الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

خسارة فتح بهدف ذاتي ... هل يوصل حماس للدور النهائي؟!!

نشر بتاريخ: 10/02/2006 ( آخر تحديث: 10/02/2006 الساعة: 12:56 )
بيت لحم- معا- كتب المحرر السياسي- في ظل ضبابية الصورة، وعتمة المشهد، فان استدعاء المصطلحات الناظمة والحاكمة لقوانين اللعبة الرياضية التي تكاد تتماهى مع قوانين اللعبة السياسية، يبدو ضروريا لجهة سبر غور المشهد واستشراف معالمه واستكناه معانيه التي بدت عصية على أولى الالباب والراسخين في علوم السياسة ودهاليزها وانعطافها الحادة.

فبعد أن انفض السامر، وبات حبر الانتخابات وصور الناخبين وشعاراتهم على رأى طرفة بن العبد " كباقي الوشم في ظاهر اليد"....وبعد أن بردت الروس الحامية وإنطفأ وهج الشعارات الرنانة والخطابات الساخنة، بدأ الحديث يأخذ منحى اكثر اعتدالاً وبراغماتية، من الطرف الذي قفز الى سدة القيادة على حين غرة، ودون استعدادٍ نفسي أو لوجستي لهذه المفاجأة التي وصفت بالزلزال.

فحماس التي طالما انتبذت لنفسها مكاناً قصياً عن الحلول السلمية، وطالما وصفت سلطة الحكم الذاتي المحدود بسلطة " الكناسة والحراسة" وجدت نفسها فجأة تحمل أثقال تلك السلطة التي طالما جنبت الحركة نفسها عن التمتع بامتيازاتها باعتبارها" رجس من عمل الشيطان" .

ولئن غادرت الحركة الأم التي قادت النضال الوطني طيلة أربعة عقود خلت مكرهة تحت ضغط الممارسة الديمقراطية التي وصفها الزعيم البريطاني تشرتشل ذات يوم بأنها" أسوأ النظم السياسية .... إلا أنه لا بديل عنها".. نقول لئن غادرت الحركة الرائدة للنضال سدة القيادة، لتمارس دوراً لم تعتد على ممارسته، ولتقول كلاماً غادرته منذ سنوات، فإن رغبتها وشهيتها لاستعادة ما فقدته لن يغادر عقلها وهي تستذكر تلك الليلة الطويلة التي غيرت الخارطة السياسية ليس في المشهد الفلسطيني فحسب بل والدولي المفتوح على تغييرات جغرافية وديموغرافية.

الهدف الفتحاوي الذاتي الذي هزم الفريق الاكثر دهاء في قيادة سفينة النضال في بحر لجي من خلال "196" الف صوت بددها المستقلون حسب ما قاله عضو المجلسين التشريعي والثوري محمد دحلان من شأنه ان يدفع بالحركة المكلومة في كبريائها لاعادة حساباتها وتصويب مساراتها وتغيير لاعبيها واعادة رسم التحالفات والاصطفافات ومعالجة الندوب التي طرأت على الحركة بقدر قدرتها على مقارعة الخطوب.

في المقابل فان الحركة الصاعدة الى الحلبة السياسية لا تزال تعاني حالة ارتباك في خطابها اذ تبدو كلماتها متقاطعة وخطواتها مرتبكة ، وهي تشق طريقها نحو ممارسة الحكم بتشكيل الحكومة الجديدة التي يتوقع ان تبصر النور بعد ترسيم المجلس التشريعي الجديد يوم الثامن عشر من الشهر الجاري وتكليف الرئيس محمود عباس لرئيس الاغلبية البرلمانية في المجلس الجديد بتشكيل الحكومة.

ويبقى السؤال المفتوح هل هزيمة فتح بالهدف الذاتي من شأنها ان توصل حماس للدور النهائي؟