تفاصيل تنشر لأول مرة لجميع عمليات الخلية القسّامية في رام الله

رام الله-خاص:نشر موقع عز الدين القسام تفاصيل اعتبرها تكشف لاول مرة حول عمل خلية عسكرية من خلاياها في منطقة رام الله .
وجاء في نص النشر : مع انطلاق انتفاضة الأقصى ، عقب اقتحام شارون للمسجد الأقصى في 27/9/2000، انطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام بكل اذرعها تسطر أروع ملامح البطولة في ردها على جرائم القوات الصهيونية في المناطق المحتلة، لتطال يدها المجرمين حتى في عقر الكيان الصهيونية المغتصب في مدن "تل الربيع" و" أم خالد" ومدينة القدس المحتلة والخضيرة والعفولة..، زلزلت في الكتائب الكيان الصهيوني، وتنوع عملها في ردها على الجرائم الصهيونية بالعمليات الاستشهادية حيناً، واختراق "الشاباك" الصهيوني وتصفية بعض ضباطه حيناً آخر، وبإطلاق الصواريخ وصفر الأنفاق أسف المعسكرات الصهيونية وتفجيرها حيناً آخر.

ولكن الذي لم يكن ظاهراً بشكل جلي للمتابعين لآخر التطورات في مجالات عمل الكتائب، هي الإشتباكات الميدانية وعمل مجاهديها ضد الجيش الصهيوني والمغتصبين الصهاينة في الضفة الغربية، حيث سطرت كتائب القسّام أروع وأجرأ عمليات المواجهة المباشر بالسلاح وجهاً لوجه، وبشهادة قادة الجيش الصهيوني.

في السطور القادمة سنروي لكم وحصرياً على موقع " القسّام" القصة الكاملة للخلية الأعقد في تاريخ الكيان في مدينة رام الله والتفاصيل الدقيقة لتخطيط وتنفيذ جميع عمليات الخلية في العمل العسكري المباشر"الاشتباكات المسلحة، بعد أن التقى مراسلنا العديد من أعضاء الخلية في السجون الصهيونية، سردوا له خلالها أبطالها تفاصيل الأحداث بالتسلسل منذ بداية تكون الخلية وحتى اعتقال أفرادها جميعا.

اللَّبنات الأولى:

مع اندلاع الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى الثانية عقب دخول شارون لباحة المسجد الأقصى المبارك، انطلق جنود كتائب الشهيد عز الدين القسّامي يدافعون عن حمى الإسلام، وبدأ التفكير بإنشاء هذه الخلية نظراً لكون منطقة رام الله تزخر بالمغتصبات التي تحيط بها من كل جانب وتخترقها الكثير من الشوارع الالتفافية المخصصة للمغتصبين اليهود، وبهذا كانت الفكرة على إنشاء خلية قسّامية تكون مهمتها اصطياد المغتصبين على الشوارع وحرمانهم من الأمن وتجريعهم من نفس الكأس الذي جرعوه لأبناء شعبنا، وعليه فقد اتفق كلا من المجاهدين: احمد النجار"بلدة سلواد"، وابن عمه المجاهد خالد النجار، والمجاهد هشام حجازي"بلدة المزرعة الشرقية"، على إنشاء هذه الخلية داخل معتقلهم في سجن "مجدو" شمالي فلسطين المحتلة، حيث كانوا خلال تلك الفترة معتقلين لدى القوات الصهيونية، ويكونوا هم نواة الخلية القسّامية، في حين تم الاتصال في خارج السجن مع المجاهد جاسر البرغوثي"قرية كوبر"، والذي قام بدوره بتشكيل خليته العسكرية والتي تكونت من عدد من المجاهدين وهم: المجاهد مراد البرغوثي"قرية كوبر"، والمجاهد ياسين أبو ربيع"قرية المزرعة الغربية"، والمجاهد زياد الصوص من قرية "أبوشخيدم"، والمجاهد يونس مساعيد من مدينة "طوباس"، والمجاهد مجدي النعسان من قرية "المغير" قضاء رام الله، وكان هؤلاء المجاهدين هم عبارة عن نقاط ميتة في الخلية، بمعنى أن أيا منهم لا يعرف بقية أفراد الخلية، باستثناء المجاهد جاسر البرغوثي الذي كان الرابط الوحيد بينهم.

