الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس بين الايديولوجيا والحكم/ بقلم : روني شكيد - يديعوت احرونوت

نشر بتاريخ: 30/01/2006 ( آخر تحديث: 30/01/2006 الساعة: 17:00 )
معا- هناك الكثير من الشك حول موقف قادة حماس من النصر الجارف الذي حققته الحركة في دورة الانتخابات الفلسطينية الاخيرة ويبدو ان قادة الحركة غير سعيدين بهذا النصر الذي وضعهم ودون سابق انذار امام الكثير من المعضلات التي يتوجب عليهم التعامل معها ضمن هامش مناورة ضيق جدا .

قادة حماس لا يملكون الاجابة الشافية حول كيفية اقامة سلطة او حكومة توفق بين الايديولوجيا الاسلامية المتطرفة وواقع شديد التعقيد يتطلب الكثير من البرغماتية .

لنفرض ان حركة حماس القت بالجهاد كوسيلة لتحقيق اهدافها جانبا وإعترفت باسرائيل واجرت معها المفاوضات وتنازلت عن حلم إقامة دولة الشريعة فلن تعود حماس وستفقد مقوم وجودها وتميزها وهذا ما لن تفعله حركة حماس لذلك سنجدها متمسكة بأفكارها ورؤيتها المتطرفة التي استمدها من مدرسة الاخوان المسلمين .

عشية الانتخابات تحدث قادة الحركة عن إمكانية تحقيق إنجاز يتراوح بين 30% -40% يمكنهم من المشاركة المحدودة في السلطة والحكم دون ان يلقي على عاتقهم المسؤولية الاقتصادية والسياسية لكن صندوق الانتخابات افشل خطة الحركة وحرمها من إمكانية الاستمتاع من عالمين مختلفيين المقاومة والدولة .

ان حركة حماس على دراية تامة بالحقيقة العنيدة المتمثلة باستحالة نجاح اي حكومة فلسطينية دون تنسيق معين ولو بالحدود الدنيا مع اسرائيل وهذه مشكلة اخرى تواجه حماس السلطة .

وفي هذا الجو الملبد بغيوم المشاكل والتناقضات تجد حماس صعوبة بالغة في ايجاد طريقها الواجب شقه بين الايديولوجيا والسلطة وبين المقاومة والسياسة لذلك عمد قادة الحركة الى ارسال الرسائل المتضاربة والتي تحمل اكثر من معنى وتفسير ومن هنا يمكن فهم سعي الحركة المستميت لاقامة حكومة وحدة وطنية من شأنها ان تخفف بعض المسؤوليات عن كاهلها .

وضمن هذا السياق نجد حماس تبحث عن شخصية فلسطينية غير معروفة بانتمائها لحماس لتكلفها بتشكيل الحكومة العتيدة .

قادة حماس يبذلون جهدهم لايجاد صيغة تمكنهم من تشكيل الحكومة الجديد وتساعدهم على الامساك بزمام السلطة دون ان يجدوا انفسهم مجبرين على نزع سلاحهم او التسبب بانهيار إقتصادي شامل .

وحتى هذه اللحظة لا يمتلك قادة حماس حلولا ابداعية لهذه المعضلات وإذا لم تستطع الحركة ذلك ستجد نفسها مجبرة على العودة للعمل التنظيمي بعيدا عن اروقة السلطة وهذا ما يشكل اغلى امنيات حركة فتح .