الأحد: 16/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة: ورشة بعنوان "دور تقنيات الذّكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الحكومية"

نشر بتاريخ: 03/03/2021 ( آخر تحديث: 03/03/2021 الساعة: 21:24 )
غزة: ورشة بعنوان "دور تقنيات الذّكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الحكومية"

غزة- معا -نظّمت الإدارة العامة للحكومة الذكية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أمس الثلاثاء ورشة عمل بعنوان "دور تقنيات الذّكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الحكومية"، وذلك بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والخبراء في مجال الذّكاء الاصطناعي.

افتتح اللقاء د. كمال المصري، من الإدارة العامة للحكومة الذكية، الذي شدّد على أهمية مفاهيم وتقنيات الذّكاء الاصطناعي وعلى دورها المحتمل في رفع مستوى جودة الخدمات الحكومية، وخصوصًا في ظلّ الأزمات. كما وأكّد على أن هذه الورشة تأتي في إطار جهود الوزارة المستمرّة والسّاعية إلى الارتقاء بالعمل الحكومي، والاستفادة من المفاهيم التكنولوجية الحديثة في تسهيل حياة المواطنين، ومواجهة الأزمات بأكبر قدر من الفعالية. ثم استعرضت م. صفاء طاهر لولو، مهندسة الحاسوب بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أهم محاور الورشة والغرض منها حيث أوضحت أن الورشة تتمحور حول أهمية تقنيات الذّكاء الصناعي في مجال العمل الحكومي، وكيفية مساهمة تقنيات الذّكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الحكومية.

من جانبه، أكّد م. إسماعيل حمادة مدير عام المعلوماتية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على دور المعلوماتية في رفع مستوى كفاءة وفعالية الخدمات الحكومية، وأفاد بوجود بعض المبادرات الرقمية التي تهدف إلى التسهيل على المواطنين في عدّة مجالات.

ثمّ تحدّث د. محمد العبسي، المستشار بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات – غزة، عن تجربة ألمانيا في مجال الذّكاء الاصطناعي وعن محاور خطتها الخمسية في هذا المجال.

ثم عرض د. شادي أبو ضلفة، الأستاذ المساعد بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية – غزة، تجربةَ المملكة العربية السّعودية في مجال الذّكاء الاصطناعي حيث استعرض أهم التطبيقات الموجودة وأهم المبادرات التي اتخذتها المملكة من أجل النجاح في هذا المجال.

بدوره، تحدّث م. محمود أبو غوش، مهندس البيانات الضخمة ومدير الشبكات في لجنة "تكافل"، عن توظيف تقنيات الذّكاء الاصطناعي في بناء الأنظمة الحكومية لخدمة الجمهور مستعرضًا تجربتهم في استخدام الذّكاء الاصطناعي في التعامل مع المستفيدين‎‏ ‏‎من خلال أنظمة الرد الآلي أو "روبوتات الدردشة" (Chatbots).

أّما د. إياد الشامي، الأستاذ المساعد بكلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية، فقد تحدّث عن أهم التحديات والمعوّقات التي يمكن أن تواجه تطبيق مفاهيم وتقنيات الذّكاء الاصطناعي بشكل عام، وخصوصًا في فلسطين.

من جانبه، تحدّث الخبير والاستشاري في مجال تكنولوجيا المعلومات، م. أشرف الأسطل، عن أهمية الابتكار المفتوح كمدخل لتطوير تطبيقات الذّكاء الاصطناعي.

