أنقرة- معا- شدد وزراء خارجية الأردن وسوريا وتركيا على تنسيق جهودهم لمواجهة التهديدات الإرهابية على الحدود المشتركة بين الدول الثلاث، خاصة من قبل تنظيم داعش، كما طالبوا إسرائيل بوقف هجماتها على الأراضي السورية.
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده تدعم سوريا وسيادتها لمواجهة كل التحديات التي تهدد المسيرة السورية بعد عقود من الخراب والدمار والمعاناة.
وأضاف الوزير الأردني، في مؤتمر صحفي بأنقرة، بعد اجتماع ثلاثي مع نظيريه التركي هاكان فيدان والسوري أسعد الشيباني، أن "استقرار سوريا ركيزة لاستقرار المنطقة، وحصول الشعب السوري على حياة كريمة أولوية بالنسبة لنا".
وقال الصفدي إن حصول الشعب السوري على حقه في الحياة الآمنة والكريمة بعد سنوات من المعاناة أولوية بالنسبة للأردن الذي لن يدخر جهدًا لذلك.
وأضاف أن الاجتماع مع نظيريه التركي والسوري بحث آليات التصدي لتنظيم داعش والإرهاب بكل أشكاله، قائلًا إن الإرهاب خطر ليس فقط على سوريا بل على الجميع في المنطقة.
وأوضح الصفدي أن التحديات الأكبر حاليًا هي التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها من الخارج، وفي مقدمة هذه التحديات العدوان الإسرائيلي المتجدد على سوريا، ومحاولة إسرائيل التدخل في الشؤون السورية وبث الفرقة والفتنة والانقسام فيها، وهذا أمر يرفضه الأردن ويتصدى له بشرح خطورة ذلك للعالم.
وأكد أنه "لا حق لإسرائيل في أن تعتدي على الأرض السورية، ولا حق لإسرائيل في أن تدفع باتجاه التوتر والانقسام، وأن التدخلات الإسرائيلية في سوريا لن تجلب الأمن لإسرائيل، ولن تجلب لسوريا إلا الخراب والدمار".
وقال الصفدي إن موضوع الجنوب السوري على حدودنا المباشرة هو أمننا الاستراتيجي، ونريد للجنوب ولكل سوريا أن ينعم بالأمن والاستقرار، وأن لا يكون فيه خطر سواء خطر إرهابي أو خطر التدخل الإسرائيلي.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان دعم بلاده لسوريا على كل الأصعدة، معتبرًا أن الخطوات الإسرائيلية تزعزع مستقبل سوريا.
وقال إن إسرائيل تتوسع في سوريا بشكل يزعزع أمن واستقرار ومستقبل سوريا، داعيًا إلى رفع العقوبات الدولية عن سوريا.
وأضاف فيدان أن إعلان حزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح يعد "خطوة تاريخية ومهمة جدًا"، مشددًا على أن تنفيذ هذا القرار سيكون محوريًا لاستقرار المنطقة بأسرها.
كما أكد الوزير التركي استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، داعيًا الطرفين إلى الجلوس على طاولة مفاوضات لإنهاء النزاع المستمر.
بدوره، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن بلاده ملتزمة بتعزيز التنسيق العسكري والأمني مع الأردن وتركيا لمواجهة التهديدات العابرة للحدود ومنع تسلل المتطرفين للأراضي المشتركة، واعتبر أن داعش الإرهابي لا يزال يشكل تهديدًا وطنيًا وإقليميًا.
وأضاف أن بلاده لن تسمح باستمرار ميليشيات مدعومة من الخارج بزعزعة استقرارها وأمنها، معتبرًا أن الاعتداءات الإسرائيلية ليست فردية بل خروقات ممنهجة للقانون الدولي تهدد بإشعال المنطقة.
وقال الوزير السوري إن وحدة أراضي سوريا غير قابلة للمساومة، وعلى المجتمع الدولي فرض المحاسبة على إسرائيل والتطبيق الشامل لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
وحول الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، قال الشيباني إن المماطلة بتنفيذ الاتفاق ستطيل أمد الفوضى وتفتح باب التدخلات الأجنبية، حيث إنّ سوريا لا تقبل المراوغة والمماطلة، مؤكدًا أن بلاده لن تعود إلى الحرب.