تمويل الخلية:

وبعد أن وضع المجاهد القسّامي القائد جاسر البرغوثي الخطة العامة لعمل الخلية وتكوين أفرادها، بدأ بالبحث عن التمويل المناسب لوضع جميع الخطط واقعا على الأرض، فقام ولهذا الأمر بالعمل على فتح خطين لتمويل، الأول خارجي: حيث بعث مندوبين من كتائب الشهيد عز الدين القسّام، إلى لبنان للتدرب لدى "حزب الله"، وجلب التمويل المتاح معهم، أما خط التمويل الداخلي: فقد كلف به الشهيد القائد حسنين رمانة الذي استشهد في عملية اغتيال مع ثلاثة من قادة القسام في مدينة رام الله في أواخر العام2003، والذي كان حلقة وصل الخلية بقائد كتائب الشهيد عز الدين القسّام في الضفة الغربية بالمطارد "إبراهيم حامد" والمطلوب رقم "1" للقوات الصهيونية.

وبهذا رسم البرغوثي نواة لخليته الوليدة، بعد أن انتهى من الإعداد الجهادي بالتدريب والدورات العسكرية، والحصول على المال اللازم لتمويل الاحتياجات من العدة والعتاد.

اكتمال تشكيل الخلية:

ومن هنا يتبين أن طرفي تأسيس الخلية هما القائدان المجاهد جاسر البرغوثي خارج السجن ومن داخله الأسير المجاهد: هشام حجازي، والذي كان يعد لإكمال أفراد باقي الخلية من السجن، ليقوم بعدها المجاهدان القسّاميان البرغوثي وحجازي يبحثان عن القائد الفذ ليتسلم قيادة الخلية ليقع اختيارهم بعد طول نقاش وتمحيص على المجاهد: احمد النجار لما كان يتمتع به من صفات الشجاعة، والجرأة في التصدي قياساً على ما أبداه من التصدي لإدارة سجنه في محاولاتهم سحب بعض إنجازات الأسرى.

بدأت الخلية العسكرية والتي شكلها المجاهد جاسر البرغوثي بالعمل قبل خروج الخلية الأخرى من السجن بوقت قليل وذلك لظروف خاصة.

من جهته قام المجاهد هشام حجازي بتشكيل خلية عسكرية أخرى وتتكون من كل من: المجاهد محمود غصوب، والمجاهد نمر حميدة، والمجاهد هيثم رضوان، والمجاهد مجدي النعسان.

وبعد الإفراج عن المجاهدين من السجن، قام المجاهد احمد النجار بتشكيل خلية عسكرية أخرى مكونة من خمسة مجاهدين وهم: "المجاهد احمد حامد، والمجاهد خالد النجار، والمجاهد فرح حامد، والمجاهد مؤيد حماد، والمجاهد ياسر حماد"، وجميعهم كانوا في نفس السن، وكانت هذه الخلية تتلقى الأوامر من المجاهد جاسر البرغوثي، عن طريق المجاهد هشام حجازي الذي عمل كحلقة وصل بينهم.

قيادة الخلية وآلية العمل:

إذن أصبح هناك ثلاثة خلايا عسكرية الأولى: وقائدها مراد البرغوثي، والثانية: وقائدها المجاهد احمد النجار، والثالثة: وقائدها المجاهد هشام حجازي، وكل واحدة في هذه الخلايا لا يعلم عن إخوانه الآخرين شيء، فالرابط الوحيد بينهم جميعاً هو المجاهد هشام حجازي.

أما عن آلية عمل الخلية فكانت تتم عن طريق قيام المجاهدين أفراد الخلية بعمل دراسات ميدانية لتحركات الجنود الصهاينة والمغتصبين في المنطقة، ومن ثم يقوموا برفع دراسات للاماكن التي من الممكن استهدافها، حيث تقوم قيادة الخلايا الثلاث بدراسة ومدى التطبيق للدراسات التي رفعها إخوانهم المجاهدون، ومن ثم إما إعطاء الأمر بالتنفيذ أو تعديل بعض جوانب الخطة أو الاعتذار عن التنفيذ لأسباب معينة.

الخلية الأولى وقائدها: احمد النجار، وهو أمريكي الجنسية، ومتزوج له طفلة ولدت وهو في السجن.

