الإثنين: 04/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجَمال يقدّم اعتذاره لغزّة

نشر بتاريخ: 26/03/2024 ( آخر تحديث: 26/03/2024 الساعة: 22:30 )
الجَمال يقدّم اعتذاره لغزّة

***
إن لم نمتلك غزّة لن نملك أنفسَنا.
***
هل تسمعهم يا ابنَ عربي،
لقد بلغوا حدّ الكشف ومقامَ النّور!
***
كل فلسطيني جُثّةٌ مُحتملة.
***
المُدّعي الجاهل أو المأجور وحده مَنْ لا يُراجع النصّ المُلْتَبس.
***
وَصَمتَ صديقي الشاعر، ونحن في مطعم على الشاطئ، وسَرَح، ثم عاد!
ما الذي أخذك منّا يا صاحبي؟
ردّ مستغرباً : ألم تسمع مقطوعة الصيّاد؟
لقد رقص الشبّاك.
***
على ماذا يتشاوف هذا الطاووس؟
لقد هزمته الظلال.
***

يزجّجون حاجبيّ رفح وقد سَملوا عينيها، وسرّحوا جدائلها بعد أن جزّوا رأسها وصبّوا العطر على قمصانها، وهي عارية في خيام العار.
***
نخلة الغريب في الأندلس تبكي أُمَّها في القطاع.
***
الدنيا دون غزة ناقصة وبشعة وخرقاء.
***
غزة فرسُ الخرافة .. بلا حصان.
***
ما أجملَ شغب النسور بين الأشجار!
***
أحبّي حياتك أيتها المدينة وأنت في حضن الموت ، مثلما تحبّين جبروتك وأنت بين يديه العاصفتين ، اندسّي في مغارة حضنه وأطلقي كل زوابعك الحارقة ، ولا تعودي من غيمة الغياب، وتذكّري أن صيحاتك الجامحة أيقظت آبار الجحيم ، وأعادت الصواعق للشتاء.
***
دم الطريدة الدافئ يتصبّب.. والضباع تتلمّظ بقهوتها الحمراء.
***
الغيمة الزرقاء النّابضة، التي تُظَلّل الأشجار الناطقة..
تُخبّئ الصباحات للعيد.
***
غزة امرأةٌ يجرحها الماء، ينسرب على بياضها، فيسقط الورد على الرخام.
***
في ساحة السرايا رأوا الجزّار يهرب والحِبال في أَثَرِه.
***
وأخيراً، أخذوا الجَنين المولود الوردي الصوفيّ المُعافى... وحقنوه بالخريف! فالتبس الأمر على الناس، وعادت بابل من جديد.
***
واختتم الحكواتي ليلته، ووَعَد المستمعين بأن يكمل الحكاية غداً، لكنهم رفضوا، وأجبروه على أن يختمها الليلة.
***
يكاد الختيار أن يفقدُ عقله!
كيف غفا، فدخل الأغرابُ على خيوله إلى البلد!.
***
لقد نجح التدّجين! فها نحن على هامش الهامش..
فالأمور الحازبة ستمضي، كما مضت أيام الاغتصاب،
سنغلق عيوننا بلا صعوبة، ونصمّ آذاننا عن المخاض،
ونخجل من النظر في المرآة.
***
فراشةٌ مغموسة بنارها، تطير، تضرب جناحيها، تخبط بيأس، وتقع زهرةً كالثلج.
***
ما يجري في غزة خارج كل شيء،
ويشهد سقوط كل شيء..
***
إذا لم تقاتل الاستعمار.. فأنت تقبله!
***
عندما فاضت قوّة الراسمالية وانسكب لهيبها على إفريقيا، مثلاً، رأينا التوحّش والبدائية..وتساءلنا وقتها: هل الرقّ أرحم من الاستعمار؟
لكنّها،لذكائها الجشع، جمعت بين الرقّ والاستعمار والغابات..
***
لا نُريد الإجابات القديمة!
ماذا ستفعلون؟
***
كلما حاول الاحتلال أن يجرّدك من إنسانيتك..قاوِمه لتستعيدها.
