الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة: الهيئة المستقلة تطالب باتخاذ الاجراءات لمنع تكرار حالات الانتحار داخل مراكز الاحتجاز

نشر بتاريخ: 04/06/2020 ( آخر تحديث: 04/06/2020 الساعة: 10:49 )
غزة: الهيئة المستقلة تطالب  باتخاذ الاجراءات لمنع تكرار حالات الانتحار داخل مراكز الاحتجاز

غزة- معا- طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" الجهات المختصة في غزة بالعمل الجاد على منع تكرار حوادث الانتحار داخل مراكز الاحتجاز.

وقالت انها تنظر بخطورة لحادثة انتحار الشاب معاذ ابو عمرة صباح الجمعة الماضية والتي تكررت داخل مراكز الاحتجاز والتوقيف ومراكز الإصلاح والتأهيل في قطاع غزة.

وذكرت انها أصدرت بيانات وتقارير تقصي حقائق مفصلة خلال السنوات الماضية، طالبت خلالها الجهات الرسمية اتخاذ عدد من التدابير والإجراءات لمنع تكرارها، منها: حادثة وفاة المواطن مصطفى فايق عبد ربه سلمان (17عاماً)، التي وقعت بتاريخ 22/9/2017 إثر إقدامه على الانتحار داخل نظارة مركز شرطة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وحادثة وفاة المواطن وليد عبد العزيز الدهيني (30 عاماً)، بتاريخ 20/6/2018 أثناء احتجازه في مركز شرطة رفح (المباحث العامة).

وأكدت الهيئة في بيان لهاأن غياب المساءلة والمحاسبة للمسؤولين في الحوادث السابقة التي انتحر فيها أشخاص في مراكز الاحتجاز أو حاولوا الانتحار، شكّل أحد الأسباب الرئيسة لتكرارها، وأن أيَ حالة وفاة داخل مراكز الإصلاح والتأهيل تتطلب أعلى قدر من المتابعة والتحقيق من قبل الجهات الرسمية المختصة.

وجددت الهيئة مطالباتها بضرورة المراجعة الشاملة لظروف السلامة في جميع مراكز الإصلاح والتأهيل ومراكز الاحتجاز في القطاع بحيث يتم مراعاة ارتفاع الشبابيك ومستوى الحماية لضمان عدم استخدامها في أي من أغراض إيذاء النفس أو تعريض حياة النزلاء للخطر، كما تشدد على المتابعة الطبية، والرعاية النفسية للنزلاء، كون النزيل خلال فترة احتجازه يكون عرضةً للإصابة بأي انتكاسة نفسية قد تكون سبباً في انحراف تفكيره وإقدامه على إنهاء حياته، مع ضرورة الالتفات إلى أي تهديدات بالانتحار قد تصدر عن أي من النزلاء، وأخذها على محمل الجد.

وطالبت النيابة العامة في قطاع غزة بالتحقيق الفوري في الظروف المحيطة بوفاة المواطن أبو عمرة، ونشر نتائج التحقيق، وتعزيز وسائل حماية النزلاء سواء باتخاذ التدابير الخاصة بوسائل الأمن والحماية في أماكن الاحتجاز، وتأهيلها وصيانتها باستمرار، وتفعيل الرقابة عليها، وحماية النزلاء أنفسهم بتقديم ما يلزم من دعم وتأهيل نفسي تتطلبه فترة الاحتجاز وما تتركه من آثار سلبية على المحتجزين.

وحسب توثيقات الهيئة فإن المواطن أبو عمرة كان محتجز في نظارة شرطة دير البلح منذ تاريخ 30/3/2020، وبتاريخ 29/4/ 2020 تم نقله إلى مركز إصلاح وتأهيل المحافظة الوسطى، بعد رفض الإفراج عنه بكفالة مع المفرج عنهم بسبب جائحة كورونا.

وأشارت الى انه وبعد حضورها عملية تشريح الجثة، ومعاينة مكان الحادثة في مركز الإصلاح والتأهيل، وحصولها على إفادات من ذوي النزيل المتوفى، ومن نزلاء تواجدوا في نفس المركز، واطلاعها على التقرير الطبي الرسمي بالخصوص، توثق الآتي:

عند الساعة 7:30 صباح يوم الجمعة الموافق 29/5/2020، لاحظ أحد نزلاء غرفة (9 ب) في مركز إصلاح وتأهيل الوسطى، وعددهم 8، أن النزيل معاذ تأخر في الحمام الموجود داخل الغرفة، أكثر من المعتاد، وطرق باب الحمام بغرض استخدامه عدة مراد دون رد، عندها أبلغ شاويش الغرفة الذي بدوره طلب حضور عنصر أمن، وتم كسر باب الحمام فوجدوه معلقاً بحديد شباك الحمام مربوطاً بواسطة بلوزة.

وأفادت إدارة المركز أن النزيل كانت حالته الصحية والعقلية جيدة ولم يكن بأخذ أي نوع من العلاجات الطبية أو النفسية، وكان قد طلب الخروج فترة العيد، ولكن لم تتم الموافقة لعدم وجود سند مصالحة مع الطرف الآخر، وحسب الإدارة فإنه أجرى اتصالاً مع والدته يطلب منها الإسراع في إجراءات المصالحة أو الكفالة ليتمكن من الخروج، علماً بأنه يتيم الأب.

وقد توصل تقرير طبيبالهيئةالمنتدب للمشاركة في تشريح الجثة، إلى أن سبب الوفاة هو قصور في التروية الدموية للدماغ وقصور في الجهاز التنفسي، وتبين من خلال الفحص الظاهري عدم وجود علامات عنف على الجسد، ووجود تغير في الجلد أعلى الرقبة من الأمام بعرض 3 سم تقريباً متجهة لأعلى الرقبة حتى أسفل الأذنين، وهذا التغير ذو لونين بعرض 1سم في الوسط بلون بني غامق، وأعلى منه وأسفل منه بني فاتح على طول التغير في لون الجلد.

ووفقاً لمعاينة باحثيالهيئةلمكان الحادثة، لوحظ أن باب الحمام المصنوع من الألمونيوم، مكسور جراء فتحه بالقوة، وشوهد كرسي الحمام، أسفل شباك حوالي 80×80 سم، من الخارج قفص حديدي ومن الداخل المونيوم وشبك، ويبعد أعلى الشباك عن الأرض حوالي 3 متر.