تجنيده:

قام خالد النجار بتنظيمه شهر أغسطس 2002 لحساب الخلية، وبعدها بوقت قصير أوكل خالد النجار له قيادة الخلية ، لما كان يتمتع به من صفات القائد العسكري المطلوبة، والكفاءة اللازمة، ومن ثم أوكلت له مهمة تنظيم عدد من الإخوة ممن تتوفر فيهم الصفات المطلوبة للعمل العسكري الميداني.

أعضاؤها:

"فرح حامد و مؤيد حماد و ياسر حماد و احمد حامد" وبدأ التخطيط لإعداد العمليات ضد الجيش الصهيوني والمغتصبين، فكانت عملياتهم التي نفذتها لوحدها أو بمشاركة الخلايا الأخرى على النحو التالي:

عملية "مثلث ريمونيم" 18/11/2002:

يقع مثلث "ريمونيم" شرقي رام الله بالقرب من بلدة الطيبة، وهو مفترق يقيم عليه الجيش الصهيوني حواجز طيارة وبشكل يومي لتسهيل عملية مرور المغتصبين الصهاينة وإعاقة حركة المواطنين الفلسطينيين، وهو يرابط شارع نابلس- أريحا و نابلس-القدس.

ونظرا لكون هذه العملية الأولى للخلية القسّامية، فقد رأى القسّامي خالد النجار قائد الخلية أن يقوم هو بنفسه بعملية المراقبة والمعاينة لموقع العملية، ليتبين له أن القوات الصهيونية قد أزالت الحاجز العسكري المقام في خط 458"طريق ألون" مثلث "ريمونيم كرمليو" ، مما يتيح لهم القيام بعملية إطلاق النار على المغتصبين الصهاينة المارين بالطريق، دون كثافة معيقة لوجود الجيش في المنطقة.

حيث قام خالد النجار بعد أن رصد المنطقة المعنية بدقة كبيرة، بالتخطيط لسير العملية، وبعد أن تأكد من أن نسبة نجاحها عالية، كلَّف المجاهدين القسّاميان: مؤيد حماد و فرح حامد بمصاحبته لتنفيذها بعد أن شرح لهما شرحاً مفصلاً لتحركاتهم الميدانية، وطريقة العودة بعد إطلاق النار.

وفي حوالي الساعة الخامسة مساءً كان المجاهدون الثلاثة في منطقة العملية، وبعد أن جاءت السيارة المناسبة حسب خطة النجار، أعطى الإيعاز لأخوية ببداية تنفيذ خطة العملية، فقام المجاهد فرح حامد بإطلاق وابل كثيف من النيران على سيارة أحد المغتصبين الصهاينة المارين، فأصابها إصابة مباشرة في الصدر، حيث قتلت على الفور المستوطنة "استر غاليه" ورقم سيارتها 2457717، ليقوم المجاهدون بعدها بالانسحاب بأمان من المكان مباشرة قبل وصول التعزيزات العسكرية إلى المنطقة.

عملية "مفرق ترمسعيّا" 25/11/2002 :

بعد النجاح المميز للعملية السابقة، قرر المجاهدون ضرب منطقة أخرى للمستوطنين، فطلب خالد النجار من فرح حامد واحمد حامد أن يقوموا بتجهيز أنفسهم للقيام بعملية في منطقة أخرى، وكانت العملية الثانية في منطقة "ترمسعيا"، وبلدة "ترمسعيّا" تقع شرقي رام الله، وهي من كبريات قرى رام الله، وتقع شمال رام الله، وهي منطقة حيوية جداً بالنسبة للمستوطنين حيث يمر بجانبها الخط الاستيطاني60 وهو من الشرايين الرئيسية التي يستعملها المستوطنون، وبعد التحري الجيد عن المنطقة ووضع الخطة المناسبة للعملية القادمة، حيث توجه أحمد حامد وفرح حامد بسيارة إلى مفرق "ترمسعيّا" للقيام بإطلاق النار على سيارات المستوطنين.

وبعد توزيع الأدوار على المشاركين في العملية من حيث المراقبة، وإطلاق النار، والانتظار في سيارة الانسحاب، قام فرح حامد بإطلاق النار من مسدسه ومن "نقطة صفر"، على إحدى سيارات المستوطنين المسرعة من المكان، فأصاب السيارة، ولكن لسوء الحظ لم يصب أحد من راكبيها، ليقوم بعدها المجاهدون بالانسحاب إلى قواعدهم بسلام.

