الأحد: 12/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير: افتقار النظافة الصحية سبب لانتشار العدوى بين المرضى

نشر بتاريخ: 30/08/2022 ( آخر تحديث: 30/08/2022 الساعة: 16:23 )
تقرير: افتقار النظافة الصحية سبب لانتشار العدوى بين المرضى


جنيف- معا- وفقاً لآخر تقرير لبرنامج الرصد المشترك صادر عن منظمة الصحة العالمية (المنظمة) واليونيسف، تفتقر نصف مرافق الرعاية الصحية حول العالم إلى خدمات النظافة الصحية الأساسية والمطهرات الكحولية لليدين في أماكن رعاية المرضى والمراحيض في هذه المرافق.

واكد التقرير ان هذه المرافق يستخدمه نحو 3,85 مليار شخص، مما يفاقم خطر تعرضهم للعدوى، بمن في ذلك 688 مليون شخص يتلقون الرعاية في مرافق غير مجهزة بأي خدمات للنظافة الصحية.

وقالت الدكتورة ماريا نيرا، مديرة البيئة وتغير المناخ والصحة لدى منظمة الصحة العالمية "إن أدوات وممارسات النظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية أمرٌ لا غنى عنه. ولا بد من تحسينها للتعافي والوقاية من الجوائح والتأهب لها. ولا يمكن تأمين النظافة الصحية في هذه المرافق من دون زيادة الاستثمارات في التدابير الأساسية التي تشمل المياه الآمنة والمراحيض النظيفة والإدارة المأمونة لنفايات الرعاية الصحية". وأضافت "أشجع الدول الأعضاء على تعزيز جهودها لتنفيذ الالتزامات التي قطعتها على نفسها في جمعية الصحة العالمية عام 2019 بتعزيز خدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية (WASH) في مرافق الرعاية الصحية ورصد هذه الجهود".

واضافت "والتقرير الأخير بشأن "التقدم المحرز في مجال خدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية 2000-2021: تركيز خاص على خدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية وصلتها بالوقاية من العدوى ومكافحتها"، يرسى لأول مرة خطاً أساسياً لخدمات النظافة الصحية، كمستوى مرجعي لتقييم الخدمات في نقاط تقديم الرعاية والمراحيض، مع تزايد عدد البلدان المبلغة عن العناصر الأساسية لخدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية في مستشفياتها وسائر مراكزها الصحية، وبالنسبة للنظافة الصحية، فقد ارتفع عدد البلدان التي تتوفر البيانات عنها حالياً من 14 بلداً في عام 2019 و21 بلداً في عام 2020 إلى 40 بلداً، تمثل 35% من سكان العالم".

وترسم التقديرات العالمية الجديدة صورةً أوضح وأكثر قتامةً عن حالة النظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية. ففي حين تحظى نسبة 68% من مرافق الرعاية الصحية بمرافق للنظافة الصحية في نقاط تقديم الرعاية، و65% بتجهيزات لغسل اليدين بالماء والصابون في المراحيض، فإن 51% منها فقط يتوفر لديها كلاهما وتستوفي بالتالي معايير الخدمات الأساسية للنظافة الصحية. علاوة على ذلك فإن أياً من هذه الخدمات لا يتوفر في مرفق واحد من كل 11 مرفق من مرافق الرعاية الصحية حول العالم (9%).

وقالت كيلي آن نيلور، مديرة برنامج المياه والإصحاح والنظافة الصحية وتغير المناخ والبيئة والطاقة والحد من مخاطر الكوارث (CEED) في اليونيسف، إنه "ما لم يحصل مقدمو الرعاية الصحية على خدمات النظافة الصحية فلن يحصل المرضى على مرفق للرعاية الصحية" وأضافت "إن المستشفيات والعيادات غير المجهزة بخدمات المياه الآمنة وخدمات الإصحاح والنظافة الصحية الأساسية تشكّل خطراً داهماً على حياة الحوامل والمواليد والأطفال. ففي كل عام، يخسر نحو 000 670 وليد أرواحهم بسبب الإنتان. وهو أمر غير مقبول بتاتاً، لا سيما أن بالإمكان تفادي هذه الوفيات".

واشار التقرير إلى أن للأيدي والبيئات الملوثة دوراً كبيراً في انتقال مسببات الأمراض في مرافق الرعاية الصحية وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات. وتعدّ التدخلات الرامية إلى زيادة إتاحة خدمات غسل اليدين بالماء والصابون وتنظيف البيئة المحيطة ركناً أساسياً في برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها وتكتسي أهمية حاسمة في تقديم الرعاية الجيدة، ولا سيما الولادة الآمنة.

وتابع التقرير "وما زال مستوى التغطية بخدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية متفاوتاً بين مختلف الأقاليم وفئات الدخل: تتخلف المرافق في إقليم أفريقيا جنوب الصحراء عن بقية الأقاليم في خدمات النظافة الصحية. ففي حين يتوفر مطهر اليدين الكحولي أو الماء والصابون في نقاط تقديم الرعاية في ثلاثة أرباع (73%) مرافق الرعاية الصحية في هذا الإقليم عموماً، فإن ثلثها فقط (37%) يوفر خدمات غسل اليدين بالماء والصابون في المراحيض. وتوفر الغالبية العظمى من المستشفيات (87%) خدمات النظافة الصحية لليدين في نقاط تقديم الرعاية، مقارنةً بنسبة 68% من المرافق الأخرى للرعاية الصحية".

واضاف "في أقل البلدان نمواً، يتوفر مصدر مياه محمي في 53% فقط من مرافق الرعاية الصحية، مقارنةً بنسبة 78% على الصعيد العالمي. وتتحسن النسبة في المستشفيات (88%) مقارنةً بمرافق الرعاية الصحية الأصغر حجماً (77%)، وترتفع في شرق وجنوب شرق آسيا إلى 90%. أما على الصعيد العالمي، فتنعدم خدمات المياه في نحو 3% من مرافق الرعاية الصحية في المناطق العمرانية و11% منها في المناطق الريفية".

واشار التقرير "بالنسبة للبلدان التي تتوفر عنها بيانات، تغيب خدمات الإصحاح في 1 من كل 10 مرافق للرعاية الصحية حول العالم. وقد تراوحت نسبة مرافق الرعاية الصحية التي لا تتوفر لديها خدمات الإصحاح (الصرف الصحي) من 3% في أمريكا اللاتينية والكاريبي وجنوب شرق آسيا إلى 22% في أفريقيا جنوب الصحراء. ولا تتوفر خدمات الإصحاح الأساسية في أقل البلدان نمواً سوى في مرفق واحد من كل 5 مرافق للرعاية الصحية (21%)".

وتُظهر البيانات كذلك أن العديد من مرافق الرعاية الصحية تفتقر إلى خدمات التنظيف البيئي الأساسية والفرز المأمون لنفايات الرعاية الصحية والتخلص منها.

وسيصدر التقرير خلال أسبوع المياه العالمي الذي يُنظم في ستكهولم، السويد في الفترة من 23 آب/أغسطس إلى 1 أيلول/سبتمبر. ويستكشف هذا المؤتمر السنوي السبل الجديدة لمواجهة أعظم التحديات التي تواجه البشرية: من الأمن الغذائي والصحة إلى الزراعة والتكنولوجيا والتنوع البيولوجي والمناخ.