إنها دليل الحياة.
***
لم تتوقف قبائل الغبار عن إسدال ستائر السواد على الحدود، حتى لا نرى الوجوه المحفورة في القلب.
ولم تتوقّف عن إغلاق كل الدروب، بالحديد الطائش الغليظ المجنون، لكن الفرس مطهمة، وتُسابق الأشجار، وتقفز فوق حواجز الدم والنار، ولا تلتَفّ على الطريق المعبّد، منذ آدم والطوفان.
***
قدّم الجَمالُ اعتذارَه للمدينة، واستسلم لها.
***
الانفجار في جباليا أودى بالعشرات في باب العمود.
***
بيت حانون لجِنين: متى نبكي فرحاً ؟
***
غزة أقواس قزح في عالم مطموس بلا ألوان.
***
غزة أوّل تجربةٍ للخلود.
***
رجعت الغيلان وفي قلبها غُصّة،
كان الراقصُ ساحراً، وموته فاتناً.
***
الغيوم النّارية صهرت الجذور،وجفّفت العروق،ومحت الشواهد.
وانتصب العدم فوقها،بكامل رُعبه،يجلجل مثل تنّينٍ صاعقٍ بغيضٍ يتميّز بِغَيظه،ويضرب الأرضَ فترتجّ الآفاق..
غير أن فسيلةً نَبَتت،مثل شهقةٍ،بين حَجرين،وراحت تمتصّ ريقَ الجمر،وتضرب جذورَها تحت الرماد.
***
الضبع مَنْ ينهش لحم الشهيد، ويلوّث روحَه باللُّعاب الحارق.
***
يا تمثالَ الضوء على كلّ مفرق ودرب،
يا روحَ الأوائلِ المتبقّية، لتعيدَ إلينا ملامحَ الطهارة والالتزام،
ويا لمسةَ الأُمّ على نبضِ جَنينها الآتي عمّا قريب،
يكفيك أنّك الحُرُّ على هذه الأرض الأَمَة،
ويكفينا ّأننا نجد زاداً، من لحمِ عمرك،
لنواصلَ الخطو إلى الشمس،
وأنّنا على يقين بأنّ الشظايا تتناثر على معصميك،
أيّها المصاب بالحريّة والحياة،
يا كلَّ الأسماء الطاهرة،
أنتَ الآن فلسطين، وشعبك يتنفّس في ظهرك،
أمّا الباقون فهم جوقةٌ لكربلاء العتمة، أو محفلٌ لملهاةٍ ماجنة،
فاصمد حتّى ينتصر الموسم،
وأكمل زينتك إلى أن نقيم الحفلة البريئة الكاملة.
***
اللغط الهائج المسموم و"المنطق" المأجور يدعو إلى الخنوع ،
ويقدّم الراية البيضاء!
لقد تناسى أنها كفن نجس،
ولا يعرف أن بساط الريح الأسطوري لا يعرف السقوط.
***
أنا ذئبُ المدينة الأليف، أشمّ دَمَها الذي يخرّ في القصب،
وأنا مسحراتي النهار، أوقظ الناس من النزيف،
وأقدّم لهم وليمة الجوع،
وأدقّ على صفائح الأنقاض،
وأنتظر العشبة التي رنّقها الشريان.
***
كلّهم طلبوا من ربّ الجنود أن يجترح مشهداً أكثر اتساعاً ودمويّة وهولاً وإيلاماً.. فصار كل شيء دامياً متوهّجاً وهائجاً .
وتجاوز الجنرالُ مَنْ سبقوه، فجعل غزة بحيرة حمراء، يخوض فيها الأنبياء الصغار، الذين لم ينفطموا بعد، وسَكِرَ الجنودُ من خمرة النجيع..
ولما غضبت غزّة ، وصرخت بالنار.. تلوّن وجه السماء ، وهرّ الدمعُ دماً وحطاماً من عينيها ، ولطمت الجدران من فعل الطائرات، فانتعف الوريد من خدّيها ، فتحطّمت وصارت مقبرة لأطفالها وللقتلة معاً! ونزّت شرايينها حتى وصلت البحر ، وربّما تغطّي الخريطة .. كلها !
***