عملية "مفرق سنجل" 29/1/2003 :

قرية سنجل: تقع قرية "سنجل" شرق مدينة رام الله وقرب بلدة "ترمسعيا" ولها نفس صفاتها من حيث وقوعها قرب شارع التفافي رئيس يسلكه المستوطنون في المنطقة.

أما عن خطة تنفيذ العملية: فقد خرج المجاهدون: مؤيد حماد و ياسر حماد وفرح حامد وخالد النجار بعد رصد "مفرق سنجل" على الخط 60 والذي يمر منه المستوطنين للقيام بعمليتهم على ذلك الشارع.

فقام المجاهدون بانتظار الهدف، وهي سيارة تقل أربعة مستوطنين، وعندما لاح الهدف المناسب في الأفق، أعطى قائد الخلية الإيعاز لمجاهدين الاستعداد لبداية العملية، وعند النقطة المناسبة بدأ المجاهدون بإطلاق النار بغزارة من مسافة قريبة جدا على السيارة ومن مسافة لا تتعدى الأمتار.

وأدت هذه العملية إلى إصابة احد المستوطنين بالشلل الدائم حيث أصيب برصاصة في العمود الفقري، وهو "دبير كبترتي"، وإصابة مستوطن آخر بجراح خطيرة بعد أن تفتت يده من المرفق، وأدت الإصابة إلى جرح أخر وهو "يعقوب شتاينمتس".

عملية "جسر سلواد" الأولى 11/5/2003:

وبلدة "سلواد" من كبريات القرى التابعة لمدينة رام الله وتقع إلى الشرق منها، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على الشارع الاستيطاني 60 الذي يمر بمحاذاتها، وينتمي العديد من أفراد هذه الخلية لقرية "سلواد".

خطة العملية:

فابتدأت بالتخطيط للعملية، حيث كلَّف المجاهد القسّامي القائد احمد النجار المجاهد احمد حامد باستطلاع منطقة "جسر يبرود" على الخط 60، للتأكد من خلوه من الجيش في اليوم الذي تقرر تنفيذ العملية، وبعد التأكد من ذلك، قام المجاهد خالد النجار بنقل كل من احمد النجار وياسر حماد إلى مكان العملية، على أن ينقلهم بعد الانتهاء من العملية إلى بلدة "جفنا"، والتي من المقرر أن تنتظرهم سيارة أخرى ينتظرهم فيها المجاهد القسّامي احمد حامد.

وقد أناط المجاهد احمد النجار بالمجاهد مؤيد شكري مراقبة مكان تنفيذ العملية من مرتفع في أحد جبال سلواد، لتحذيرهم إذا وصلت دوريات جيش الاحتلال.

تنفيذ العملية:

فقد ابتدأ بأن انتقل المجاهدان احمد النجار وياسر حماد إلى الشارع العام للمستوطنين فوق "جسر يبرود" للتمترس في المكان المناسب لتنفيذ العملية، وفي تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً مرت سيارة تجارية لأحد المستوطنين الصهاينة، حيث رأى فيها المجاهدون الصيد الثمين، فأطلق المجاهد القسّامي احمد النجار النار على سيارة المستوطن فيما تعطلت بندقية ياسر حماد، ما أدى لمقتل المستوطن السائق "دافيد كسيون" على الفور بعد إصابته إصابة مباشرة في الرأس وانقلبت سيارته على جانب الطريق، وبعد هذه العملية مرت بالمكان سيارة أخرى، فأطلقوا النار عليها مباشرة، ولكن لسوء الحظ أصابت الرصاصات تنك الزيت في السيارة ولم يصب المستوطن فيها، ليقوم المجاهدون بعدها بالانسحاب من مكان العملية مباشرة تحفهم رعاية الله.

عملية "جسر سلواد" الثانية 20/6/2003:

بعد النجاح في العملية الأولى على هذا الجسر، تقرر إعادة الكرة على هذا الجسر وإطلاق النار على السيارات المارة للمستوطنين.

بعد التخطيط الدقيق للعملية كانت الخطة أن يتم التنفيذ خلال فترة صلاة الجمعة، نظراً لكون الطريق ستكون خاليةً تماماً من المواطنين فلسطينيين، وتم توزيع المهام من القيادة الميدانية على المجاهدين المختارين لتنفيذ العملية، وهم المجاهدون: "احمد النجار وفرح حامد وياسر حماد ومؤيد حماد وخالد النجار" لكي يأخذوا مواقعهم، فقام احمد حامد بجلب سيارة للانسحاب بها بعد تنفيذ العملية، وأنيط بخالد النجار وياسر حماد ومؤيد حماد و محمود غصوب مهمة المراقبة للمنطقة من أماكن متفرقة لحظة تنفيذ العملية والتغطية على المجاهدين، ووقع اختيار تنفيذ عملية إطلاق النار على المجاهدين: احمد النجار وفرح حامد.

