثل الرئيس محمود عباس وامين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم انه وبعد مرور اثنين واربعين عاما على الاحتلال لاتزال المدينة المقدسة تأن تحت وطئة هذا الاحتلال وهي المدينة العربية منذ ستة الاف عام.

كما أشار عبد الرحيم الى ان علاقة العرب والفلسطينيين بالقدس هي علاقة عميقة ولايمكن لكل عمليات تزوير الحقائق والوقائع " من استيطان وتدمير وهدم للبيوت " لايمكن لذلك ان يلغي حقيقة ان القدس فلسطينية عربية اسلامية حتى وان بنيت الاف الكنس اليهودية في المدينة وحفرت الالاف الانفاق .

وأردف عبد الرحيم: "إننا ونحن نحتفل بالقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، هذه المدينة العربية الهوى والتاريخ والثقافة كانت ومازالت تربط بين الأصالة والمعاصرة رغم كل عمليات التهويد والاستيطان الإسرائيلية، وهي حافظة التاريخ العربي الإسلامي – المسيحي، وحاضنة الآثار عبر التاريخ، مما جعل منها مدينة التعددية والانفتاح على الآخر، استقطبت البشر من كل الأديان والثقافات ولم تغلق بابا أمام أحد إلا للمحتلين والغاصبين، الذين أرادوا الاستئثار بها وبتاريخها، ونفي روايتها التي نسجها أبناؤها من الفلسطينيين العرب منذ كنعان ويابوس الأول حتى الآن".

وشدد عبد الرحيم على ان سياسة اسرائيل على ارض الواقع تؤكد للقاصي والداني ان اسرائيل غير معنية بالعملية السلمية وهذا ما اكده خطاب نتنياهو الاخير الذي اسقط القدس وملف اللاجئين وحل الدولتين وشرّع الاستيطان وطالب باعتراف فلسطيني بيهودية الدولة.

وفي النهاية اكد الطيب عبد الرحيم ان الجانب الفلسطيني لن يستمر في العملية السلمية الى مالانهاية دون الوصول الى اتفاق ينهي الاحتلال ويرفع المعاناة عن الفلسطينيين، وانه لا جدوى من العملية السلمية دون حلّ ملف القدس وفقا للشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام .

بدوره اكد رئيس المجلس الاداري للجنة العليا لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 ورئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية د. رفيق الحسيني اكد ان من اهم اهداف هذا المؤتمر هو ابراز مكانة القدس في الحياة الفلسطينية اليومية الثقافية والتربوية والسياسية كما ان انعقاد هذا المؤتمر يأتي للتأكيد على التمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، منوها في الوقت ذاته ان مهمة الحفاظ على الهوية الاصيلة للقدس ليست سهلة وان المسؤولية تقع على الجميع على منظمة التحرير الفلسطينية على السلطة الوطنية وعلى المؤسسات التعليمية والدينية والمجتمعية وعلى النوادي والاحزاب .

وقد تحدث بعض المشاركين في المؤتمر عن رأيهم بالمؤتمر حيث اكد عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الاسلامية بالاردن د. حمدي مراد ان انعقاد هذا المؤتمر في هذا التوقيت بالذات مهم جدا في ظل الممارسات الاسرائيلية المتصاعدة في مدينة القدس وان على الساسة الاسرائيليين ان يعرفوا جيدا ان القدس هي روح مليار ونصف المليار مسلم.

وطالب الاستاذ الجامعي الجزائري د. زيدان محمد باسقاط مصطلح حائط المبكى من القاموس العربي واستبداله بمصطلح حائط البراق او حارة المغاربة.

وبدوره اكد رئيس الارشيف العثماني في اسطنبول أ. مصطفى بودار ان تركيا مهتمة جدا بموضوع القدس وهو على رأس سلم اولويات العمل التركي وان دائرة الارشيف العثماني تستعد لاطلاق كتاب جديد يحتوي على كل الوثائق العثمانية المتعلقة بالقدس بشكل خاص .

وقد احتوى اليوم الاول للمؤتمر على ثلاث جلسات حيث تطرقت الجلسة الاولى الى هوية القدس الثقافية من حيث اثار القدس قي الاسلام واهل القدس في صدر الاسلام والمسجد الاقصى وقبة الصخرة، قيمتهما الدينية ومكانتهما في نفوس المسلمين بالاضافة للحديث عن الرؤية التنموية لمدينة القدس، اما الجلسة الثانية فقد تطرقت الى موضوع القدس ورواية اليعقوبي والتعايش بين اتباع الاديان المختلفة في القدس الاسلامية وموضوع حرب الوراثة الايوبية(589-648 ) واثرها على الهوية الثقافية لمدينة القدس وموضوع مدينة القدس في فترة حكم خلفاء صلاح الدين الايوبي بين 1217-1260 بالاضافة الى موضوع بدء الصراع على هوية القدس: قضية الكنيس اليهودي من القرن الخامس عشر ميلادي ومكانة القدس الدينية ، وفيما يتعلق بالجلسة الثلاثة فقد تطرقت لموضوع اوقاف ابو مدين الغوث في القدس، وقراءة في كتب فضائل القدس في القرن العاشر الهجري، وجير الدين الحنبلي مؤرخا، ولقدس عند اوليا جلبي، ولدية القدس الشريف في العهد العثماني والقدس الارض والسكان 48-1958م .

يشار الى ان هذا المؤتمر يأتي برعاية الرئيس محمود عباس وبتنظيم من وزارة الاوقاف والشؤون الدينية وبإشراف من عميدة مؤسسة احياء التراث والبحوث الاسلامية " بيت المقدس " أ . لبنى سليمان وضمن احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام الفين وتسعة ، هذا ومن المفترض ان تستمر فعاليات مؤتمر القدس الدولي يوم غد في فندق الجراند بارك برام الله .