السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشهيد احمد رداد: قتلوه وسط صرخات اطفاله.. بابا.. بابا !

نشر بتاريخ: 07/02/2006 ( آخر تحديث: 07/02/2006 الساعة: 17:43 )
نابلس- معا- عندما يدقق الناظر في مشهد جريمة الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال فجر اليوم ، في حي رفيديا بمدينة نابلس، فإنه يصاب بالصدمة من هول المشهد ، إذ أقدمت قوات الاحتلال على عملية اغتيال الشهيد احمد رداد ( 35 عاماً ) القائد العام لسرايا القدس في الضفة الغربية بينما كان في بيته وبين اطفاله ..

وقال فراس البكري وهو احد ضباط اسعاف الاغاثة الطبية، وهو من اوائل من صعد الى البناية السكنية لتفقدها بعد انتهاء العملية العسكرية، حيث وصف البكري مشهد الشهيد قائلا : لا رأس للشهيد اذ اصيب اصابة مباشرة نتيجة اطلاق قذيفة، ونتيجةً لذلك تطاير دماغه والتصق على جدران الغرفة التي كان متواجداً فيها.

وفي مشهد آخر من الصدمة، عويل النساء وصرخات اطفال الشهيد، اذ ان طفلته التي لم تتجاوز الثلاث سنوات كانت تبكي وتردد كلمة " بابا ... بابا "، اضافة الى اخيها ساجد ابن الاربع سنوات الذي لم يكف عن البكاء ايضاً.

وعلى ضوء هذا المشهد لم يستطع المراسلون والمصورون الصحفيون القيام بعملهم، فتركوا اقلامهم وكاميراتهم متأثرين بهذا المشهد الانساني.

وروت زوجة الشهيد احمد رداد في حديث خاص لمراسل معاً في نابلس، تفاصيل تصفيته قائلة:"انتقلت انا وزوجي واطفالنا للسكن في مدينة نابلس منذ اربعة أشهر فقط، وكان زوجي حريصاً على عدم الخروج من المنزل، وبالكاد كان يخرج منه حيث انه لم يغادره منذ ثلاثة ايام".

وحول ظروف وتفاصيل عملية الاغتيال، قالت : " كنا نائمين جميعاً، واستيقظت على صوت خلع باب الشقة، في محاولة لاقتحام الشقة والدخول ، وما هي الا لحظات حتى بدأت مكبرات الصوت تطلب "من بداخل الشقة بتسليم انفسهم". وبدوري قمت بايقاظ زوجي الذي اشار علي باخذ الاطفال والخروج ليبقى وحده في البيت، وخرجت انا والاطفال ووضعوني بدايةً في دورية عسكرية واطفالي يرتجفون من البرد والخوف.

واضافت انه وخلال تواجدها في الدورية عوملت بقسوة، ثم جاء ضابط اسرائيلي سائلاً اياها اذا كان احد متواجد في المنزل، فاجابت بالنفي، فكرر السؤال مرة اخرى، وكانت نوعية السؤال من اشكال التهديد، فصممت على موقفها بأن لا احد داخل المنزل، وعندها حاولوا دخول الشقة الا ان الشهيد اشتبك معهم واوقع في صفوفهم اصابات.

وتضيف زوجة الشهيد "ام ساجد" ان الضابط نقلها الى احدى العمارات المجاورة وطلب منها ان تنادي على زوجها لتسليم نفسه، الا انها ردت عليه بأن احمد كما تعلمون لن يسلم نفسه ويفضل ان يموت شهيداً، الا ان ضابط المخابرات قال لها يبدو انك لا تعرفينه جيداً، احمد خطير جداً باعماله التي قام بها ضد اسرائيل.

وفي محاولة اخرى من اجل الضغط عليها قالت: " اجبروني وفوهات البنادق فوق رأسي بأن ارسم مخططاً للشقة لاستيضاح مداخل والتقسيمات الداخلية للشقة، فقمت بالرسم مكرهة خوفاً على اطفالي الذين لم يكفوا عن البكاء وترديد كلمة "بابا .... بابا".