الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تعرف على القهوة العربية أصولها وطرق تحضيرها

نشر بتاريخ: 05/03/2024 ( آخر تحديث: 24/04/2024 الساعة: 22:58 )
تعرف على القهوة العربية أصولها وطرق تحضيرها

القدس- معا-القهوة العربية، هذا المشروب الرائع الذي يحمل معه ليس فقط نكهة فريدة ومنعشة، بل يروي أيضًا قصة عميقة عن تاريخ وثقافة العالم العربي. فمنذ قرون طويلة، احتلت القهوة مكانة مميزة في قلوب وعقول الناس في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولا تزال تلك القهوة تتواجد في كل شارع، في كل بيت، وفي كل لحظة مميزة من حياة الناس.

يتيح لنا تتبع تاريخ القهوة في العالم العربي فرصة استكشاف ماضينا العريق وتواصلنا مع تراثنا الغني. ويقول مختص تحضير القهوة العربية نبيل المطالقة تجربة كوب من القهوة العربية ليست مجرد تذوق لمشروب، بل هي رحلة عبر الزمن، تأخذنا من حقول البن الخضراء في اليمن وإثيوبيا، إلى متاجر القهوة الصغيرة في أسواق دمشق والقاهرة وإلى قهوة البازارات التركية النابضة بالحياة.

ويعود تاريخ القهوة إلى القرن العاشر أو ربما الأقدم وفقًا للعديد من التقارير والأساطير التي تتعلق بأصولها.ةيقول نبيل المطالقة يُعتقد أن أصل القهوة يعود إلى إثيوبيا، وتشير الأدلة الأقدم إلى استهلاكها أو معرفة شجرة البن إلى القرن الخامس عشر في الأديرة الصوفية باليمن. في القرن السادس عشر، انتشرت القهوة إلى مناطق متعددة من الشرق الأوسط، جنوب الهند، بلاد فارس، تركيا، القرن الأفريقي، وشمال إفريقيا. ثم انتقلت القهوة إلى البلقان وإيطاليا، ثم باقي أوروبا وجنوب شرق آسيا، وأخيرًا إلى الولايات المتحدة.

تدور العديد من الروايات الأسطورية حول أصل القهوة، وتشترك إحداها بقصة الصوفي اليمني غثول أكبر نور الدين أبي الحسن الشاذلي، خلال رحلته إلى أثيوبيا. تفيد الأسطورة بأنه خلال رحلته، لاحظ غثول أن الطيور تظهر نشاطًا غير عادي بعد تناول ثمار النباتات، مما أثار فضوله لاكتشاف سر هذا الظاهرة الغريبة، ومن هنا اكتشف فوائد البن وجدواه كمشروب محفز ومنبه بحسب مختص القهوة نبيل المطالقة .

توجد رواية أخرى تعود إلى القرن التاسع، ترتبط بكالدي، الراعي الماعز الإثيوبي كما يقول نبيل ، الذي لاحظ تأثير النباتات على قطيعه عندما حصلوا على التوت الأحمر الفاتح من بعض الشجيرات. عندما جرب النبات نفسه، شعر بالبهجة وقرر أن يعرض التوت على راهب في دير مجاور. لكن الراهب رفض استخدامه، فألقي بالتوت على النار، ما أدى إلى خروج رائحة مثيرة، أدهشت الرهبان الآخرين. فتم سحق حبوب البن المحمصة ووضعها في الماء الساخن، مما أسفر عن تحضير أول فنجان من القهوة في العالم.

والقهوة وصلت إلى جنوب الجزيرة العربية وبدأت زراعتها في اليمن كما يقول مختص القهوة نبيل المطالقة ، ومن هناك انتشرت إلى بلاد فارس، مصر، سوريا، وتركيا. في القرن السادس عشر، أصبحت القهوة معروفة في تلك المناطق، وانتشرت بسرعة في أوروبا. عندما وصلت القهوة إلى البندقية عام 1615، أثارت جدلاً بين رجال الدين الذين اعتبروها مشروبًا محرمًا. ومع ذلك، بعد أن تذوقها البابا كليمنت، وافق على استخدامها، مما ساعد في قبولها وانتشارها في القارة الأوروبية.

