الخليل-معا- تقع خربة جنبا في اقصى جنوب مسافر يطا يحدها من الغرب خربة بئر العد المهجرهة ومن الشرق خربة الحلاوه ومن الجنوب جدار الفصل وخربة القريتين المهجرة عام1948 ومن الشمال يحدها منطقة العرقوب.
تحتوي الخربه على معالم أثرية منها البركة الرومانية التي تقع في وسط الخربه وكانت تصلها المياه عن طريق قناة فخاريهة وصخرية تمتد من نبع بئر العد الواقع غرب الخربه ومع طول الزمن تعرضت البركة للردم وتم خلال السنوات الماضية ترميمها وتبلغ مساحتها 300 متر مربع وسعتها 1000 كوب مياه تقريبا.
في عام 1949 استشهد خمسة مواطنين بعد اطلاق النار عليهم من قبل جيش الاحتلال بالقرب من القرية اثناء تواجدهم بأرضهم، و تعرضت الخربه عام 1954 في ليلة القدر 27 رمضان لعدوان من قبل الاحتلال وارتكب مجزره بحق اهلها حيث استتشهد خمسة مواطنين على ترابها ثلاثة منهم من سكان الخربه وإثنين من الجيش الأردني كما وتعرضت الخربه قبيل احتلال الضفة الغربية عام 1966 لعملية هدم واسعه طالت 10 منازل بنيت في العصر التركي، وفي عام 1980 تم هدم اكثر من نصف الخربه وهي منازل مبنيه من الحجارهة الرومانية وتسمى بالعقود وكانت مأهولة بالسكان.
وبعد خمسة اشهر تم هدم ما تبقى من مساكن المواطنين وعددها الاجمالي 45 منزل ومنها 3 محلات تجارية و مسجد، ما اضطر الاهالي للعيش في الكهوف التي كانت تستخدم كمخازن للاعلاف ومساكن للأغنام.
وفي تموز من العام 1999 سلم الاحتلال اخطار بترحيل وتهجير الاهالي من قرية جنبا كباقي تجمعات مسافر يطا وتم فعلا تهجير الاهالي بعد اصدار القرار مباشرة حيث قام جيش الاحتلال بنقل الاهالي وكل ما يملكون بشاحنات تحت تهديد السلاح الى منطقة مخر البركة القريبة من قرية التوانه. وقام اهالي جنبا بعد تهجيرهم بتوقيف محامي لإسترجاع قريتهم، حيث نجح المحامي بالحصول على أمر تجميد قرار التهجير وتم اعادة الاهالي لقريتهم، وعمت الفرحه قرية جنبا وجميع قرى مسافر يطا التي تم تهجيرها.
وبقيت اعتداءات الاحتلال مستمرة على الاهالي لتهجيرهم طوعا من القرية لكنهم اصروا على الثبات والصمود وزادت معاناتهم بشكل كبير بعد ان قامت محكمة الاحتلال بإصدار قرار جديد ينص على تهجير اهالي ثمانية خرب من مسافر يطا في شهر مايو من العام 2022 بحجة انها تقع ضمن منطقة اطلاق النار وكانت قرية جنبا إحدى القرى التي صدر فيها قرار التهجير. حيث اصبح الجيش يقتحم القرية ليلا ونهارا وينكل بالاهالي ويصادر مركباتهم ويمنع تجولهم خارج حدود القرية، عدا عن ادخال الدبابات للتدريب في وسط القرية واطلاق النار بشكل عشوائي وهذا ما شكل خطرا كبيرا على السكان.
الحاج موسى ربعي أحد سكان القرية تعرض للعديد من الاعتداءات و الانتهاكات منها هدم مساكنه ومساكن اخوته وابناءه وتم اخطار ما تبقى من مساكنهم في الخربه.
وايضا بعد قرار التهجير زادت معاناته حيث تم وضع قيود عليه كباقي ابناء الخربه منها عدم التجول في محيط الخربه او رعاية مواشيهم بأراضيهم وكما تعرض ابناؤه لوضع قيود امنية عليهم ومنعهم من الدخول للأراضي المحتلة عام 1948 الا اذا قام بالرحيل عن ارضه وبالرغم من كل ما تعرض له الا انه مازال صامدا ومرابطا بمنزله وبقريته بالرغم من كل القيود والانتهاكات التي يتعرض لها.
تفاقمت معاناة اهالي خربة جنبا بشكل كبير بعد السابع من اكتوبر 2023 حيث قام المستوطنون بمهاجمة القريه عدة مرات واعتدوا على المواطنين وعلى رعاة الاغنام وكان آخرها عشية عيد الفطر الماضي.
وقال رئيس مجلس قروي المسافر نضال يونس ابو عرام، والذي ولد وعاش في قرية جنبا ان عشرات المستوطنين هاجموا القرية واعتدوا على المواطنين بالضرب ما اسفر عن خمسة اصابات وصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة ورقدوا على سرير الشفاء عدة ايام واعتقال 22 مواطن وقدم سبعة منهم للمحاكمة و افرج عنهم بعد اسبوع من اعتقالهم وتم حرمانهم من فرحة العيد بين ابنائهم وعائلاتهم. وأكد ان المستوطنون بزي الجيش اقتحموا القرية ليلا وحطموا محتويات المنازل جميعها من اثاث ومطابخ، ودمروا منتجات الالبان التي يصنعها المواطنين من مواشيهم والتي تعتبر مصدر رزقهم.
الحاج علي الجبارين الذي ولد عام 1962 في خربة بئر العد المهجرة وترعرع فيها وانتقل للعيش في قرية جنبا تحدث عن معاناته نتجية اعتداءات جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، حيث ذكر انه تم مصادرة مواشيه خلال السنوات الماضيه من قبل الجيش بدعوى رعيها بمنطقة اطلاق نار ودفع غرامات وكفالات مالية حتى استرجعها وعانى كباقي ابناء قرية جنبا من الهدم حيث هدم الاحتلال مساكنه عدة مرات وتم احتجازه واحتجاز عائلته اثناء تواجدهم بالمراعي او خلال تنقله بالقرب من الخربه.
وكان للحاج علي وعائلته نصيب من هجوم المستوطنين على قرية جنبا عشية عيد الفطر الماضي حيث كسر المستوطنون جميع محتويات مسكنه بما فيها الاثاث والمطبخ والشبابك والابواب وغيرها وكسروا مركبته التي تكبد مخاسر كبيره لإصلاحها وتم اعتقال نجله.
يعاني المواطنين في قرية جنبا من سياسة الاستيطان الرعوي التي تعتبر من اخطر السياسات التي يواجهها المواطن الفلسطيني في مسافر يطا والذين يعتاشون من تربية المواشي وزراعة المحاصيل الزراعية، حيث يقوم المستوطنون برعي مواشيهم بمحاصيل المواطنين الزراعية واطلاق مواشيهم بالاشجار والمزروعات ويمنعون المواطنين تحت تهديد السلاح من رعاية مواشيهم او اخراجها من الحظائر وهذا ما يكبدهم مخاسر كبيرة.
بالرغم من كل ما يتعرض له المواطنين من اعتداءات الا نهم صامدين بأرضهم ومتجذرين بها كأشجار الزيتون.
إعداد الاعلامي - أسامه مخامره