الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حل السلطة فكرة غبية/بقلم :د. جمال نزال

نشر بتاريخ: 17/03/2006 ( آخر تحديث: 17/03/2006 الساعة: 17:54 )

السلطة نواة الدولة والدولة الديمقراطية لا تملك حق حل نفسها لأن وجودها اساس لبقاء الأمة.

وكم أٌغالب قلمي وهو مندفع لاستنباط مقولةٍ على وزن مثلٍ فلسطينيٍ فيه مفردةٌ عاميةُ بذيئةٌ يمكن تحويرها لغرض الإيحاء كالتالي: "تشاجر مع زوجه فعاقبها بقطع دب"! نعم (دبه) بالدال أيها الأحبة دون الثامنة عشره!

خطر لي هذا إثر انطلاق الدعوات العصبية اللاسياسية لمعاقبة إسرائيل بحل السلطة وكأن الدولة اليهودية لا تنام الليل قلقا على وجود سلطة للفلسطينيين ينقلبوا عليها داقين إصبعهم بحماس.

السلطة الفلسطينية ببساطة لا تملك الحق لحل نفسها تحت أي ظرف. فالسلطات تقوم بناء على (عقد اجتماعي) يحدد علاقة الدولة بالفرد وعلاقة الأفراد ببعضهم البعض وتضطلع أدوات الحكم الأمنية والقضائية بمهمة السهر على بقاء سيادة هذه النواميس. ويعوزها علاوة على ذلك المبرر الأخلاقي والأداة الدستورية و المسوغ القانوني "لارتكاب" هذا الجرم.

والسلطة اصبحت منذ الإنتخابات التشريعية سلطات عدة متعددة الألوان لا يملك رجل واحد الحق بحلها (كلها) بحال. فالإنتخابات التي اقيمت بموجبها هذه السلطات هي ما نعنيه لدى الحديث عن "العقد الإجتماعي". ولكن مشايخ فتح الذين شردوا يوما من المدارس الإبتدائية للمشاركة بسباقات الحمير, لم يسمعوا يوما بالعقد الإجتماعي. وتراهم اليوم يضغطون على الرجل الذي يضيئ لنا الشمعة الوحيدة كي يطفئ نورها ليحل علينا ظلام جهلهم وطمعهم بشيء انتزعه الشعب من بين ثنايا أفواههم ليصبحوا بلا أسنان.

وفي الجانب الأخر من غابتنا لم تستطع حماس الإتفاق مع أي فصيل على برنامج سياسي واحد يكفي للإشتراك بحكومة على اساس احترام التزامات سلطتنا المستضعفة. ولنتذكر هنا أن اسرائيل دمرت في اريحا عشر السلطة الفلسطينية ونزعت سراويلنا لأنها علمت أن حكومة حماس القادمة ستطلق سراح سعدات والشوبكي فافطرت بنا قبل ان نتغدى بها.

كان هذا أريحا أولا وغزة ثانيا. وحماس تأتينا اليوم راقصة متوج رأسها بميثاق يدعو لتدمير اسرائيل النووية "المترسنه". ويوم تنصيب حكومة حماس سيكون في الجيش الإسرائيلي موعد الغداء. وهو غداء "استباقي" سيتكفل الغرب بما يلزمه من مشروبات "اعلامية وسياسية" قبل أن تتعشى حماس بحليفهم اليقظ اسرائيل.

أيام السلطة اذن معدودات ونحن على موعد مع حفلة عري جديد. فيا "وجهاء" فتح الكرام, لماذا الهرولة إلى الذئب فوق الجبل البعيد وهو في طريقه إلى كهوفكم بما فيها من عظام؟ ألا فلتثقلوا قليلا ثكلتكم امهاتكم جمعا!