الجمعة: 10/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نصوص أدبية..

نشر بتاريخ: 22/05/2020 ( آخر تحديث: 23/05/2020 الساعة: 00:05 )
نصوص أدبية..
الكاتب: نداء يونس

جلسة علاج بالكهرباء

اترك على الاشجار المعاني الناضجة


هذه،
لا تنفع في منح فمي
لذة التخيل.


انا صياد للحصى في قيعان الانهار
للجروح من شفرات السكاكين
للمدن التي يسكنها الغبار
للمشاعر التي اعتادت المطاردة
لصوت حوافر متعبة
لبكاء الفزاعات في الحقول
للكلاب التي تحمل علامات على عيوب في السلالة
للكلام الذي يقوله احدهم بعد جلسة علاج بالكهرباء
ليديك التي تصاب بالحساسية حين تلمس فمي
لخيوط الظل تحت الشرفات
لورد لم تدجنه الحديقة
لشرخ سماوي بعد ألفية طويلة
للتشققات بين اصابع قدمي حارس
امام الباب الخطأ،
للخطأ.


تمنحني اليعاسيب فكرتها عن التحليق،
هناك اجنحة أخرى
تنمو بصمت
وتحلق بخفة.


ترانزيت،
هكذا اصف الرحلة،
حتى تلك التي مع السماء.


اود ان اتخلص من كل الدلالات
ربما اكون اليعسوب
الذي لم يذهب الى الكُتّاب
الذي لم يجلس مع التلاميذ ليأخذ حصته
من الكلام المعلب،
ولم يلقنه الاباء النشيد.


ما المكان؟ فكرة
ما الزمن؟ ورقة في السجل المدني
ما الحب؟
- هل تجرؤ ان تقول انه الذي
يحشو الفزاعات في حقول الله
الذي يعطيها اجنحة
والذي يمنحها بكارة الكلام
وانه الذي يحمل سكينا
ويحفر.


تعبت يد الحفارين
تعبت اجنحة اليعاسيب
تعب كاتب الديْن
تعب الكِتاب
والدرج تحت الشقوق
والرخام تحت عش طائرين من الحجر
والثياب
والجسد
والابواب.


كان الارتجاف
ثم الصرير
ثم الخوف
ثم الرغبة في تحطيم الوظيفة الدائمة للاشياء.


كان يمكن ان تشتغل الفزاعات بجعات
والرخام راقصا
والباب معلما
والثوب موظفا في دار للنشر
او صحيفةً يومية
واليعاسيب محافظين في البنك المركزي
والادراج سيدات متشحات بالسواد
والجسد ....
هذا الذي .....
ماذا كان وماذا يعمل؟
اي شيء
ربما،
لكن ليس موظفا في حكاية السماء.


لم يكن قلبي وحده،
كانت ترافقه المزامير التي في الكتاب
وكلما تخيل انه حفظ دوره
فاجأه الغياب.


لم اكن لاطمئن
كانت تفاجئني الرؤى
ولم اكن اعرف اين يمكن ان تعمل
دون ان يطالبها شرطي ببطاقة هوية
او تصريح
ودون ان تضطر الى القول
بأنها طالعة من كتاب قديم
وانها كانت امس
موظفة في دار المزادات.


هل كانت مصادفة اذا
ان ارى
صوت اجنحة اليعاسيب
في هذه المرآة.

قندول

رأس فارغ،
لا اصوات، لا خوف، لا ذكريات، لا قلق وقلبي عامر بهذا الحب،
ماذا اكون لولاه ..

يا الله ....حشوتنا،
هذا الطين يحتمل ويحمل ما لا يمكن ان ندركه
لولا اللغة ...

ثم ان أطفو ..
تماما، كائن خرافي في ماء الروح،
الصمت موسيقى هائلة
الاتجاه سؤال أبله
وقلبي ساحة للصدى الاخضر

يا الله ...
للجسد ان لا يحتمل ثقل الاعتراف
وان لا يحكي قصة الطوفان،
لولا الرعشة ...

كان الماء
وكان مركب السماء
وكنت في الحكاية
الجبل

ثم حدث،
شجرة تهتز في مدى ريحك يا رب
ارض لغيمتك
جسد لاشتغال رؤاك؛
انا

ماء لطوفانك
غزالة لسهم النور
خشب لمراكب النص الذي يعبر الانهار
دون ان يسعى لاطفاء الحرائق
التي على سطحه؛
انا

انا السلم الباقي اليك
لا يصعد في طريق الغيب اليك
سواي

يا الله .....
يقول الرمل للسيد الماء:
رأيتك حين اتحدنا
لك جسدي،
اسمع، صوت اللحم في هذه المقلاة

يبدو القندول التهابا في الارض
لكنه الذي لم يعد يصبر،
يا الله،
امنحي شوكه القاسي
وارتفاع عنق العطش.