السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

شدّي حيلك يا بلد

نشر بتاريخ: 08/04/2020 ( آخر تحديث: 08/04/2020 الساعة: 18:00 )
شدّي حيلك يا بلد
الكاتب: صادق الخضور

بلدتنا الحبيبة ..بني نعيم، وكأن سماءها تلبدت بقلق، مهما كان القلق فمُزن الخير بالأمل ستجود، لتظلل سماء قد يتغير لونها لكنها أبدا منتصرة لمنطق التفاؤل على الوجوم.

أشجارها التي تعيش في هذه الأيام قمّة فرحتها بعد أن ارتدت الأرض حلّة قشيبة زاهية، تتلمس دربها نحو الروح الظامئة المتعطشة لكل جمال، وكأنها تتذكر قول  الشاعر: أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا.

شدّي حيلك يا بلد، وظلّي بلدتنا مستشرفة آفاقا، متوهجة طموحا وانطلاقا... ما عهدناك يائسة، فكيف يدخل اليأس قلب ديار لطالما تألقت زهوّا وإشراقا.

تعود بنا الذاكرة، وتأخذنا الصورة إلى حيث الحي الذي ناجاه عز الدين مناصرة ذات يوم:

 سمعتك عبر جمر الصيف أغنية خليلية
تظل ترنُّ خلف التلّ منسيّه
إذا ما استنسمت ريحاً بوادي الجوزِ...غربيّة
تظل تنوح ما ناح الحمام على سواقي الحب
فوق ضفائر الزعرور
وفي المذياع، أصوات، علامات أثيرية :
خليليّ أنتَ يا عنب الخليل الحرّ لا تثمر
وإنْ أثمرت، كن سمّاً على الأعداء,
كن علقم!!!

هو العنب توارى، لكن الصوت لن يتوارى، والحقول عائدة بعد أن يتوارى الكورونا إلى غير رجعة، وبمشيئة الله، كلما ألمّت بنا نائبة، وتعالى السؤال : ثم ماذا؟ كان الجواب بأمل يفارق دوحة الروح، من عمق روحنا يبقى الأمل مرسلا جوابا..هيهات أن تغدو أرضنا يبابا.

ستعود البلابل إلى شدوها، وستستعيد المناظر الجميلة روحها الأخاذّة...الأمل لا يصنعه التنظير، ونحن لا نستجديه، فهو جزء من طين جبلنا بها، وعليها، وستعاود المشاهد استعادة ما تعطّل من وميض الأمل.

شدّي حيلك بلدتنا، وكوني مرآة لنفوس لا يخالجها الشك لحظة في أن الأزمة عابرة، واجعلي من حضورك " بني نعيم" شاهدا على أن الأمل في القادم لا يُفارق.

في ظل الجائحة، نطل عليها، وتطل علينا، وفي حال وجد كل منا الآخر فلا خطر، سيبقى الحبل السريّ للمشاعر كفيلا ببقاء العلاقة، فالعلاقة مع الأمكنة تقترن بحب سريّ لا ينقطع بصراخ، بل يتجدد وصله كلما كان.

أهو صراخ في ليل طويل، كذاك الذي عبر عنه جبرا ذات يوم؟ أم هي خلاصة ما قاله جبرا" كسرة خبز من بلد الخبز تكفيك"..شدّي حيلك بلدتنا، وثقي أن الأمل باق ما بقي الأوفياء... غدا سيزول الوباء، وسنجعل من أروقة الروح مكانا لتبقى فيه هذه اللوحة الزاهية من جمال الطبيعة معلقّة على جدران الوفاء.

شدّي حيلك، وظلّي درة، وعلى جبين الزمن غرّة، رعاك الله وحماك، والشدّة وحتى إنْ اقترنت بجائحة فهي حتما زائلة..المهم في معادلة الأمل لأنّا في حال فقدناه فلن نكتب أي معادلة.

شدّي حيلك يا بلد