الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

جريمة مروعة تصعق المواطنين في خان يونس إثر مقتل رجل مسن في مسجد وسط المدينة وسلب امواله!

نشر بتاريخ: 25/02/2006 ( آخر تحديث: 25/02/2006 الساعة: 12:14 )
خان يونس- معا- استيقظ سكان مدينة خان يونس فجر اليوم السبت على وقع جريمة قتل بشعة وقعت داخل المسجد الكبير وسط المدينة هزت أركانها وأبكت قلوب رجالها من هولها، بعد أن طالت رجلاً مسناً يأخذ من المسجد مسكناً له منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما.

وأفاد مسؤول في الشرطة الفلسطينية بالمدينة أنه تم العثور على جثة المواطن المغدور يوسف اسماعيل(62 عاما) داخل المسجد الكبير وسط خان يونس فجر اليوم قتيلا بعد تعرضه لعدة طعنات بالسكاكين من قبل مجهولين، مضيفاً أنه تعرض لاثنتي عشرة طعنة أردته قتيلا على الفور.

وأفاد شهود عيان من المصلين أنهم توجهوا لإيقاظ أبو كويك ففوجئوا بصمت الرجل فظنوه قد فارق الحياة طبيعيا، وبعد رفع الغطاء عنه شاهدوا القتيل غارقا بدمائه في منامه، ووجدوا جسده الضخم متعرضاً للطعن بالسكاكين, فيما أكد آخرون أن المغدور تعرض للسلب من قبل قاتليه.

وذكر مصدر في المباحث الفلسطينية أن عناصر المباحث هرعت إلى مسرح الجريمة داخل المسجد فور تلقيها بلاغاً حول ذلك، وشرعت بالتحقيق في ملابسات الجريمة بهدف الوصول إلى الجناة الذين ارتكبوا جريمتهم تحت جنح الظلام.

ورجح المصدر أن تكون الجريمة قد وقعت بدافع السرقة من قبل متعاطي المواد المخدرة الذين مات أكثر من واحد منهم في الآونة الأخيرة أثناء تعاطيهم لجرعات عالية من المخدر، مؤكداً مواصلة المباحث لعملية التحقيق حتى الوصول إلى الجناة وكشف هويتهم.

وسادت حالة من الغضب والحزن الشديدين كافة أرجاء مدينة خان يونس بعد انتشار خبر قتل الرجل الذي عرفته المدينة بطيبته وبساطته منذ قدومه إليها من شمال قطاع غزة.

وقد توافد المئات من المواطنين إلى المسجد بعد انتشار خبر الجريمة معبرين عن استنكارهم وغضبهم لما جرى, خاصة أن المساجد تعتبر ملاذاً آمناً لمن يقصدها.

وتشهد مدينة خان يونس موجة غير مسبوقة من جرائم القتل, خاصة خلال الاشتباكات المسلحة التي تشهدها الشوارع والحارات بين العديد من العائلات المتنازعة منذ أكثر من شهرين أسفرت عن مقتل نحو عشرة مواطنين وأصابة العشرات بجراح مختلفة.

وعبر الأستاذ تكريم البطة الذي شاهد القتيل داخل المسجد أثناء صلاة الفجر عن غضبه الشديد واستنكاره لعملية القتل داخل المسجد دون إكتراث لحرمته، مضيفاً أنه عرف عن القتيل منذ قدومه إلى المدينة وسكنه مسجدها الكبير مسالمته وطيبته الشديدة.

وقال البطة:" إن البشاعة ليست في جريمة القتل فقط، بل إن الابشع أن ترتكب الجريمة وسط بيت من بيوت الله التي تعد مكاناً آمناً لكل من دخلها، لكن ما رأيناه اليوم من انتهاك حرمة المسجد يجب أن يدق ناقوس الخطر بقوة بعد أن أصبحت كل الأماكن مباحة حتى المقدسات".

وتشهد المناطق الفلسطينية حالة من الفوضى الأمنية العارمة انتشرت مع اشتداد الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، ما أدى إلى قتل نحو ثلاثين مواطناً منذ مطلع العام (2006)، وهو أعلى معدل تصل إليه حالات القتل في الأراضي الفلسطينية.