تنفيذ العملية:

تنكر المجاهدان احمد النجار بزي امرأة عجوز ترتدي البرقع، وفرح حامد بزي رجل عجوز، وتوقفا على جانب الطريق فوق الجسر المذكور للتمويه على أنهم ركاب سيارات أجرة.

إلا أن المفاجأة غير المتوقعة كانت مرور جيب عسكري صهيوني، ولم يكن الهدف بعد استهداف الجيبات العسكرية والجنود الصهاينة منعاً من حدوث إشتباكات مسلحة لإيقاع اكبر قدر من الإثخان في الكيان الصهيوني وإيقاع اكبر عدد من القتلى في صفوفهم، تقدم الجيب العسكري المصفح بهدوء وتوقف بالقرب من احمد النجار وفرح حامد، فتأهب احمد النجار لأي طارئ قد يحث، وهمس في أُذن فرج :" إذا بده الله يغضب عليه .. يفتح الباب"!! كناية عن نيته إطلاق النار عليه، ولكن الجيب العسكري أكمل طريقه.

وبعد دقائق مرت من المكان سيارة تحمل لوحة تسجيل صهيونية من نوع "فوكس فاجن"، يركبها أربعة ركاب، فوجد فيها المجاهدان ضالتهما وعلى ذلك اتفق الاثنان بفتح النار عليها مباشرة عند المسافة المناسبة، فقام احمد النجار وفرح حامد بإطلاق وابل كثيف من النار على السيارة مما أدى إلى مقتل المغتصب الصهيوني الذي يقودها مباشرة، ولكن السيارة لم تنقلب، حيث بقيت رِجل صهيوني القتيل على دواسة البنزين الأمر الذي ساعدها على المسير لمسافة أطول، في حين كان والد القتيل بجانبه يحاول أن يتحكم بمقود السيارة إلى أن انقلبت على بعد 2كم من مكان إطلاق النار بالقرب من جسر "دير دبوان"، مما سهل على المجاهدين بالانسحاب وعدم معرفة مكان حودث العملية في الساعات الأولى، ولم تصل قوات الجيش إلا بعد 4 ساعات من تنفيذ العملية، حيث اعتقد الجيش أن عملية إطلاق النار تمت في المنطقة التي انقلبت فيها سيارة المغتصبين، وأدت هذه العملية لمقتل المستوطن "تسيفي جولدشتاين"، وإصابة والده "لورين جولدشتاين" الذي أصيب برصاصتين في الصدر، و"يوجين جولدشتاين" برصاصة في الصدر وأخرى في الكتف، و"ميخائيل جولشتاين" بالزجاج في أنحاء جسمها وعينيها. وبعد هذه العملية انسحب المجاهدون إلى قواعدهم بسلام.

عملية المغير شارع"458" 29/8/2003:

المغير: بلدة صغيرة تقع بالقرب من بلدة "ترمسعيا" شمال شرق رام الله.

وفي سياستهم المستمرة للرد على العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني، قام القسّامي القائد احمد النجار بإطلاع إخوانه: "احمد حامد وفرح حامد ومؤيد حماد" بالتخطيط لعملية جديدة في بلدة "المغير" شرقي رام الله.

وبعد فحص المنطقة المستهدفة وتوزيع مهام العملية بانتظار السيارة المناسبة، وفي حوالي الساعة 11:00 ظهراً ظهرت سيارة ميتسوبيشي حمراء اللون فيها عدد من المستوطنين، فقام احمد النجار وفرح حامد بتولي عملية إطلاق النار، على مما أدى إلى مقتل المستوطن "شالوم هرميلخ"، وإصابة زوجته "ليمور هرميلخ".بجروح متوسطة.

وبعد الانتهاء من تنفيذ العملية، قام احمد حامد و مؤيد حماد بنقل منفذي العملية إلى قواعدهم بسلام تحفهم رعاية الله.