بمرور الوقت، انتشرت القهوة بشكل أوسع في أوروبا، وأصبحت مشروبًا شهيرًا في بلدان مثل إنجلترا، وفرنسا، وألمانيا. ومع زيادة شعبيتها، ويكمل نبيل بدأت الدول في المنافسة على زراعتها، ونجح الهولنديون في الحصول على شتلات من القهوة في القرن السابع عشر، مما ساعدهم في بناء تجارة القهوة الضخمة والمزدهرة. تختلف طرق تحضير القهوة وتقديمها من بلد لآخر، وكل منطقة لديها طريقتها الخاصة في التمتع بمذاق القهوة وتقاسمها مع الأحباء. فمن القهوة الكثيفة في تركيا إلى القهوة الخفيفة في المملكة العربية السعودية، تتنوع أصناف القهوة العربية وتتشكل بمزيج من القهوة المطحونة والتوابل المميزة والمياه الساخنة. إلى جانب ذلك، لا يمكننا تجاهل دور القهوة في تعزيز التواصل الاجتماعي وتعزيز روح المحبة والترابط بين الأفراد. ففي العالم العربي، تُعتبر جلسات تناول القهوة لحظات مميزة للتواصل وتبادل الأحاديث وتكريس العلاقات الاجتماعية.

و تُعَدُّ القهوة الإثيوبية تُعَدُّ مصدرها الأصلي في عالم زراعة وتصنيع القهوة كما يوضح نبيل المطالقة ، حيث تم اكتشافها في تلك المنطقة في القرن التاسع. يعتمد سكان إثيوبيا في كثير من الأحيان على زراعة القهوة كمصدر لعيشهم، حيث يشارك ما يقارب 12 مليون شخص في هذه العملية. تعتبر هذه الصناعة جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الإثيوبية، وقد أصبحت تشكل جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية واقتصادهم.

ومع تطور العالم الحديث، لا يزال للقهوة العربية مكانة خاصة في قلوب الناس، حيث تتأقلم مع التغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بسلاسة. فتظهر القهوة العربية في الفضاءات الحضرية الحديثة بأشكال مختلفة، من القهوة التقليدية في المقاهي التاريخية إلى القهوة الفاخرة في المقاهي الفاخرة. ويكمل المطالقة بالإضافة إلى ذلك، تعتبر صناعة القهوة العربية جزءًا أساسيًا من الاقتصاد في العديد من الدول العربية، حيث توفر فرص العمل وتحفز السياحة وتساهم في تعزيز التجارة الدولية.

ويقول نبيل المطالقة على الرغم من أن تاريخ شجرة البن لم يشير إلى أي من هذه الدول كموطن أصلي للقهوة، إلا أنها تتصدر اليوم قائمة دول إنتاج القهوة في العالم. تتصدر هذه القائمة البرازيل، تليها فيتنام، وتأتي كولومبيا في المركز الثالث. بإنتاج كبير يصل إلى ملايين الأطنان، تسهم هذه الدول الخمس في تلبية الطلب العالمي المتزايد على القهوة وتحافظ على مكانتها كأكبر منتجي القهوة في العالم.

وبخصوص تحضير القهوة العربية يشرح نبيل المطالقة يتم تسخين الماء في الإبريق حتى يغلي، ثم يُضاف القهوة المطحونة وتُحرّك بلطف. يُعاد تسخين الإبريق مرة أخرى حتى ترتفع الفقاعات، ثم يُرفع عن النار ويُحرّك المزيج قبل التقديم في فناجين صغيرة، ويُمكن إضافة السكر حسب الرغبة. يُنصح بعدم ترك القهوة على النار لفترة طويلة لتجنّب تغيّر طعمها، ويُمكن إضافة التوابل مثل الهيل أو الزعفران لإضفاء نكهة خاصة.

وتبقى القهوة العربية أكثر من مجرد مشروبكما يوضح مختص القهوة نبيل المطالقة ، بل هي جزء لا يتجزأ من حياة الناس وثقافتهم وتاريخهم. فلنستمتع بكوب من القهوة العربية ونتذوق مذاقها الفريد ونستمتع بروحها الدافئة ونتبادل قصصنا وتجاربنا ونعيش لحظات من الانسجام والتواصل.