تل أبيب- معا- أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء السبت، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تتابع عن كثب الأحداث في محيط المستشفى الأوروبي في خان يونس، لمعرفة ما إذا كان قد تم اغتيال قائد حركة حماس في قطاع غزة محمد السنوار، كما يجري التحقيق أيضا فيما إذا كان قد تم اغتيال قائد لواء رفح في كتائب القسام محمد شبانة والناطق باسم الجناح العسكري للقسام أبو عبيدة، إلى جانب السنوار، وفي الوقت نفسه، يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرحلة التالية من عمليته المسماه "عربات جدعون" والتي تشمل مناورة برية واسعة النطاق في عدة مواقع.
ولإاد موقع "واللا" العبري، أنه تم الليلة الماضية استكمال إنشاء مقر قيادة الفرق للتوغل البري، وتمت الموافقة على مراحل متقدمة في التخطيط للعمليات التي تشارك فيها القوات الجوية والبحرية.
وقالت مصادر عسكرية، إن الخطط تتضمن خدع عسكرية وإطلاق نار واسع النطاق للغاية ضمن خطط التوغل البري.
وينتظر قادة الفرق الأوامر من هيئة الأركان العامة، التي تنتظر قرارا من المستوى السياسي لبدء عملية معركة منظمة.
وفي سياق متصل، بدأت إسرائيل أمس بإجراءات لنقل السكان من شمال قطاع غزة، وتحديدا من بيت لاهيا، نحو الجنوب، من خلال توزيع منشورات وتحذيرات ميدانية، بالإضافة إلى تنفيذ غارات ضد أهداف قالت إنها تتبع لحركة حماس.
ويعمل الجيش الإسرائيلي، وفقا للمصادر، على إقامة "مناطق آمنة" ومراكز لتوزيع المساعدات داخل القطاع لتوزيع الغذاء والمياه على العائلات الفلسطينية، حيث تم تجهيز بعض المواقع بالبنية التحتية اللازمة، بما في ذلك الكهرباء وأنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
كما سيتم إنشاء نقاط تفتيش أمنية هناك، وسيتم استقبال الفلسطينيين قريبا جدا، مشيرة تلك المصادر، إلى أن رئيس الأركان وصل إلى المنطقة لمراقبة التجهيزات عن كثب.
وكشف موقع "واللا"، أن دولة الإمارات موّلت، بالتنسيق مع وزارة الجيش الإسرائيلية، تمديد خطوط مياه من إسرائيل إلى داخل غزة لدعم هذه المراكز.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية "بمجرد أن يدرك الفلسطينيون أن الغذاء والماء يتم توزيعهما عليهم بطريقة منظمة وفي مكان آمن فإنهم سيأتون إلى هناك".
وترى جهات أمنية إسرائيلية أن هذه الخطوة تهدف إلى سحب السيطرة على المساعدات من يد حركة حماس، ومن ثم على الشارع الفلسطيني، معتبرة أن ذلك قد يشكل "تحولًا في قواعد اللعبة" ويزيد من الضغط على قيادة الحركة.
من جهتها، تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في عدة محاور داخل القطاع، بما يشمل بناء محاور طرق ومراكز لوجستية، إلى جانب التحضيرات لمناورة كبيرة قد تطال مناطق لم تدخلها القوات الإسرائيلية من قبل، وفقًا لما نقلته مصادر عسكرية.
وتوقعت هذه المصادر أن يتمكن الجيش من السيطرة على كامل مدينة رفح خلال أسبوع، وقطعها عن خان يونس، ودفع سكان شمال القطاع نحو الجنوب، استعدادًا لمرحلة جديدة من العملية البرية.
ومن المقرر أن تجتمع القيادة السياسية الإسرائيلية يوم غد الأحد الساعة الرابعة مساءً، للبت بشأن ما إذا كان ينبغي منح المزيد من الوقت للمضي قدما في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى أو الشروع في مناورة كبرى واتصالات تحت النيران.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل تعليمات قاطعة من وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن يتم تثبيت السيطرة على كل نقطة تدخلها القوات، ما من شأنه- بحسب تقديرات أمنية- أن يؤدي إلى كسر قيادة حماس تدريجيا.