الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورقة ابو مازن الاخيرة/ بقلم :روني شكيد - يديعوت احرونوت

نشر بتاريخ: 26/02/2006 ( آخر تحديث: 26/02/2006 الساعة: 17:10 )
معا- وقع ابو مازن في الفخ.. فهو من ناحية يحاول انقاذ السلطة الفلسطينية من مغبة السقوط في " مستنقع" التطرف الديني لكن فوز حماس الساحق جعل هذا الهدف بعيد المنال ومن ناحية اخرى يحاول منع حرب اهلية فلسطينية لكنه وحده لايستطيع ذلك وفي حال ادارت اسرائيل والولايات المتحدة من خلفها ظهرها لابو مازن لن يبقى امامه سوى التهديد بالاستقالة .

وعلى مرأى ومسمع من ابو مازن يدير رجال حماس حملة ذكية جدا بهدف الخروج من عنق زجاجة الحصار فها هو اسماعيل هنية ومن خلال لقاء صحفي مع صحيفة واشنطن بوست يربك الوسط الصحفي والقراء والجمهور على حد سواء ويبين استعداد حماس للتعامل الواقعي مع حقيقة وجود اسرائيل واحلال السلام ويعد بمستقبل زاهر ويسوق حماس على انها الحريصة على مصلحة الفلسطينيين واستقرار المنطقة جمعاء .

البناء السلطوي الفلسطيني يقسم الصلاحيات بين مؤسسة الرئاسة برئاسة محمود عباس والحكومة الفلسطينية برئاسة اسماعيل هنية ويضع الصلاحيات الداخلية في يد حكومة حماس في حين يحتفظ ابو مازن بالمفاوضات السياسية لذلك من السهل على اسماعيل هنية ان يتحدث عن هدنة طويلة الاجل وسلام المراحل بشرط الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران وتسويق الوهم الحماسي الجديد .

ولن يبقى امام ابو مازن سوى محاولة اطلاق استغاثة تصل عبر وسائل الاعلام الى اروقة البيت الابيض والدول الاوروبية واسرائيل كونها الجهات الوحيدة التي يمكنها مساعدته وتقوية رئاسته .

ابو مازن يعتقد جازما ان حكومة حماس ذات وجهيين وبوجود سياسة حكيمة يمكن احداث التغيير المطلوب وما تهديده بالاستقالة الا محاولة منه لاظهار اختلافه وتحديد المسافة بينه وبين سياسة حماس المتطرفة التي يحاول اسماعيل هنية ورفاقه اخفاءها بسيل من التصريحات المتضاربة .

الرئيس الفلسطيني يستطيع ممارسة الضغوط على الدول الغربية والايضاح لها بان مؤسسة الرئاسة التي يقف على رأسها تشكل العقبة الاخيرة او الحصن الاخير امام حماس التي من الممكن تقليد نجاحها في دول الجوار مما يشكل خطرا غير خاف على احد ويقلق البيت الابيض بشكل خاص مما يجعل من استقالته خطرا كبيرا يدخل المناطق الفلسطينية في فوضى سلطوية .

اذا ارادت دول الغرب الوقوف في وجه محور ايران - سوريا - حزب الله - عليها العمل على تقوية ابو مازن ومنعه من الاستمرار في هرطقات الاستقالة واتباع سياسة حكيمة تستطيع التمييز بين ابو مازن وحماس و هذا الامر ليس بالامر الهين الا انه ضروري جدا وحيوي لان البديل اسوأ بكثير مما نعتقد .