عملية عين يبرود: أقوى عمليات القسّام في الضفة:


تعريف:

تقع قرية عين يبرود شرق مدينة رام الله، وتبعد عن المدينة ما يقارب 7كم، ويقطعها شارع استيطاني يربط بين شمال الضفة والقدس وجنوب الضفة، وهو الخط60 والذي يطلق عليه "خط الموت" كما يلقبه الصهاينة، وذلك لكثرة العمليات التي يقوم بها مجاهدو المقاومة عليه، هذه القرية الصغيرة والتي يبلغ تعداد سكانها2000 نسمة كانت مسرحًا لأقوى العمليات العسكرية ضد الجنود الصهاينة، ولم تتم العملية بقتل الجنود الصهاينة فحسب بل قاموا بالاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم، وهزت العملية أركان الكيان الصهيوني بشهادته، حيث شغلت العملية الرأي العام وقتاً طويلاً لقوتها ودقة تنفيذها وعدم إصابة أي من المجاهدين المشاركين فيها بجراح تذكر، و نظراً لاعتقال المشاركين فيها بعد سنوات من الملاحقة فقد جاء الوقت للكشف عن التفاصيل:

البداية:

تبدأ قصتنا عندما بدأت قوات الاحتلال بتسيير قوات راجلة (مشاة) بين مغتصبة "بيت أيل" ومغتصبة "عوفرا"، التي تبعد عنها ما يقارب 5كم، فكان الجنود يسلكون طريقهم إلى المغتصبة المذكورة عبر قريتي: "بيتين" و"عين يبرود".

وكانت القوة تمارس خلال مرورها في هذا الطريق أقبح الأعمال الاستفزازية بحق أبناء هاتين القريتين؛ وذلك من خلال توقيف السيارات المارة، و تفتيش المواطنين، وإرهاب الأطفال، ولم يتوقف ذلك عند هذا الحد، بل قاموا في أحد المرات بالتحرش بفتاة من القرية بعبارات غير لائقة، وتوقيفها بحجة التأكد من هويتها، فوصل تفاصيل ما يجري إلى مسامع المجاهدين القسّاميين الذي اعتبروا ما يجري تجاوزٌ لا يمكن السكوت عنه، بل ويجب الاقتصاص من الفاعلين وتأديبهم، ولكن.. على الطريقة القسّامية.

فقام المجاهدون على مدار أسبوعين برصد هؤلاء الجنود وتحركاتهم، والوقت الذي تخرج فيه هذه الوحدة في جولتها اليومية، وتم وضع الخطة المناسبة من قبل قيادة الخلية بعد دراسة مستفيضة للمكان وطبيعة تحركات الجنود في المنطقة.

آلية التنفيذ:

كانت الخطة تقتضي بإطلاق المجاهدين النار من مسافة "صفر" لمباغته الجنود المارين، فقامت قيادة الخلية بتوزيع المجاهدين في الأماكن المناسبة حسب الخطة ما بين مراقبة وتغطية ومشاركة بعملية إطلاق النار.

انتظر المجاهدون في سياراتهم بمكان العملية منظرين خروج الجنود في جولتهم والأخبار من العيون في أول القرية حول انطلاق الجنود من القاعدة، وحين تأخر الجنود عن موعد خروجهم اليومي فاضطرت قيادة العملية لإرسال أحد المجاهدين لاستكشاف أمرهم، وحين وصل هذا المجاهد إليهم، أوقفه الجنود وانهالوا عليه بالضرب المبرح دون سبب، وبعد أن أطلقوا سراحه عاد إلى إخوانه وأخبرهم بما حدث، فابتسم بعضهم لأن الجنود لا يعلمون ماذا ينتظرهم بعد قليل من الوقت إن شاء الله.

بعد وقت قصير انطلق الجنود في بداية جولتهم وكانوا أربعة، وعندما وصل الجنود إلى منطقة قريبة من المكان المحدد، تمركز المجاهدون خلف أحد الأسوار المطلة على الشارع، وعند وصولهم إلى مسافة "صفر" كبّر قائد المجموعة، وكانت إيعازاً منه ببداية تنفيذ خطة إطلاق النار، وفي غضون أقل من عشر ثوانٍ كانت العملية قد انتهت بسهولة كبيرة.

