السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحكم...... والضغوطات النفسية *بقلم الحكم الدولي : مهيوب الصادق

نشر بتاريخ: 17/07/2009 ( آخر تحديث: 17/07/2009 الساعة: 18:59 )
نابلس - معا - إن حكم كرة القدم خصوصاً وحكام الألعاب الرياضية عموماً هم العمود الفقري لنجاح اللقاءات الرياضية بيد أن هذا الإنسان " الذي يتكون من نفس وروح ومشاعر وأحاسيس" يتعرض لضغوطات ومواجهات نفسية تكون قبل وأثناء وبعد المباراة في خارج وداخل الملعب، ويتجلى ذلك في الضغوطات الصادر عن الصحافة المرئية أو المكتوبة أن من الجماهير الخاصة بالفرق ذات النفوذ، أو ضغوطات من الإداريين أو رؤساء الإندية أو المدربون " اللذين ينصبوا من أنفسهم أداة تقيمية للحكام في أحيان كثيرة، أو قد تكون تلك الضغوطات صادرة عن اللاعبين أثناء المباراة في محاولة ابتزاز بعض
القرارات من خلال التأثير على الحكم ، ويتجلى ذلك في مجال" التمثيل والخداع" وخاصة داخل منطقة الجزاء، وقد تمثل خبرة وتجارب الحكم مع فرق معينة ضغطاً النفسية عليه عند ادارته مباراة أخرى لنفس الفريق وخاصة في الدوري المحلي، إن الضغوطات النفسية تتنوع وتختلف من بيئة لآخرى ولكن في مضمونها تحمل جوهر واحد، المطلوب هنا تعامل الحكم الإيجابي وليس السلبي مع الضغوطات النفسية والتكيف معها بمختلف مصادرها وأشكالها ، لأن قبول الحكم لمثل هذا الوضع يقوده الى شعور ملئ بالثقة والشجاعة، إن الحكم الذي الذي يهتم بإعداده نفسياً وسيكولوجياً يكون أقرب
إلى النجاح من الحكم الذي يهمل هذا الجانب، كذلك فإن " الخبرة " التي يتمتع بها الحكم تساعده كثيراً في مواجهة الصعاب والتغلب عليها، إن الخبرة هي مجموعة المعلومات والمعارف والمهارات التي تظهر في سلوك الفرد والتي يمكن ملاحظتها ادائياً ، أي الحل يكمن في إعداد الحكم نفسياً ضمن برنامج اعدادي سيكلوجي خاصة يتضمن المشكلة واجراءات التعامل معها ، فالأصل هنا تدريب العقل نفسياً على اداء المهارات في حالة الضفوطات على اعتبار أن العامل النفسي يحمل في ثياناه عنصري النجاح أو الفشل والسؤال هنا ياتي من يتغلب على الآخر، إن الواقعية عامل نجاح وسيطرة
تؤدي الى الحافز الذي يحدث القلق والتوتر لدى الإنسان، وهذا يحتاج إلى متطلبات عمل النجاح للحكم النفسية، عبر ضبط الساعة البيولوجية الذهنية لأنها تعطي الثقة والمرح والتمتع بإدارة المباراة بعيداً عن التأثيرات الخارجية، وهذا يرتكز على أمور عدة أهمها: قيام الحكم بالإسترخاء الذي يؤدي إلى إزالة التوتر وكذلك السير على نظام غذائي متوازن لأنه هناك بون شاسع بين أن آكل وأن أتغذى ، أضاف إلى ذلك عنصر اللياقة البدنية وبعدمه تنطلي على الحكم الكثير من الحيل وغش يقوم بها اللاعبين وبالتالي الرضوخ للضغوطات المحيطة.
خلاصة القول أنه لا يجب أن يخضع الحكم للضغوطات ويكون ضحية لها، بل يجب عليه قبولها والتعاطي معها بشكل ايجابي حتى يتمكن من التغلب عليها، إن على الحكم أن يقابل ردود فعل اللاعبين والمدربين وألإدارين والجمهور أو الصحافة بالشجاعة والتصميم والثقة بالنفس واتخاذ القرارات بكل كفاءة للحكم أو الحكم المساعد على حد سواء ولكن هذا يتطلب تدريباً نفسياً كما أسلفت وللحديث بقية......... .