بقلم الدكتور سهيل الاحمد
صدق الشوق
يستحضر البعد ويطلب اللقاء وإن طال ذلك مع مرور الأيام، وغياب طويل وجفاء وفرقة والإحساس المعايش بالآلام، وبعد وقسوة في ذلك وتسبب بعدة أسقام، وقيام التفكر والاستشعار الذي يجذبك لتحصيل جماليات القول والكلام، ففي لحظة الشعور بالأمن حال النظر واللقاء بمن تحب؛ يزداد عندك وده وعطفه وعمق التواصل والسعادة بمحبة وسلام. ولكن ومنذ الافتراق بلا سماع الوداع، واستمرار الجفاء من غير قلب واع، وكانت قد تخاطبت الأعين بذرف الدمع من المآقي، لعزَّةٍ نفس وخوف القسوة وطول البعد وضعف التلاقي، جاء الذرف سيلاً على الأهداب، حال التفكر والتمعن وتذكر الأحباب، وقد غادرك وجفاك الصديق والأصحاب، وما زال القلب الحزين والمسكين يرتجف بالشوق عند الذكرى، ذكراك في لقياك في أول ذلك ولحظة الفراق، بتقلبه وتردده وتأمله واستشعاره.
وكما الطفل ينام يغفو المستذكر والمنتظر بوداعة وبراءة وسمو الفكر وجمال الروح، عَلّه يتقبلك في الأفكار ويراك حال الغفوة في الأحلام، وعندها يخاطبك بقوله: صدق الشوق أنت تلفظك به لمسامعي وإحساسي حياة، واستشعاره منك في حال أو كله نجاة، رغم التلهف لسماع الصوت، إلا أن سماع كلام الاشتياق وانتظاره كان للقلب رفاه وملهاة ومنجاة.
أنت يا عمق القلب وجوهره حنون، وذكراك دوماً في خاطري وفي الشجون، ولا تغب أو تبتعد عن العيون، ولابد من اللقاء بك يومًا، متمتعاً متلذذاً لأنك نور القلب وفي سواد العيون.