الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإحصاء الفلسطيني ينظم ورشة عمل حول مستويات المعيشة في الأراضي الفلسطينية 2006

نشر بتاريخ: 27/02/2006 ( آخر تحديث: 27/02/2006 الساعة: 15:40 )
رام الله -معا- دعا الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني جميع المعنيين في السلطة الوطنية الفلسطينية إلى ضرورة الاهتمام بالواقع المعيشي في الأراضي الفلسطينية من خلال إستغلال كافة البيانات والمعلومات المتوفرة لدى الجهاز من خلال تحليلها وإجراءها الدراسات العلمية عليها بهدف تشخيص الواقع الفلسطيني، ومن أجل تسليط الضوء على تدهور المؤشرات المتعلقة بمستويات المعيشة وذلك بهدف العمل في وضع الخطط والسياسات اللازمة للصمود في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها الجهاز المركزي خاصة بمستويات المعيشة في الأراضي الفلسطينية، صباح اليوم الاثنين في مقره الرئيسي بمدينة البيره حضرها العديد من ممثلي الوزارات والمؤسسات الرسمية والأهلية والجامعات والمؤسسات ذات العلاقة بالواقع الاقتصادي والمعيشي.

وأوضحت عناية زيدان مدير عام الإحصاءات السكانية والاجتماعية في الجهاز أن انعقاد هذه الورشة يأتي ضمن برنامج حوار المنتجين والمستخدمين والمدرج ضمن خطة الجهاز لعام 2006 من أجل رفع مستوى الوعي الإحصائي لدى القطاعات المختلفة للمجتمع الفلسطيني والتعرف على احتياجات المستخدمين للرقم الإحصائي من البيانات والمؤشرات الإحصائية التي يرغبون بقياسها.

وذكر مدير عام الإحصاءات السكانية والاجتماعية إن التغيرات السنوية التي تطرأ على المؤشرات الاجتماعية الرئيسية عادة تتسم بالبطء إلا أن ذلك لا ينطبق على المجتمع الفلسطيني، حيث أن التغيرات التي تحصل على المؤشرات الاجتماعية وخاصة المتعلقة بمستويات المعيشة سريعة وذلك بسبب الوضع الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني نتيجة للاحتلال والعدوان الإسرائيلي المستمر.

وبينت زيدان أن البيانات الإحصائية تشير إلى تغير مفاجئ في مستويات المعيشة منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28/9/2000 وحتى نهاية عام 2005، فقد ارتفع معدل الإعالة الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية من 5.3% إلى 5.9%، وتضاعفت معدلات البطالة وارتفعت نسبتها من 11.8% إلى 23.5% في الأراضي الفلسطينية، وكذلك ارتفعت نسبة الفقر من 20.3% إلى 25.6%، وانخفض دخل 57.4% من الأسر الفلسطينية إلى أقل من النصف.

وأضاف مدير عام الإحصاءات السكانية والاجتماعية أن الحواجز الإسرائيلية شكلت عائقا لأكثر من ثلث الأسر الفلسطينية في الحصول على الخدمات الصحية، كما أن أكثر من ربع الأسر الفلسطينية لم تتمكن من الحصول على الخدمة الصحية بسبب عدم وصول الكادر الطبي نتيجة للإجراءات الإسرائيلية.

ومن جانبه استعرض قيس حسيبا إحصائي مختص بالواقع المعيشي بالجهاز، المؤشرات المتعلقة بالموضوع المطروح، حيث أظهرت نتائج مسح إنفاق واستهلاك الأسرة إلى تراجع في مستويات المعيشة في الأراضي الفلسطينية. فقد بلغ إنفاق الأسرة الشهري في العام 2004 في الأراضي الفلسطينية (535) دينارا أردنيا مقابل (592) دينارا لعام 1996 أي أنه انخفض بنسبة 9.6% محسوبا بالأسعار الجارية. كما ويلاحظ انخفاض نسبة الإنفاق على الطعام من الإنفاق الكلي في العام 2004 مقارنة مع عام 1996. حيث شكلت حصة الطعام ما نسبته 36.0% من مجموع الإنفاق الكلي لعام 2004 مقابل 38.7% من عام 1996 أي بنسبة انخفاض مقدارها 16.0%. حيث بلغ متوسط الإنفاق النقدي على الطعام 192.6 دينارا لعام 2004 مقابل 229.3 دينارا لعام 1996.

