الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا بعد الانتخابات ؟؟ بقلم الاسير رأفت جوابرة - سجن نفحة

نشر بتاريخ: 13/02/2006 ( آخر تحديث: 13/02/2006 الساعة: 11:30 )
خاص بوكالة معا : تشتعل ساحة الوطن في هذه الايام القليلة المتبقية للانتخابات جدلا ما اذا كانت الانتخابات ستعقد بموعدها في الخامس والعشرين من كلنون ثان ام لا تعقد هل ستجري انتخابات في القدس بنفس المعايير التي جرت عام 96 ام لا هل؟ هل هناك اطراف من حركة فتح معنية بتاجيل الانتخابات ام لا ؟ هل سيضع الاسرائيليون العراقيل امام حركو حماس ام لا ؟ .

كل هذه الاسئلة واسئلة اخرى تطرح نفسها في هذه الايام العصيبة القليلة المتبقية على العرس الديمقراطي الاهم في حياة الفلسطينيين بمشاركة كبرى حركات المعارضة واحد عشر قائمة انتخابية لاول مرة مما سيشكل منافسا حقيقيا للحركة التي نسجت مشروع السلطة الفلسطينة ولعل هذا التنافس هو الذي دفع البعض وسط حالة الفوضى التي تعم حركة فتح الى محاولة تاجيل الانتخابات حتى يتسنى لملمة صفوف الحركة وتوحيد كل كل الانقسامات داخل فتح حتى تحصل الحركة على النسبة الحاسمة التي تؤهلها للمضي قدما بالمشروع السياسي الذي تينته منذ سنوات ولكن من غير المؤكد ان هذا سيحدث في فترة زمية محددة فيجب ان لا ننسى انه كان من المفترض ان تعقد هذه الانتخابات في السابع عشر من شهر تموز لعام 2005 لا ان مناورة قام بها اعضاء حركة فتح من المجلس التشريعي ولا سباب داخلية ادت الى تاجيل الانتخابات للتاريخ الحالي فماذا بقي من مناورات بعد ذلك ولا يخفى على احد انه جرت محاولات عديدة لتاجيل الانتخابات سواء بالضغط على الاخ محمود عباس او محاولة بث الفوضى والرعب في الساحة الفلسطينة بشكل يومي بعدم قدرة السلطة على توفير الامن في مراكز الاقتراع من خلال اقتحام مكاتب لجنة الانتخابات بقوة السلاح والسيطرة وتهديد كل العاملين بالمشروع الانتخابي بما فيهم المراقبون الدوليون والذي صرح احد مسؤولي احد الاجنحة العسكرية امام عدسات الكاميرات انهم سيكونون هدف سواء للقتل او الاختطاف ولعل ما جرى من احداث بين انه ليس فقط هناك رغبة جامحة عند البعض لعرقلة الانتخابات او رسمها بما يلائم مصالحه بل هناك ترجمة لهذه الرغبة باحداث يومية تهدف لزعزعة الامن والاستقرار هذا من جهة ومن جهة اخرى بدات الولايات المتحدة واسرائيل بوضع السيناريوهات فيما لو نجحت حماس بالحصول على غالبية مقاعد البرلمان من خلال التلويح بفرض مقاطعة وحصار سياسي واقتصادي على السلطة .

هذه الاحداث جميعها تجعلنا نتطلع بحذر الى اليوم الذي يلي اعلان نتائج الانتخابات فايا كان التنظيم الفائز فامامه تحديات كبيرة جدا لا يستطيع اي تنظيم لوحده ان يواجه هذه التحديات وخصوا وسط هذا الدمار الذي خلفه الاحتلال وهنا يجب التركيز على ناحيتين الاولى تفعيل المفاوضات مع اسرائيل وتجنيد راي عام دولي للضغط على اسرائيل لخلق ام سياسي مما يؤدي الى حالة الاستقرار والشعور بالامن وهذا يتطلب تصحيح الاداء التفاوضي بالاستفادة من اخطاء الماضي.

اما الثانية على الصعيد الداخلي وهذه معركة لا تقل خطورة عن الاولى فهناك الكثير من التعديلات التي تنتظر ممثلي الشعب الفلسطيني لواجهتها في كل الميادين وخصوصا في مجال محاربة الفساد والفوضى وتحقيق الامن والامان للمواطن من خلال التاكيد على وحدانية السلطة والسلاح وسيادة القانون مع ضرورة اصلاح السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية وهذا يتطلب ان نناضل جميعا حتى لا يكون الخامس والعشرين من كانون الثاني متوجا لاعمال الفوضى والتخريب وبداية عصر الظلام كما يراهن الكثيرون ولنحول هذا اليوم الى يوم ميلاد لتحقيق الحلم الفلسطيني .