الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عن صحيفة هارتس : الانتفاضة الثالثة قادمة

نشر بتاريخ: 20/06/2005 ( آخر تحديث: 20/06/2005 الساعة: 19:50 )
ترجمة معا عن صحيفة هارتس
كتبها داني روبنشتاين


يعتقد الفلسطينيون ان من الصعب بمكان ان تصل العملية السلمية الى طريق مسدود خلال الفترة القصيرة القادمة ، أو على الاقل حتى ما قبل الانسحاب من غزة، وان حصل هذا فانه لابد سيكون بعد تنفيذ تلك العملية ببعض الوقت ، وعلى أبعد تقدير في أواخر هذا العام ، وان المفاوضات قد تصل الى نهايتها في حالة تم وضع حد لحالة التهدئة التي توصل اليها أبومازن مع الفصائل في القاهرة ، هناك الكثير من أوجه الشبه بين الاوضاع التي كانت سائدة عشية اندلاع الانتفاضة عام 2000 ، بعد خمس سنوات من تطبيق الاتفاقية المرحلية في اطار أوسلو واجتماع القمة" الفاشل" الذي ضمّ كل من عرفات ، باراك في كامب ديفيد وما يحدث الان.
يمكننا ان نتوقع نتائج مشابهة ، فالنقاط المركزية لحدوث أزمة تبدو واضحة للعيان ، ورغم دعوة مروان البرغوثي الفلسطينيين لاقامة احتفالات ضخمة بمناسبة الانسحاب ، الا ان المسؤولين الفلسطينيين يعتقدون ان ما سيحدث ليس انسحاباً خاصة وان هذا " الانسحاب " لن يتضمن السيطرة الفلسطينية على سماء ، وارض، اوماء الوطن كذلك لن يشمل اشرافاً فلسطينياً على المعابر الدولية من والى القطاع ، "( بدون سيطرة فلسطينية كاملة على المعابر الحدودية ، وبدون حرية كاملة بالحركة بين غزة والضفة ، ستتحول غزة الى سجن كبير) " هذا ما كان يميز الخطاب الاعلامي الفلسطيني في الاشهر القليلة الماضية ، ولا توجد امكانية في الافق للاتفاق على هذه المواضيع ، برغم حديث المصريين عن حدود رفح " معبر فيلادلفي " ،فهنا ايضا لا يبدو ان شيئا مشجعا قد حصل فالشرك الذي تتخبط فيه اسرائيل واضح للعيان ، فاذا ما بقي الجيش الاسرائيلي في منطقة المعبر"رفح- فيلادلفي",فلسوف يتحول ذلك الى ساحة للقتال ، اما اذا انسحب فانه سوف يكون معبراً أو ممراً للكثير من المواد سواء المسموحة أو الممنوعة .
هناك وضع مشابه لأزمة أخرى تتعلق بالجدار الفاصل الذي الذي يتم انشاءه في الضفة الغربية بشكل عام وحول القدس خاصة ، ويضاف الى ذلك كل ما يتعلق بالوضع الامني فيما يخص المواطن الفلسطيني ، فلقد حول مجموعة من المسلحين الضفة الى وضع غير مستقر ، هناك مشاكل واضطرابات واعتصامات لان المحامين والقضاة عاجزين عن العمل بسبب الاوضاع السيئة ، فهم يتعرضون لمعاناة كبيرة ، من ضرب وملاحقة وخطف ،،،،،الخ حتى المستشفيات لم تسلم من سوء الاوضاع .
في بعض الحالات تكون العناصر المسلحة عبارة عن مجموعات من الشباب المطلوبين الذين يعتقدون ان السلطة لا تستطيع معالجة او حل مشاكلهم ، واحيانا من اشخاص وعائلات لموقوفين او معتقلين والتي تشير تقديرات السلطة الفلسطينية الى ان عددهم يصل الى تسعة آلاف وعليه فان هؤلاء يقومون بالمظاهرات والاعتصامات بين فترة و أخرى وذلك من اجل تذكير أبومازن بقضاياهم .
على هذه الخلفية يحاول الفلسطينيون ان يتصوروا كيف ستكون موجة" العنف" القادمة ، انها لابد ستكون مختلفة عن الانتفاضتين الاولى والثانية ، فالانتفاضة الاولى سميت بثوره او انتفاضة الحجارة فلقد كانت تنشط بشكل مختلف واقتصرت على القاء الحجارة والمولوتوف واغلاق الشوارع ورفع الاعلام الفلسطينية ، والاضرابات ،اما الانتفاضة الثانية فلقد كانت أكثر عنفاً ، وكانت تتميز بالهجمات " الانتحارية " ضد الاهداف الاسرائيلية.
الانتفاضة الثالثة ، والتي بدت ملامحها تتبلور في غزة وسديروت سوف تكون ذو لغة ومضمون مختلفين ، و يمكن ان توصف او تدعى انتفاضة الاسلحة ذات التأثير العالي ، انتفاضة قذائف "مورتر، صواريخ ، هاونات " هذه الوسائل البدائية عملياً ، يتم تصنيعها على الاغلب في غزة ، لكن لن يطول الوقت لكي تمتد وتصل الى مدن الضفة الغربية ، هذه الاسلحة غالباً نتائجها ضعيفة وقليلا ما توقع خسائر سواء مادية أو في الارواح ، لقد اسمّاها مستشار رئيس الوزراء دوف فايسغلاس " بالاجسام الطائرة " ، وهي تسبب الخوف وتبعث الرعب ، وهذه من أكثر الاسلحة التي سوف تكون متوفرة لدى السلطة بعد الانسحاب من غزة ، وعندما يتم الانتهاء من بناء الجدار والحواجز في الضفة والقدس.
الانتفاضة الثالثة قادمة ، ولا مفر منها ، هكذا يعتقد الفلسطينيون خاصة في ظل ما تمارسه اسرائيل من خطوات أحادية الجانب،هذه الخطوات في اعتقادهم لا تمت للعملية السلمية بصلة ، ولكنها تأتي ضمن ما يمكن ان يسمى مصلحة اسرائيلية أمنية ، وعملية اعادة انتشارعسكرية .