القدس- معا- في تصعيد خطير وانتهاك جسيم لحرمة المسجد الأقصى، اقتحم مستوطن، المسجد عبر باب الغوانمة، وهو يحمل ما يُعرف بـ"قربان الفصح" ، وهو عبارة عن ماعز صغير، بهدف تقديمه داخل الأقصى.
وقام 9 مستوطنين بالسير في طريق باب الغوانمة المؤدي إلى المسجد الأقصى، وحاولوا فور وصولهم الباب اقتحامه، إلا أن الشرطة المتواجدة على الأبواب منعتهم من ذلك، كما قام أحد المقدسيين بالتصدي لهم، وخلال ذلك، تمكن أحد المستوطنين، وكان يحمل القربان مخبأً داخل كيس بلاستيكي، من اقتحام الأقصى، والسير عدة أمتار إلى الداخل، قبل أن يُخرج الخروف من الكيس، وينبطح أرضا، ليُعاد التصدي له مجددًا من قِبل أحد موظفي المسجد الأقصى.
وخلال صلاة المستوطن وسيره وهو يحمل الماعز داخل الأقصى، قام المستوطنون بالغناء والرقص عند باب الغوانمة من الجهة الخارجية.
وهذا المرة الأولى منذ احتلال القدس تتمكن الجماعات المتطرفة من ادخال القربان الى الأقصى، ويعتبر (قربان الفصح) بوابة الخلاص، باعتبار دمه مرشحا لأ يكون سببا مباشرا لإرسال المخلص من الرب (حسب تعبيرهم).
وكانت جماعات الهيكل المتطرفة قد دعت خلال الساعات الماضية المستوطنين إلى تقديم القرابين في الأقصى، اليوم وغدًا، بمناسبة ما يُعرف بـ"عيد الفصح الصغير/الثاني"، الذي يأتي بعد شهر من عيد الفصح الرئيسي، ويُتيح ، بحسب معتقداتهم فرصة لمن فاتهم تقديم القربان في العيد السابق، بسبب بُعدهم عن "جيل الهيكل" أو بسبب "النجاسة" وفق روايتهم الدينية.
واستنكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هذا التصعيد الخطير والانتهاك الصارخ لحرمة المسجد الأقصى، محمّلةً شرطة الاحتلال المسؤولية الكاملة عمّا جرى، بسبب تساهلها مع المستوطنين الذين تحركوا كمجموعة منظمة حتى وصولهم إلى داخل المسجد.
وخلال عيد الفصح اليهودي الرئيسي، الذي صادف الشهر الماضي واستمر لمدة أسبوع، شهد المسجد الأقصى اقتحامات واسعة وانتهاكات متعددة، حيث بلغ عدد المستوطنين المقتحمين نحو 6,862 مستوطنًا خلال خمسة أيام، أدوا خلالها صلوات وطقوسًا دينية علنية، فردية وجماعية، داخل المسجد. كما قام بعضهم بالانبطاح في عدة مواقع داخله، ونُظّمت حلقات غناء ورقص في أروقته.