الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس يهنئ بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية

نشر بتاريخ: 23/12/2022 ( آخر تحديث: 23/12/2022 الساعة: 18:10 )
الرئيس يهنئ بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية

رام الله -معا- هنأ رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أبناء شعبنا في الوطن والخارج، وجميع شعوب العالم، لمناسبة احتفالهم بأعياد الميلاد المجيدة، ورأس السنة الميلادية.

وقال سيادته في رسالته لأبناء شعبنا وللعالم لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، إننا نواجه اليوم إجراءات المحتلين، بوحدتنا وتمسكنا بثوابتنا الوطنية وصمودنا على أرضنا، ووقوف العالم إلى جانب الحق والعدل.

وأضاف الرئيس أننا لن نقبل بمواصلة ممارسات الاحتلال باستهداف الوجود المسيحي والمسيحية في منطقتنا، التي هي جزء لا يتجزأ من نسيج شعبنا ومنطقتنا، مؤكدا مواصلة العمل من أجل تثبيت روايتنا الفلسطينية، ونقض الرواية الصهيونية الزائفة.

وشدد الرئيس على أننا سنتصدى لأية إجراءات عنصرية تهدف لمحو هويتنا الوطنية، وتراثنا الثقافي المسيحي والإسلامي.

ودعا سيادته، المجتمع الدولي للتوقف عن الصمت، ووقف الجرائم الإسرائيلية بوقف أعمال التوسع الاستيطاني وضم الأراضي، وخلق نظام استعماري عنصري، وما يصاحب ذلك من تغيير لهوية وطابع مدينة القدس، واستباحة مقدساتها المسيحية والإسلامية.

وفيما يلي نص رسالة عيد الميلاد 2022:

تحتفل فلسطين هذه الأيام مع دول العالم أجمع بعيد الميلاد المجيد، ميلاد المسيح عليه السلام، رسول المحبة والسلام، حيث يُرفع علم فلسطين، وتُضاء شجرة الميلاد بمصاحبة الجوقات الدينية بترانيمها الجميلة، وفرق الكشافة، وبمشاركة جميع أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني في بيت لحم، والقدس، وفي كل مكان بالوطن والخارج، ليستذكر شعبنا رواية الميلاد للطفل يسوع في مغارة بيت لحم، وهي مناسبة دينية ووطنية، رسالة أمل ومحبة وسلام تُدخل البهجة والتسامح لكل بيت فلسطيني ولملايين المؤمنين حول العالم.

‏‎وبهذه المناسبة، نهنئ جميع شعوب العالم، وأبناء شعبنا في الوطن والخارج، الذين يحتفلون بأعياد الميلاد المجيدة، ورأس السنة الميلادية، وإننا نواجه اليوم إجراءات المحتلين، بوحدتنا وتمسكنا بثوابتنا الوطنية وصمودنا على أرضنا، ووقوف العالم إلى جانب الحق والعدل.

لن نقبل بمواصلة ممارسات الاحتلال باستهداف الوجود المسيحي والمسيحية في منطقتنا، التي هي جزء لا يتجزأ من نسيج شعبنا ومنطقتنا، والتي نؤكد دوما بأنها لن تثنينا عن مواصلة العمل من أجل الحفاظ على التراث الفسيفسائي الديني الذي تزهو به فلسطين.

ونشيد بهذه المناسبة بمواقف رؤساء الكنائس، والتي اتهموا فيها الجماعات الصهيونية المتطرفة، بالقيام باعتداءات مستمرة على الكنائس، وترهيب المسيحيين، ومحاولات طردهم والاستيلاء على أملاكهم، مؤكدين أننا سنواصل العمل من أجل تثبيت روايتنا الفلسطينية، ونقض الرواية الصهيونية الزائفة، وسنتصدى لأية إجراءات عنصرية تهدف لمحو هويتنا الوطنية، وتراثنا الثقافي المسيحي والإسلامي، ومواجهة هذه الاعتداءات على المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وجبل الزيتون وباب الخليل وباب جديد وحارة الأرمن وغيرها، وضد جميع الاعتداءات على كل شبر من الوطن.

لا يمكننا أن ننسى الألم والمعاناة التي تعتصر قلوبنا في هذه الأيام بسبب ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلية القمعية والعنصرية وزرع المستوطنات الاستعمارية وطرد الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم وهدمها، واستشهاد المئات خلال هذا العام، ومنهم الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة التي قتلها جيش الاحتلال بدم بارد، الأمر الذي وحد شعبنا الفلسطيني والعديد من شعوب العالم في مشهد أسطوري، وهذه الأيام، أيضا فقدنا الشهيد البطل ناصر أبو حميد الذي لم تقبل سلطات الاحتلال أن يتم إطلاق سراحه أو حتى زيارة عائلته، رغم أنه كان في المراحل الأخيرة في صراعه مع السرطان.

إننا لن نقبل بالممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال، وسنواجهها بالمقاومة الشعبية السلمية، وفي المحافل والمحاكم الدولية كافة، وإننا ندعو، بهذه المناسبة، المجتمع الدولي، للتوقف عن الصمت، ووقف الجرائم الإسرائيلية بوقف أعمال التوسع الاستيطاني وضم الأراضي، وخلق نظام استعماري عنصري، وما يصاحب ذلك من تغيير لهوية وطابع مدينة القدس، واستباحة مقدساتها المسيحية والإسلامية، والاستيلاء على أملاك الكنائس وعقارات المواطنين، وطرد الفلسطينيين من بيوتهم وهدمها، وجرائم القتل واحتجاز جثامين الشهداء، وغيرها من الانتهاكات للقانون الدولي.

نؤكد بأن السبيل الوحيد لينعم شعبنا وشعوب المنطقة كافة، بالأمن والاستقرار والازدهار وحسن الجوار هو بنيل شعبنا الفلسطيني حقوقه المشروعة التي أقرتها قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وعودة اللاجئين، والعيش على تراب وطننا بحرية وكرامة وسيادة، وما ذلك على الله بعزيز.

وفي الختام، أجدد التحية والتهنئة لأبناء شعبنا أينما كانوا، وأقول لهم، افخروا بتاريخكم وهويتكم، وأقول للعالم إن عيد الميلاد هو رسالة أمل فلسطينية يواصل شعبنا احتضانها بمحبة وأمل لتحقيق العدالة والحرية والسلام في أرض القداسة.

عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة سعيدة من مدينة بيت لحم، ومن فلسطين المباركة إلى كل شعوب العالم، وأهنئ بشكل خاص أبناءنا وبناتنا المسيحيين الفلسطينيين أينما كانوا، وأبناء شعبنا كافة في كل مكان. والسلام عليكم.