الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نشطاء الجهاد المفرج عنهم من سجن أريحا.. بين خطر الاغتيال والوقوع في أسر الاحتلال

نشر بتاريخ: 27/02/2006 ( آخر تحديث: 27/02/2006 الساعة: 10:54 )
طولكرم- معا- أفاد مصدر في حركة الجهاد الإسلامي في حديث خاص لمراسل "معا" في طولكرم أن عناصر الحركة ممن كانوا في سجن أريحا مسبقاً هم عرضة للاعتقال أو الاغتيال في أي لحظة, مضيفاً أنهم أصبحوا مطاردين من غير أن يقوموا بأي نشاط في الحركة إلا لأنهم اعتقلوا لدى السلطة الفلسطينية وزجوا في سجونها.

وافاد مراسلنا في طولكرم نقلاً عن احد المعتقلين المفرج عنهم ( الذي رفض الكشف عن اسمه ) "إن عناصر الحركة المفرج عنهم مسبقاً تركوا في مدينة اريحا من دون حماية او حتى ارجاعهم من حيث اعتقلوا ( مدنهم او بلداتهم )".

واضاف الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عاماً من سكان بلدة علار شمال طولكرم "انه وكثير من زملائه في الحركة لم يكن لهم أي نشاط تنظيمي فاعل او مؤثر على الاحتلال الاسرائيلي سوى تنظيم المسيرات وتشييع الشهداء, إلا ان اعتقال جهاز المخابرات الفلسطينية لهم ونقل اسمائهم الى الجانب الاسرائيلي جعلهم مطاردين له منذ ذلك الحين, بل أنهم أصبحوا عرضة للإغتيال".

وعن ظروف اعتقالهم في سجن اريحا تحدث الشاب "كنا ممنوعين من استخدام الهاتف الا في اوقات تحددها لنا ادارة السجن وهي يومين في الاسبوع, وكل مكالمة نجريها تسجل لنا عبر جهاز تسجيل خاص "أي انها مراقبة", كما انه ذات مرة اتصلنا بوكالة "معا" الاخبارية لنخبرهم عن ظروف اعتقالنا, وقد عوقبنا بعد هذه المكالمة التي سجلت وزجوا بنا داخل الزنازين".

وتابع الشاب " عندما اضربنا عن الطعام مطالبين بتحسين ظروف اعتقالنا , كانت الادارة تراوغ معنا وتكذب علينا من خلال الوعودات التي تنقلها الينا لنقوم بإيقاف الاضراب , وذات مرة قررنا ان لا نوقف الاضراب حتى وان وعدت الادارة بشيء ايجابي , إلا ان " (....)" حضر بذاته الى السجن وقال لنا " ما تفكوا الاضراب , كلو البلاستيك , لن نلبي طلباتكم " , مما بعث في نفوسنا الحزن والاسف على تعامل السلطة هذا معنا " , كانوا يعاملونا بقسوة وكأننا اعداء لهم , بل كانوا احياناً يلقون الطعام لنا على الارض بشكل مهين ".

وعن كيفية اطلاق سراحهم من سجن اريحا تحدث الشاب " تم توقيعنا على تعهد من قبل المخابرات الفلسطينية , جاء فيه " انهاء العلاقة مع الجهاد الاسلامي , يمنع مغادرتنا لمدينة اريحا , أي استدعاء نتلقاه من المخابرات الفلسطينية نلبيه فوراً , أي شيء يحصل لنا خارج السجن السلطة غير مسؤولة عنه , ان تعرف السلطة ان اماكن تواجدنا , ان يقوم رب اسرتنا بكفالتنا " .

وعن حياتهم خارج السجن وبالتحديد في مدينة اريحا " قمنا بإستئجار بيوت على حسابنا الشخصي رغم اننا لا نعمل ونحمل اهلنا عبأ اكبر من السابق , كما اننا كنا متابعين من قبل عناصر المخابرات الفلسطينية في اريحا الذين كانوا يفاجئونا بإقتحام بيوتنا علينا وتفتيشها " .

وعن كيفية عودتهم الى مدنهم وبلداتهم في شمال الضفة الغربية وطولكرم " قمت بالخروج من مدينة اريحا عبر بطاقة هوية مزورة , وتمكنت من الوصول الى مدينة طولكرم بصعوبة بالغة حيث عرضت حياتي للخطر والاعتقال من قبل الاسرائيليين , وعند وصولي الى طولكرم قمت بزيارة اهلي حيث انني من علار شمال طولكرم وهي عرضة للإقتحام دوماً وبهذا هنالك خطر علي " .

وتابع الشاب " وهذا ما حصل , حيث انه ذات يوم قامت قوة اسرائيلية خاصة بمداهمة احدى المطاعم في بلدة علار بهدف اعتقالي واعتقال احد زملائي , الا انهم تمكنوا من اعتقال زميلي وتمكنت انا من الفرار من المكان بإعجوبة كبيرة وسط اطلاق كثيف للنار وملاحقة استمرت اكثر من ساعتين رأيت خلالها الموت امام عيني " .

وعن حياته هنا في مدينة طولكرم اضاف الشاب " لا استطيع ان اذهب الى اهلي في علار , ولا استطيع ان اخرج من مدينة طولكرم تفادياً للإعتقال , حيث ان معظم الناس هناك في علار يعرفوني وسهل الوصول الي , اما هنا في مدينة طولكرم فغالبية الناس لا يعرفوني وهنالك صعوبة بالوصول الي " .

وعن اماكن نومه وقضاء اوقاته " لا يوجد مكان محدد امكث وانام فيه , وطلبت انا وزملاء لي ايواءنا في مقرات السلطة الا انهم رفضوا , معظم اوقاتي متنقل هنا وهناك , لا استطيع العمل , ولا استطيع البقاء في مكان واحد " .

وعن المرحلة القادمة , وما هي اولوياته " من اهم اولوياتي انا وزملائي في حركة الجهاد الذين خرجوا من السجن حالياً هو اعادة ترتيب صفوفنا والعمل بشكل موحد خاصة ان حركة الجهاد تعرضت وتتعرض يومياً لضربات عديدة من قبل السلطة الفلسطينية والمحتل الصهيوني , ونعمل على اعادة الاتصال كالسابق مع قيادتنا لتنفيذ اوامرها " .