الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قبل فيلمه الأخير.. كونتين تارانتينو ينشر روايته الأولى

نشر بتاريخ: 03/07/2021 ( آخر تحديث: 03/07/2021 الساعة: 22:25 )
قبل فيلمه الأخير.. كونتين تارانتينو ينشر روايته الأولى

معا- أصدر المخرج الأميركي الشهير والحائز جائزتي أوسكار، كونتين تارانتينو، روايته الأولى قبل أيام عبر دار نشر "دبليو آند إن" (W&N)، ولم تلبث الرواية أن أصبحت من العناوين الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة بعد قليل من إصدارها. الرواية مقتبسة من أحدث أعماله السينمائية فيلم "حدث ذات مرة في هوليود" (Once Upon a Time.. in Hollywood) الذي قدم فيه تارانتينو معالجة خيالية لقصة حقيقية حدثت في الستينيات من القرن الـ20، عن مقتل الممثلة شارون تيت زوجة المخرج البولندي الشهير رومان بولانسكي.

وكان المخرج ذو الـ58 عاما قد صرّح بعد طرح الفيلم أن فيلمه التالي، وهو العاشر في ترتيب أفلامه، سيكون الأخير قبل التعاقد. وعن ذلك القرار صرح تارانتينو لموقع "ريال تايم" (Real Time) قائلا "إنني أعرف تاريخ السينما جيدا، وأعرف أنه بدءا من الآن لن أستطيع تقديم الأفضل. لقد قضيت 3 عقود أصنع الأفلام كما أرغب، وتلك رحلة فنية طويلة جدا، وقد منحتها كل ما أملك".

بيد أنه ربما قرر التوجه إلى الأعمال الأدبية، ففضلا عن روايته الأولى، تعاقد تارانتينو مع دار نشر "هاربر كولينز" (Harper Collins) على رواية أخرى ستنشر قريبا. وتارانتينو لم يكن الأول، فقد سبقه عدد من المخرجين السينمائيين إلى كتابة الرواية مثل مايكل سيمينو، وجاس فان سانت، وإيثان كوين، وغيرهم.

وقد قرر تارانتينو أن تصدر روايته في غلاف ورقي خفيف على شاكلة الأعمال الأدبية في السبعينيات، التي عادة ما تباع في الأسواق التجارية والصيدليات بأسعار زهيدة بوصفها أعمالا خفيفة وبسيطة وليست روايات أدبية رفيعة كما هو الحال مع روايات الجيب. وصرح تارانتينو في حوار له مع شبكة "إتش بي أو" (HBO) العالمية قائلا "أعرف أن المردود المادي أكبر بكثير في حالة طبعة الأغلفة المقواة، غير أنني فضلت أن تصدر الرواية في البداية بغلاف ورقي خفيف".

وتركز الرواية على شخصيات الفيلم الرئيسة، ريك دالتون (قام بدوره ليوناردو دي كابريو) الممثل الذي أفل نجمه وأصبحت حياته المهنية على المحك، وبديله للمشاهد الخطرة كليف بوث (قام بدوره براد بيت) الذي يحتقره العاملون في صناعة السينما لتردد شائعات عن قتله زوجته على متن أحد قوارب الصيد.

ورغم أن الرواية تتشابه مع الفيلم في عدد من المواضع، حتى إن بعض الجمل الحوارية تتطابق بين العملين، فإن تارانتينو يتلاعب بالخط السردي في الرواية على خلاف الفيلم الذي تدور أحداثه في إطار سرد خطي، وتضم الرواية أحداثا تتخطى سردية الفيلم وتؤسس للقصص الخلفية للشخصيات، فهناك أحداث تدور قبل زمن الفيلم وأخرى بعد النهاية إذ إنها تتعرض لماضي الشخصيات الرئيسة لا سيما شخصية كليف بوث التي أدّاها الممثل براد بيت وفاز عنها بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد.

وفي نهاية الفيلم يقتل ريك دالتون أعضاء جماعة "أسرة مانسون" (Manson family)، وتتجاوز الرواية هذه النهاية التي يترتب عليها أن تذيع شهرة دالتون بوصفه بطلا واجه إحدى الجماعات العنصرية، في حين إن الرواية تصوّر دالتون في مواضع أخرى عنصريًّا، غير أن هذه النتيجة يترتب عليها صعود نجم دالتون مرة أخرى في المجال السينمائي. كذلك تتعرض الرواية بتوسع أكبر لجماعة أسرة مانسون، وتلقي مزيدا من الضوء على الرحلة الفنية للفرقة قبل تحولها إلى النشاط الإجرامي.

أحد الأسئلة المثيرة الذي لم تجب عنه أحداث الفيلم ويستكشف في الرواية هو السؤال الخاص بخلفية كليف بوث وما إذا كان قد قتل زوجته كما يشاع.

نعرف من الرواية أن بوث قد قتل زوجته بالفعل، وعلى ما يبدو أنه ندم على فعلته بعد ذلك، كما أنها لم تكن جريمة القتل الوحيدة في سجل بوث، إذ إنه قتل أحد أصدقائه لأنه لم يشاركه الشغف نفسه تجاه كلبه "براندي". وسبق أن ظهر هذا الكلب في الفيلم في عدد من المشاهد، منها مشهد يقوم فيه بوث بوضع إحدى المقبلات على رقبته ليلعقها الكلب. وعن ذلك المشهد يقول الممثل براد بيت مازحا "لقد كان مشهدا صعبا جدا، وقد رأيته معادلا لمشهد صعب أدّاه الممثل توم كروز عندما رُبط على جوانب إحدى الطائرات وأقلعت الطائرة وحطّت وهو مربوط بجانبها".

وفي أثناء المؤتمر الصحفي للفيلم بمهرجان كان الفرنسي، واجه تارانتينو أسئلة الصحفيين عن الشخصية النسائية بالفيلم، واتهمه أحدهم أنه لا يفضل الشخصيات النسائية إذ إن الشخصية النسائية الرئيسية بالفيلم لم تكن بهذا الحجم أو التأثير. في المقابل يفرد تارانتينو مساحة أكبر لشخصية شارون تيت الخيالية في روايته، من خلال علاقة تجمعها بإحدى الشخصيات الخيالية التي ظهرت معها في أحد الأفلام التي أدّت بطولتها.

وقد تلقت الرواية، التي أتت في 400 صفحة، ردّ فعل نقديا إيجابيا، ففي إحدى المراجعات النقدية بصحيفة "الغارديان" (Guardian) يقول الكاتب "تذكرنا الرواية بأن تارانتينو هو في الحقيقية كاتب جيد، وليس من المستغرب أن إبداعه في كتابة النصوص السينمائية ينتقل إلى الأدب، ليس على مستوى الحوار فقط، ولكن على مستوى السرد أيضا".