الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الـ C.N.N التعامي عن الحقيقة.. كنيسة البشارة نموذجاً

نشر بتاريخ: 04/03/2006 ( آخر تحديث: 04/03/2006 الساعة: 17:24 )
القدس- معا- دان سياسيون واعلاميون فلسطينيون التغطية المنحازة وغير الموضوعية للاعتداء الذي ارتكبه متطرفون يهود على كنيسة البشارة في مدينة الناصرة داخل الخط الاخضر, من قبل وسائل الاعلام الاجنبية والاسرائيلية, خاصة شبكة الاخبار الامريكية" "CNN.

وكان تقرير CNN حول الاعتداء اشار الى هذا الاعتداء بالقول "مفرقعات تشعل احداث شغب في كنيسة بالناصرة دون ان يشير التقرير الى اسم الكنيسة على اهميتها التاريخية, ودون ان يحدد هوية المعتدي رغم اتضاحها والاكتفاء بالقول انه "مجهول" في حين يحمل تقرير CNN سكان الناصرة المعتدى على كنيستهم التاريخية بأنهم " محليون" اشتبكوا مع الشرطة ومنعوا طواقم الاسعاف من الوصول.

في حين يتبنى التقرير فقط رواية الشرطة الاسرائيلية للحادث, والتي بررت دوافع منفذيه بأنهم اشخاص غريبي الاطوار ومختلين عقلياً, دون الاشارة الى اي رواية للمعتدى عليهم من اهل الناصرة.

ووصف الكاهن الاب ايلي كرزم من مدينة الناصرة هذه التغطية الاعلامية بأنها تحريف للحقائق وعرضها بطريقة مبهمة دونن الاشارة الى المعتدي, وكأنها لا تريد تحميل المعتدين اية مسؤولية.

واضاف: "يجب ان نضع النقاط على الحروف, فالاعتداء هو اعتداء اياً كان مقترفة, اما ان نبرر للمعتدي بانه شخص مجنون فهو غير مقبول, علما ان من يقوم بمثل هذا العمل لا بد ان يكون مصاباً بلوثة في عقله, وهو في المحصلة عمل سيء ومدان".

واكد الاب كرزم ان ردة فعل ابناء الناصرة على الاعتداء على كنيستهم كان مبرراً وطبيعياً, وليس مطلوباً منهم ان يقوموا ببحث اجتماعي ونفسي على عقل مرتكبي الاعتداء, ما كان مؤكداً لهم هو ان يهودياً اقتحم كنيستهم واعتدى عليها, واضاف:" الكنيسة تعمل دائما من اجل الحق, وهي تبحث عنه, وهذا مهم ايضا لوسائل الاعلام ننبهها اليه, فاذا كان هناك دعوة للرحمة والمحبة, هناك ايضا حق يجب ان يظهر".

من ناحيته دان د. احمد صبح وكيل وزارة الاعلام الفلسطينية الاعتداء على كنيسة البشارة كما استنكر التحيز الاعلامي في تغطية ما جرى, وقال: الجميع مطالب بادانة هذا التحيز, وعلى العالم المسيحي رفع صوته عاليا ازاء هذه الاعتداءات وازاء اخفاء الحقيقة الذي تمارسه بعض وسائل الاعلام".

واكد د. صبح ان مثل هذه التقارير الممنهجة تنم عن عنصرية فاضحة لمن يكتبها وينشرها فلو كان المعتدي فلسطيني او عربي او مسلم لقامت الدنيا ولم تقعد.

واعتبر وكيل وزارة الاعلام الفلسطينية الاعتداء على كنيسة البشارة بأنه نتاج التطرف السياسي الرسمي في اسرائيل, وليس نتاج ظواهر مختلين عقلياً واجتماعياً واقتصادياً.

واضاف" للحقيقية وجهان": تطرف يسود اطرافاً دون رقيب او حسيب, وعجز السلطات الاسرائيلية عن حماية الاماكن المقدسة".

كما انتقد الاعلامي المقدسي خضر خضر بشدة التغطية الاعلامية لـ CNN لمجريات الاعتداء على كنيسة البشارة, وقال: الحدث الاساسي كان الاعتداء على الناصرة, وليس ما يسمى بـ " اعمال الشغب" كما يشير التقرير, والذي تجاهل ايضا هوية المعتدي واكتفى بالاشارة اليه على انه " شخص" وليس كيهودي.

واضاف: قضية اخرى لا بد من الاشارة اليها وهي ان المكان المعتدى عليه هو كنيسة, وفي ظل الاحداث العالمية الجارية الآن من المهم للقاريء او المستمع او المشاهد ان يعرف ديانة المعتدي, وبالتالي لو كان هذا المعتدي مسلم لأبرزوا ذلك في عناوين تقاريرهم "مسلم يحاول تفجير كنيسة" لكن CNN ركزت على ما سمته "اعمال الشغب" التي تلت الاعتداء ولم يتم التركيز على الاعتداء ذاته او هوية مقترفة.

واكد خضر ان استخدام كلمة" مفرقعات" هي اهانة للقاريء وتساءل:" مفرقعات في كنيسة؟!".