وأما د. سامي أبو ناصر، أستاذ تكنولوجيا المعلومات بجامعة الأزهر – غزة، فقد أكّد وجود العديد من النجاحات التي حققتها الجامعات الفلسطينية في مجال استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي وخصوصًا في مجالَي الصحة والزراعة، وأشار إلى أهميّة توفر البيانات المنتظمة الضرورية لعملية "تعلّم الآلة"، وضرب مثالًا على ذلك الكم الهائل من صور الأشعة المقطعية الخاصة بمصابي فيروس "كوفيد-19" التي وفرتها جامعة جون هوبكنز الأمريكية مجّانًا للباحثين، وكيف ساعدت هذه البيانات في بناء خوارزميات ذكاء اصطناعي فعالة جدًّا من قبل بعض الطلبة في قطاع غزة. كما وأكّد د. سامي على ضرورة التعاون بين الحكومة والجامعات الفلسطينية في مجال الذّكاء الاصطناعي حيث يمكن الاستفادة من مشاريع التخرج في هذا المجال.

من ناحيته، تحدّث د. أحمد الصليبي الأستاذ المساعد بكلية الهندسة - جامعة الإسراء – غزة، عن ضرورة دمج مفاهيم الذّكاء الاصطناعي بشكل أقوى في المناهج الدراسية من خلال تطوير المناهج واستحداث برامج وتخصصات ذات علاقة مباشرة، وكذلك دعا إلى تشكيل أجسام أو هيئات رسمية داعمة للذكاء الاصطناعي على المستوى الوطني.

وأخيرًا، تحدث د. محمد الأسطل، مدير وحدة ذكاء الأعمال بشركة توزيع كهرباء محافظات غزة، عن ضرورة تهيئة قواعد البيانات مسبقًا من أجل تلافي أي صعوبات مستقبلية في التكيّف مع تطبيقات الذّكاء الاصطناعي، كما وركّز على أهمية التوعية وإحداث فهم مشترك بين المؤسسات الحكومية المختلفة في هذا المجال.

ختم اللقاء د. كمال المصر ي الذي أكّد على أن الكثير من الدول المتقدمة لا تزال في طور تجربة الاستفادة من مفاهيم وتقنيات الذّكاء الاصطناعي، وأنّ المجال لا يزال مفتوحًا أمامنا للاستفادة من هذه التقنيات برغم صعوبة الظروف في فلسطين. كما وأكّد على إمكانية تصميم نماذج ذكاء اصطناعي مبنية على بيانات محلية، وتمس الواقع الفلسطيني، ويمكن تدريبها من خلال بيانات متاحة بكثرة في مجالات مختلفة صحيّة، اجتماعية، أو إدارية.

ثم لخص أهم التوصيات التي خلُص إليها الحضور إلى ضرورة تهيئة البنية التحتية التقنية وغير التقنية من أجل التكيّف مع متطلبات تطبيقات الذّكاء الاصطناعي، وخصوصًا قواعد البيانات و تحديد الخدمات المراد تطويرها بشكل دقيق مع التركيز على القيمة المتوقعة والأهداف المرجوة بشكل واقعي قابل للتطبيق و العمل بذل الجهود كافة بالتعاون مع أكبر قدر من الشركاء وخصوصًا المحليّين، و المؤسسات الأكاديمية و الحكومة في مشاريع الذكاء الإصطناعي والاعتماد على نموذج الابتكار المفتوح من أجل تقليل التكاليف والاستفادة من قدرات وخبرات الآخرين وإشراك أكبر قدر من الأطراف ذات العلاقة في تطوير استراتيجية استخدام الذّكاء الاصطناعي و نشر التوعية بأهمية مفاهيم وتقنيات وتطبيقات الذّكاء الاصطناعي على مستوى المسؤولين الحكومييّن والمواطنين بتعزيز حضور مفاهيم الذّكاء الاصطناعي ضمن العملية التعليمية من خلال تطوير مساقات جديدة واستحداث تخصصات تُعنى بتدريس مفاهيم وتقنيات الذّكاء الاصطناعي في المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية على مختلف المستويات.

كما أوصى الحضور إلى إنشاء هيئة أو ائتلاف خاص بالذّكاء الاصطناعي على مستوى فلسطين من أجل تنظيم وتشجيع ورسم السياسات المتعلقة بتبنّي الذّكاء الاصطناعي والعمل على ضرورة الاستفادة من التجارب الرديفة في مجال تطبيق مفاهيم وتقنيات في العمل الحكومي