بعد ذلك قام المجاهدون بجمع أسلحة الجنود ووضعها بالسيارة، والانطلاق بسرعة كبيرة نحو قواعدهم لكون القاعدة العسكرية قريبة جدًا من مكان تنفيذ العملية، ورغم اعتقاد المجاهدون وصول الجنود إلى مكان العملية في أي لحظة نظرا لصوت عملية إطلاق النار، إلا أن الذي حدث عكس ذلك تماماً، فقد وصل المجاهدون إلى قاعدتهم وأخفوا سلاح الجنود، إلا أن الجنود لم يعلموا بالعملية إلا بعد أكثر من نصف ساعة، عندما وصل جيب عسكري صهيوني بالصدفة إلى المنطقة، ورأى تجمع المواطنين يهتفون فرحين، فقام بإيقاف أحد الفتية الصغار في المنطقة وسألوه ما الذي يدور هناك، فأجابه الطفل بكل براءة: إن لكم جنودًا قتلى هناك قتلتهم جنود كتائب القسّام؟!!.

وعندما سمع الجنود ذلك تقدموا إلى مكان القتلى، وتفاجأوا بالجثث، فعادوا إلى القاعدة العسكرية ليعودوا بمعظم القوات الموجودة في المعسكر.

صُعق المجاهدون من سهولة تنفيذ العملية، وضعف أداء الجنود الصهاينة، لكونهم لم يطلقوا عليهم رصاصة واحدة، يقول أحد المشاركين في العملية: بأن المجاهدين أعدوا سيارة للإسعاف في حال أصيب أحد ما في الاشتباك، وكنا مستعدين لسقوط شهداء بيننا، وقال: صدق الله العظيم الذي قال: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" إلا أن الأمر كان عكس ذلك تماماً.

وقد قامت القوات الصهيونية باعتقال أعضاء الخلية كافة، وهم ينتظرون أحكامًا تصل إلى السجن المؤبد عدة مرات ، بسبب العديد من العمليات التي وقعت على مدار السنوات الثلاث من عمر الانتفاضة ما يقارب 18قتيلاً و25جريحًا من المغتصبين وجنوده، وهم على النحو الأتي:

جاسر البرغوثي/كوبر-رام الله..مشارك رئيسي.

أحمد النجار(يحمل الجنسية الأمريكية)سلواد-رام الله..مشارك رئيسي.

محمود غصوب/المزرعة الشرقية-رام الله..مشارك رئيسي.

خالد النجار/سلواد-رام الله..مشارك رئيسي..

مؤيد حماد/سلواد-رام الله..مشارك رئيسي.

هشام حجاز/المزرعة الشرقية..مشارك رئيسي.

ياسر حماد/سلواد-رام الله..مراقب.

فرِح حامد/سلواد-رام الله..مراقب.

مراد البرغوثي/كوبر-رام الله...مراقب.

10. ربيع حميدة. مراقب.

وهناك بعض الأسماء التي شاركت في العملية والتي لن نذكرها لدواعٍ أمنية.

تفجير جيب عسكري في بلدة المغير6/10/2003 :

قام احمد النجار بإبلاغ أفراد خليته أن هناك عملية تفجير لجيب عسكري ستحصل، وأنهم سيقومون بنقل عبوة ناسفة وزنها عشرون كغم إلى بلدة "المزرعة الشرقية" شرقي رام الله، وبعد نقلها، استلم العبوة هشام حجازي مسؤول الخلية الأخرى، والذي قام بدوره بنقلها عن طريق ربيع حميدة إلى بلدة المغير والتي تبعد عدة كيلو مترات عن بلدة المزرعة الشرقية، والتقى بكل من محمود غصوب ومجدي النعسان وهما أعضاء خلية أخرى لهشام حجازي.

بعد رصد الجيب العسكري الذي يمر من الطريق الترابي بالقرب من بلدة "المغير"، تقرر تفجيره، حيث قام مجدي النعسان بحفر حفرة للعبوة الناسفة، وقام بمد سيلك تفجيري موصل مع بطارية على بعد 100م من مكان مرور الجيب.

وبعد الانتظار مر الجيب العسكري في ساعة متأخرة من الليل، فقام المجاهد مجدي النعسان بتفجير العبوة، والتي أدت إلى تدمير الجيب العسكري تدميرا كاملاً واحتراقه.

واعترفت قوات الاحتلال بإصابة احد جنودها، ولكن مجدي النعسان والذي فجر الجيب بنفسه قال: أن الجيب تحول إلى كومة خردة، فكيف نجا منه الجنود، وهذا ما يشكك في رواية الاحتلال.