كما وأشارت نتائج مسح إنفاق واستهلاك الأسرة إلى أن نسبة الفقر في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة استمرت بالارتفاع بعد العام 2000 مقارنة مع الأعوام 1996، 1997، 1998 حيث حدثت الزيادة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغت نسبة الفقر 19.8% في الضفة الغربية و37.2% في قطاع غزة لعام 2004 مقابل 14.5% في الضفة الغربية و33.0% في قطاع غزة لعام 1998.

وأشارت نتائج مسح أثر الإجراءات الإسرائيلية إلى ارتفاع نسبة الأسر التي ترى أنها بحاجة إلى مساعدة خلال الانتفاضة من 79.1% في دورة أيار-حزيران،2001 إلى 81.2% في دورة كانون ثاني-شباط،2002 ، ومن ثم انخفضت إلى 70.0% في دورة تشرين أول-كانون أول،2003 ، وكذلك انخفضت في دورة تشرين أول - كانون أول، 2004 حيث أصبحت 67.5% ومن ثم عاودت الارتفاع إلى 70.5% في دورة تموز-أيلول،2005.

وأما بالنسبة لأشكال التكيف التي اعتمدتها الأسر الفلسطينية للصمود اقتصاديا أمام إجراءات الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة فقد أشارت النتائج لمسح أثر الإجراءات الإسرائيلية على الأوضاع الاقتصادية للفترة تموز-أيلول ، 2005 لجوء 83.7% من الأسر في الأراضي الفلسطينية إلى الاعتماد على دخلها بصورة رئيسية، وأجلت 63.4% من الأسر دفع بعض الفواتير، و51.4% من الأسر قلصت من استهلاكها ونفقاتها، ولجأت 48.7% من الأسر إلى الاستدانة، وباعت 25.6% من الأسر مصاغ الزوجة، و18.7% من الأسر استخدمت مدخراتها.

وأما بالنسبة لنسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني استمرت بالارتفاع منذ العام 2000 مقارنة مع السنوات السابقة التي سبقتها فقد ارتفعت نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية من 14.1% في العام 2000 إلى 25.2% في عام 2001، وبلغت مستوى غير مسبوق في العام 2002 حيث بلغت 31.3%.

وبالنسبة للوضع الصحي فقد أشارت نتائج مسح جودة الحياة خلال الفترة 19-25/12/2005 أن 24.6% من السكان أن وضعهم الصحي أقل من المستوى الجيد، وأشارت نتائج المسح أيضا 13.6% من السكان غير راضين عن وضعهم الصحي، كما أفاد 25.6% من السكان أفادوا أن جودة حياتهم سيئة إلى سيئة جدا.

وأما بالنسبة لأهم وأولويات احتياجات الأسر الفلسطينية فقد أفاد 45.3% من الأسر الفلسطينية خلال الربع الثالث من عام 2005 أظهرت حاجتها للغذاء كأولوية أولى، ورأى 19.1% من الأسر حاجتها للمال كأولوية أولى، بينما أظهرت 15.2% من الأسر حاجتها للعمل كأولوية أولى وأما الأسر التي رأت أن حاجتها للعلاج كأولوية أولى فقد بلغت نسبتها 7.1% من الأسر الفلسطينية.

وقد ناقش المشاركون الموضوع من كافة جوانبه المختلفة وخصوصاً المؤشرات الإحصائية التي تم عرضها، وقدموا ملاحظاتهم حولها، بما يتلاءم مع احتياجاتهم، وفي النهاية تم الاتفاق على العديد من التوصيات الهامة حول الموضوع ولا سيما العمل في وضع الخطط والسياسات اللازمة للصمود في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا.