الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

التجمع الوطني المسيحي ينظم ندوة حول الاستيطان في القدس

نشر بتاريخ: 08/07/2009 ( آخر تحديث: 08/07/2009 الساعة: 13:58 )
القدس- معا- نظم التجمع الوطني المسيحي أمس ندوة حول الاستيطان في مدينة القدس المحتلة تلاها جولة للبؤر الاستيطانية في البلدة القديمة شارك فيها 25 متطوعة ومتطوع أجنبي من الذين يقدمون خدماتهم لأهالي الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال مؤسسات كنسية وانسانية مختلفة.

وتضمنت جولة البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة المستوطنة التي أقيمت على أنقاض حارة الشرف و باب المغاربة ويقطنها أكثر من 2500 مستوطن و باقي البؤر الاستيطانية داخل أسوار البلدة القديمة و التي يقطنها حوالي 1000 مستوطن من المتطرفين الموزعين على 70 موقع.

وقدم ديمتري دلياني رئيس التجمع الوطني المسيحي في نهاية الجولة شرحا عن طبيعة المؤسسات الاستيطانية الاسرائيلية و مصادر تمويلها الخارجي المعفي من الضرائب في غالب الأحيان. وأضاف دلياني أن أبرز هذه المؤسسات الاستيطانية: عطيرات كوهنيم (تاج الكهنة) وهي مدعومة بشكل رئيسي من رجل الأعمال اليهودي الامريكي المتطرف ارفينغ موسكوفيتش.و توراة كوهنيم (العاد) وعطيرات ليوشناة (تجديد الاستيطان في البلدة القديمة) و مدرسة شوفوبنيم (عودوا ايها الابناء) و غرشون سلمون (اولياء مدينة داود).

وبيّن دلياني أن هذه المؤسسات الاستيطانية تحظى بدعم و تعاون من ما يسمى ب"بلدية القدس" و وزارة الداخلية و المحاكم الاسرائيلية التي تعمل وفق نصوص قوانين و ضعت لتخدم أهداف هذه المؤسسات، بالاضافة الى دعم مؤسسة حارس أملاك الغائبين و غيرها من الأذرع الحكومية و شبه الحكومية التي تعمل وفق سياسة ممنهجة ومدعومة ذات صبغة متطرفة و عنصرية تهدف الى تهجير المواطنين الفلسطينيين من منازلهم و استبدالهم بمستوطنين متطرفين معادين للسلام وغير معترفين بالحقوق الوطنية للفلسطينيين ولا حتى الحقوق الدينية للمسلمين والمسيحين.

وأشار في معرض شرحه الى الأساليب الملتوية التي تستخدمها المؤسسات الاستيطانية العنصرية للنيل من منازل الفلسطينيين مستعيناً بمواد منشورة في الصحف الاسرائيلية و منها اعترافات عملاء ساهموا في تسهيل عمليات الاستيلاء على الممتلكات العربية.

وأكد دلياني على أن النشاط الاستيطاني الاسرائيلي غير الشرعي في المدينة المحتلة بحسب المواثيق و الاتفاقات الدولية يتزامن مع مخطط حكومي اسرائيلي يهدف الى تهجير المقدسيين و يتمثل ذلك بانتهاكات تقوم بها دولة الاحتلال للحقوق الفردية والجماعية للمواطنين المقدسيين من خلال عمليات هدم المنازل الفلسطينية حيث أصدرت المؤسسة التي يطلق عليها الاسرائيليون اسم "بلدية القدس" ما يزيد عن 1200 أمر هدم لمنازل فلسطينيين خلال السبعة أشهر الماضية، بينما تواصل الأذرع الاحتلالية الأخرى للحكومة عملية سحب الهويات وفرض مزيد من القيود على إجراءات جمع الشمل ، وحصار القدس عبر جدار الضم و التوسع العنصري، وفرض الضرائب و المخالفات الباهظة، واعاقة الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية، ومنع الفعاليات الاحتجاجية السلمية. وأضاف دلياني أن ممارسات الاحتلال لا تفرق بين مسلم و مسيحي بل هي موجهة ضد كل من هو غير يهودياً.

وشدد أن الحل للمعاناة التي يعيشها المقدسيين هو حل سياسي يتطلب تدخل دولي عاجل لتطبيق المواثيق الدولية الكفيلة بحماية المواطنين الذين يعيشون تحت الاحتلال.

وطالب أن يكون تجميد الاستيطان الذي ينادي به الرئيس الأمريكي باراك اوباما و الاتحاد الأوروبي متضمن للبناء الاستيطاني في البلدة القديمة بالقدس وخاصة في محيط حائط البراق كونها منطقة محتلة لا تختلف سياسياً عن أية بقعة أخرى من أراضي الضفة الغربية.

وبدوره قال جاشوا دانيالز أحد المشاركين في الجولة بأن الوضع السياسي و الانساني في القدس لا يطاق وأن الممارسات الاحتلال فيها هي السبب الرئيسي لانعدام السلم و الامان.

وقدم دانيالز الشكر للتجمع الوطني المسيحي لتنظيمه الندوة والجولة مؤكداً على ضرورة التواصل مع لجان التجمع المختصة لتقديم العون في فضح الممارسات الاسرائيلية في القدس بهدف دفع الحكومات في جميع انحاء العالم للضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان في القدس وخاصة في البلدة القديمة و التقدم في عملية السلام.