الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

البيدر: التجمعات البدوية تواجه تطهيرا عرقيا

نشر بتاريخ: 24/05/2023 ( آخر تحديث: 24/05/2023 الساعة: 13:13 )
البيدر: التجمعات البدوية تواجه تطهيرا عرقيا

رام الله معا- قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، بأن التجمّعات البدوية الفلسطينية التي تقطن على السفوح والمرتفعات الشرقية للضفة الغربية المحتلة تعيش على صفيح ساخن وتتعرض لخطر الاقتلاع عبر سياسة التهجير القسري، الرامية إلى السيطرة والاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية وطرد سكانها منها في اكبر عملية تطهير عرقي ممنهج يحدث امام نظر العالم،وتتنشر غالبية التجمعات البدوية في المناطق المصنفة(ج)، علما بأن أكثر من 90% من البدو لاجئون، ويعتمدون في هذه التجمعات البدوية على حرفتي تربية المواشي، والزراعة،وقد انتهجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الحرمان من الخدمات الأساسية "الماء، الكهرباء،,البناء، الصحة، التعليم" تجاه التجمعات البدوية بهدف ترحيلها وتهجيرها قسرًا.

وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن البدو المحامي حسن مليحات، بأن ما حدث مؤخرا من نزوح جماعي لتجمع عين سامية البدوي شمال شرق رام الله،جاء كنتيحة لسياسيات الاحتلال ومستوطنيه عبر ممارسات الهدم والاخلاء القسري وهجمات المستوطنين الارهابية،والتي يهدف الاحتلال من ورائها الى اقتلاع وتشريد التجمعات البدوية،ليعيد التاريخ نفسه بنسخته المعاصرة ليعيد انتاج نكبة العام 1948 في لبوس جديد،فقد منحت دولة الاحتلال مهمة ارهاب التجمعات البدوية وقتلهم وتشريدهم للمستوطنين الذين يتبادلون الادوار مع حكومة الاحتلال.

ويجري ذلك كله في غفلة من الزمن الفلسطيني،الذي لم يدرك حتى هذه اللحظة الوظيفة السياسية للبدو والتي تتمثل في حماية الأرض ذات الاهمية الحيوية لقيام أي كيان فلسطيني، وتهدف إسرائيل من خلال طرد البدو من تجمعاتهم إلى تحقيق معادلة "أكبر عدد من الفلسطينيين على أقل مساحة من الأرض، وذلك لتفريغ محيط المستوطنات وجوانب الشوارع من أي وجود فلسطيني، وستلجأ سلطات الاحتلال لإخلاء التجمعات وفقا لسلم أولويات حددته مخططات المشاريع الاستيطانية،بغية الاستيلاء على تلك المناطق وضمها للسيادة الاسرائيلية.

وأضاف مليحات،بأن عملية النزوح الجماعي لتجمع عين سامية البدوي،جاءت نتيجة هجمات متتالية نفذها غلاة المستوطنين ضد هذا التجمع،حيث صادر المستوطنين اغنام لسكان التجمع وقاموا بتنفيذ هجمات ليلية ضدهم تمثلت برجمهم بالحجارة،ومنعوا اغنامهم من التنقل وحصرهم في منطقة لا تزيد عن 50 كيلو متر،فدولة الاحتلال تستخدم ميليشات المستوطنين المسلحة لترحيل البدو من خلال العمليات الأرهابية ضد المواطنين البدو لخلق حالة من الخوف والرعب لدفعهم إلى الرحيل،فهناك ما يزيد على 154 تجمعًا فلسطينيًّا بدويًّا في الضفة والقدس المحتلة مهدَّدة بالتهجير كليًّا، ضمن إطار خطة الضمّ التي يحاول الاحتلال فرضها منذ أكثر من عامين، والتي تستهدف إفراغ الأراضي من الوجود الفلسطيني، وخلق حالة من التفوق الديمغرافي اليهودي،كل ذلك يحدث في غفلة من السياسين والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، التي لم تقدم شيئا للبدو الا احاديث ومواعيد كانت كمواعيد عرقوب،لا تغني ولا تسمن من جوع،وخطب جوفاء تفتقد لادنى معايير المصداقية في وقت يواجه فيه البدو ألة الاحتلال الجبارة منكشفين ووحيدين امام جبروت دولة الاحتلال.

وأكد مليحات، بأنه وسبق وان حذرنا مرارا وتكرار من ترك البدو لوحدهم في معركتهم مع الاحتلال،بما قد يؤدي لرحيلهم، كما حدث سابقا عندما أخلت (20) عائلة من التجمع البدوي "راس التين" مكان سكنها حفاظًا للأنفس، حيث تم إشعال النيران بين بيوتهم، وضرب سيدة بدوية بألة حادة على رأسها، أدخلت على إثرها لقسم العناية المكثفة في مجمع فلسطين الطبي،وايضا نزوح عائلتين من تجمع وادي السيق البدوي قبل اشهر،فالتجمعات البدوية تتعرض لمجزرة من الهدم والارهاب والتطهير العرقي،وتحارب وحدها منكشفة تماما امام مستوطنين يتلقون دعمًا مباشرًا من حكومة الاحتلال، فالبدو يقاومون وحدهم وبدون مقومات صمود تذكر، وبرغم الاستهداف اليومي لهم من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، إلا أنه لم يقدَّم لهم أي دعم مادي او سياسي يبقي على جذوة صمودهم تتقد، فالسلطة الفلسطينية لم تقدم للتجمعات البدوية المستهدفة إلا جزءا يسيرًا جدا من خدمات التعليم لمدارس أقيمت أصلا على حساب اهالي التجمعات البدوية،ومن المفروض ان تنتقل من الحالة الاستعراضية الى الخطط المدروسة لمساعدة البدو في مواصلة الصمود.

وأوضح مليحات بأنه يدق جدار الخزان ويحذر من نزوح تجمعات بدوية اخرى،وفي حال نجاح دولة الاحتلال في مشاريع الضم، فان ذلك يعني تنفيذ دولة الاحتلال لمخططاتها الرامية إلى إفراغ المنطقة من أهلها، وإحكام السيطرة على الأرض والموارد الطبيعية، وبذلك،بما لا يدع مجالا للشك في بداية تأكل المشروع الوطني الفلسطيني،الذي تعتبر الارض فيه محور الصراع مع المحتل، فآثار عمليات تهجير التجمعات البدوية المستمرة، لا تتعلق فقط بمجموعة من التجمعات الصغيرة مترامية الأطراف، بل أيضاً لها انعكاسات سلبية على مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بما يؤدي الى استحالة قيام دولة او كيان فلسطيني بدون تلك المناطق، وتبقى ممارسات الصمود اليومية على الأرض التي يسكنها البدو، عائقاً أمام المخططات الإسرائيلية لمحو سكان المنطقة، إلاّ إنها لن تستطيع الصمود طويلاً في ظل غياب رؤى وخطط واستراتيجيات سياسية واضحة للمواجهة.

ودعا مليحات الى توفير الدعم المالي والسياسي للتجمعات البدوية ضمن خطة ومتكاملة،ونقل ملف البدو للمحاكم والمؤسسات الدولية،وتوفير حماية دولية لهم، وضرورة تعرية ممارسات الاحتلال ضد التجمعات البدوية، واطلاق حملة إعلامية واسعة النطاق للتعريف بالدور السياسي الذي يقوم به البدو في حماية الاراضي الفلسطينية،وعقد مؤتمر وطني جامع لبحث تلك القضية الوطنية،ودعوة الحكومة والاحزاب الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها تجاه التجمعات البدوية.