الجزائر - معا- شهدت الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لعام 2025، التي اختتمت أعمالها في العاصمة الجزائرية يوم 22 مايو، مشاركة فلسطينية فاعلة، حيث مثّل فلسطين وفد رسمي رفيع المستوى بتكليف من رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، ضم وزير المالية عمر البيطار، والممثل لدى البنك الإسلامي للتنمية وصندوق الأقصى الوزير ناصر قطامي، والمدير التنفيذي للبنك عن دولة فلسطين د. محمود أبو الرب، وبحضور السفير فايز أبو عيطة.
واكتسبت المشاركة الفلسطينية أهمية خاصة في النقاشات التي تناولت التحديات التنموية والاقتصادية للدول الأعضاء، حيث نالت فلسطين حضورًا بارزًا في الكلمات الافتتاحية للاجتماعات، التي القاها كل من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ورئيس الوزراء الجزائري، ورئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، في تأكيد على دور دولة فلسطين الحيوي في مشهد التنمية الإقليمي والدولي.
وعلى هامش الاجتماعات، أجرى الوفد الفلسطيني سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين، شملت وزيري المالية في الجزائر والسعودية، ونائب رئيس البنك الإسلامي المكلف بالعمليات د. رامي حمد، بالإضافة إلى لقاء موسع مع مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي د. عبدالله الدردري، لبحث سبل دعم جهود إعادة الإعمار والتعافي في فلسطين.
وفي أبرز محطات المشاركة الفلسطينية، تم توقيع اتفاقية تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مستشفى خالد الحسن للسرطان، بتمويل يضم قرضًا حسنًا من البنك الإسلامي بقيمة 26.6 مليون دولار، ومنحتين الاولى من الصندوق العربي بقيمة 8.6 مليون دولار واخرى بقيمة 15 مليون دولار مقدمة من صندوق الأقصى. ويعد هذا المشروع محطة بارزة في مسار جهود الحكومة الفلسطينية المستمرة نحو تعزيز جودة الخدمات الصحية وتوطينها لتقليل الحاجة للتحويلات العلاجية في الخارج، والحفاظ على المال العام.
كما ألقى معالي الوزير قطامي كلمة فلسطين خلال اجتماع المائدة المستديرة للمحافظين الذي عُقد ضمن فعاليات الاجتماعات – شدد فيها على أهمية مضاعفة الجهود الدولية لتعزيز التنمية المستدامة في فلسطين، داعيًا إلى توفير أدوات تمويل عادلة، وزيادة الدعم لبرامج التعافي الاقتصادي، وتعزيز الاستثمار في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والطاقة، بما يدعم صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على تجاوز التحديات. كما دعا قطامي إلى دور أكثر فاعلية لمجموعة البنك في دعم صمود الشعب الفلسطيني وبناء مؤسسات اقتصادية قادرة على مواجهة الأزمات. قائلا " نحن في فلسطين لا نطلب الدعم كأمة عاجزة، بل نُقدم نموذجًا للمثابرة والتصميم رغم المحن. شعبنا لا ينتظر الفرص، بل يصنعها بدعمكم، رغم التحديات المُستمرة التي يفرضها الاحتلال. وهذا ما يجعل البنك الإسلامي للتنمية الشريك المُفضل للشعب الفلسطيني" .
وقد اكدت الاجتماعات السنوية في ختام أعمالها على ضرورة مواصلة الجهود المشتركة لتعزيز التنمية المستدامة وتوفير التمويل العادل وتطوير بنى اقتصادية في مواجهة التحديات العالمية تحت شعار "تنويع الاقتصاد، إثراء للحياة"، بما يرسخ دور مجموعة البنك الإسلامي للتنمية كأحد أبرز شركاء التنمية في العالم الإسلامي.