وقال: التقرير برمته اعتمد رواية الشرطة الاسرائيلية فقط, ما يجعل المرء يتساءل: هل تعمل الـ CNN ناطقاً رسمياً باسم دولة اسرائيل واجهزتها الامنية؟ ام هي شبكة اخبارية دولية تعنى بصحة الخبر, من خلال الاستماع الى طرفي القصة؟ من المحزن والمؤسف جداً ان رواية الـ CNN لا تقتبس من اي فلسطيني شهادته عما جرى!.

واضاف: اشعر ان هذه الصحافة ليست ديمقراطية ولا تعنى بموضوعية الخبر, وهي لا تختلف عن صحافة البلاط او القصر لأي دولة عربية, وكفاهم تغني بالديمقراطية وهم ابعد ما يكون عنها.

من ناحيتها وصفت حنين زعبي مديرة مركز "اعلام" ومقره مدينة الناصرة, داخل الخط الاخضر تقرير الـ CNN بشأن الاعتداء على كنيسة البشارة, بأنه يفتقد لأسس التغطية الموضوعية.

وقالت محاولة تخفيف لهذا الاعتداء وتشويه للواقع غالباً ما اعتمدتها CNN في تغطيتها للاحداث التي تشهدها اسرائيل والاراضي الفلسطينية, فاذا كان هذا "المعتدي" عربي يجري تضخيم الحدث, أما اذا كان المعتدي يهودي او اسرائيلي فلا تتم الاشارة اليه بوضوح, بعبارة اخرى تتبع هذه المحطة سياسة "محو وشطب الهوية", بحيث لا يتحول المعتدي عليهم من العرب مركز الحدث, ويتحول دفاع هؤلاء عن انفسهم ومقدساتهم الى اعمال شغب وارهاب.

وذهبت زعبي الى ابعد من ذلك حين اتهمت الـ CNN بأنها منحازة في تغطيتها للصراع العربي الاسرائيلي اكثر من وسائل الاعلام الاسرائيلية ذاتها, تقول:" جرت العادة ان تقوم الـCNN باخراج الحدث من سياقه ومحو هوية المعتدي, واغفال الجوانب العنصرية البارزة في هذا الحدث, مثل اغفال العرب كضحايا ومستهدفين من السلطة السياسية الرسمية, ومن المجتمع الاسرائيلي بصورة عامة.

واعربت زعبي عن استهجانها للطريقة التي اتبعتها احدى القنوات الاسرائيلية بتغطيتها لاحداث الناصرة, واشارت على وجه الخصوص الى التقديم الذي بدأ به مذيع هذه المحطة لاحداث الاعتداء على كنيسة البشارة حين قال: لو ان المعتدي عليها مكاناً مقدساً للمسلمين لتفهمنا ذلك ولكن من الغريب ان يقع هذا الاعتداء على كنيسة.

وقالت ما نفهمه من هذا التقديم هو " بروباغاندا" واحدة لتقزيم الاحداث, فالمعتدون من عندهم مجانين حين يكون الضحية عربي!!.

اما د. وديع نصار, مدير المركز الدولي للاستشارات في حيفا, والمستشار السابق للكنائس المحلية, فعلق على التغطية الاعلامية الاجنبية, ومنها حادث الاعتداء الاخير على كنيسة البشارة بقوله ان هؤلاء يكتبون في الغالب, عن افكار معنية لديهم لا يريدون التخلي عنها.

واضاف كثير مما ينشر في وسائل الاعلام الاجنبية لا يمثل الحقيقة, مما يقود الى ان القاريء الاجنبي لا يحصل على المعلومات كاملة, وبالتالي لا يصل الى حقيقة ما يجري.

ووصف د. نصار ردة الفعل العفوية لمواطني الناصرة بكافة طوائفهم بأنها هبة مشاعر اندفع في خضمها المواطنون للدفاع عن كنيستهم والتصدي لمعتدٍ لم يكونوا يعلمون هويته.

واستنكر د. نصار ما تذهب اليه الرواية الاسرائيلية الحاضرة دائما في سردها للاحداث حين يكون العرب هم الضحية, وقال:" من المثير للاستغراب ان جميع الاعتداءات ضد العرب تجد لها رواية جاهزة في المؤسسة الامنية الرسمية الاسرائيلية, اي ان المعتدي" مجنون عقليا" قائمة منذ عام 1948, والواضح من هذا التوصيف هو محاولة تخفيف العقاب عن المجرم اليهودي.

وكشف مدير المركز الدولي للاستشارات النقاب عن مبادرة قام بها مؤخراً للاتصال مع العديد من مراسلي المؤسسات الاجنبية للتوضيح لهم بعض القضايا المتعلقة بالتغطية الاعلامية, وقال: كانت هناك ثلاثة ردود تحتاج الى اجوبة, رد اول حاول التهرب من اللقاء معي, ورد ثان يتسم بالاستهتار اي انك تتحدث عن امور غير مهمة, ثم رد ثالث للأقلية, مفاده" التفهم وليس التجاوب".

وضاف:" في تقديري نحن بحاجة الى عمل جماعي وليس فردياً, سواء مع وسائل الاعلام الاجنبية او الاسرائيلية بحيث تتعامل مع قضايا الشرق الاوسط ليس بطريقة "احداث فيديو كليب" بل تتطرق الى المعالجة الجذرية والمثيرة لهذه القضايا.