سلفيت- معا- لم يعد الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى ادلة او براهين جديدة لإثبات بشاعة إجرامه وعنصريته، فجرائمه اليومية كفيلة بكشف وجهه الحقيقي أمام العالم، فما يجري في بلدتي بروقين وكفر الديك غرب محافظة سلفيت هو تجسيد صارخ لهذا الوجه البشع، حيث تتواصل فصول العدوان بلا هوادة، في مشهد يعكس جوهر هذا الاحتلال وعمق سياساته القمعية والعنصرية.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس على التوالي عدوانها على البلدتين، مخلفةً شهيدا في بروقين، وعشرات المعتقلين، وسط مداهمات متكررة للمنازل والمؤسسات، وتخريب واسع طال ممتلكات المدنيين.
رئيس بلدية بروقين، فائد صبرة، معقبا على ما يحدث:" إن حجم الدمار الذي لحق بالبلدة غير مسبوق"، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تعمّدت اقتحام البيوت، وتخريب محتوياتها، وسرقة المصاغ الذهبي، والمبالغ المالية، والوثائق الثبوتية، فضلًا عن التنكيل بالنساء والأطفال وكبار السن. مؤكدا أن الاحتلال حوّل منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية بعد طرد سكانها منها، والتقط جنوده صورًا تذكارية داخلها، في مشهد برهن إنه يعكس ضعف الاحتلال وارتباك جيشه، وفشله في إقناع العالم باحترامه لحقوق الإنسان.
وأضاف صبرة:" جرافات الاحتلال تواصل تجريف مساحات واسعة من الأراضي، واقتلاع الأشجار، في محاولة لفرض واقع جديد بقوة السلاح، في ظل دفع تعزيزات عسكرية إضافية للمنطقة."
وتابع": لم تسلم بلدية بروقين من همجية العدوان، إذ اقتحم جنود الاحتلال مبناها ودمّروا محتوياته، بما في ذلك مركز الخدمات، وأجهزة الكمبيوتر، والمعدات الحيوية."
كما ان المشهد في بلدة كفر الديك ليس افضل حالا ، إذ يصف الأهالي الوضع هناك بـ"الكارثي"، وسط استمرار سياسة العقاب الجماعي لليوم الخامس على التوالي، في استهداف واضح لأكثر من 6000 نسمة يعيشون في البلدة. وقال مواطنون إن أجواء من الرعب والخوف تسود في أوساط المواطنين، لا سيما الأطفال والنساء، الذين يعيشون حالة من الترقب والقلق الدائم خشية اقتحامات مفاجئة وتخريب واعتقال وتعذيب وطرد من المنازل.
لم يكتفِ الاحتلال بما يمارسه من عدوان بحق المواطنين وممتلكاتهم، بل تمادى في عدوانه ليطال المؤسسات التعليمية وأماكن العبادة، حيث أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام مساجد البلدتين، لأكثر من مرة، وعبثت بمحتوياتها، ومنعت رفع الأذان وإقامة الصلاة، كما استخدمت سماعات المساجد للإعلان عن فرض حظر التجول.
المرضى يعانون
في ظل الحصار المفروض، يواجه المرضى – وخصوصًا المصابين بالفشل الكلوي – واقعًا صحيا مأساويا في البلدتين، فقد أكد عدد من المرضى أنهم يواجهون صعوبة في الوصول إلى مراكز العلاج وتحديدا لمستشفى سلفيت الحكومي في المدينه ، مما اضطر بعضهم إلى التغيب عن جلسات الغسيل الكلوي ، وعدم الالتزام بالمواعيد المقررة، الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لحياتهم، مما يعرض حياتهم للخطر.
هكذا، تستمر المعاناة في بروقين وكفر الديك، لتكشف عن حقيقة الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يفرّق بين حجر وبشر، ولا يتورع عن استخدام أقسى أدوات القمع ضد المدنيين العزّل، في ظل صمت دولي مريب، يكشف حجم المؤامرة التي تحاك ضد شعبنا الفلسطيني وقضيته.